السندات والمبادرة الوطنية.. أين وصلت مصر في مشروعاتها الخضراء؟
يسير العالم نحو الاتجاه لكل ما هو أخضر، لاسيما في مجالات الاستثمار والصناعة، والتي عادة ما يتم فيها تلويث البيئة من أجل الحصول على الطاقة والكهرباء وإقامة المشروعات الخضراء الاستثمارية في كل المجالات.
ومن بين دول العالم التي تمتلك مشروعات خضراء وتسعى لتنفيذها هي مصر، والتي تحاول في الوقت الحالي أن تعقد اتفاقيات تصب في صالح الاقتصاد الأخضر والتي يطلق عليها المشروعات الخضراء صديقة البيئة.
مصر تتوجه نحو الأخضر
واتساقًا مع ذلك، استضافت الهيئة العامة للرقابة المالية، ندوة بشأن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، وذلك لتعريف الشركات والجهات المالية غير المصرفية الخاضعة لإشراف ورقابة الهيئة بالمبادرة ومكوناتها وأهدافها شروط وآليات المشاركة، لتعزيز التعاون المشترك بين القطاع المالي غير المصرفي والمبادرة دعما لرؤية مصر 2030 وجهود التحول الأخضر والتعامل مع التغير المناخي.
ومؤخرًا وقعت شركة إنفينيتي باور للطاقة المتجددة مذكرة تفاهم مع شركة كوبلوزوس اليونانية المتخصصة في البنية التحتية، لدراسة إمكانية تطوير عدد من مشروعات الطاقة المتجددة أو الخضراء في مصر لصالح مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان.
استثمارات المشروعات الخضراء
وبحسب الهيئة العامة للاستعلامات فأن مصر تستهدف استثمارات خضراء خلال العام 2022 – 2023 بنسبة 40% من جملة الاستثمارات العامة، بموجب 410 مليار جنيه، سيتم ضخها في عدد من القطاعات كالآتي: "259 مليار جنيه للنقل النظيف، و38 مليار جنيه للصرف الصحي المستدام، و25 مليار جنيه للطاقة النظيفة، و22 مليار جنيه لمياه الشرب النظيفة، و18.5 مليار جنيه لتحسين البيئة، و14 مليار جنيه للري المستدام، و11 مليار جنيه للزراعة المستدامة".
مشروعات مصر الخضراء
وتقوم مصر بتنفيذ عدد من المشروعات الخضراء التي تدخل ضمن مشروعات الطاقة النظيفة، حيث سبق ووقعت 16 مذكرة تفاهم من أجل التوسع في إنتاج الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر 9 عقود منها تحولت إلى عقود فعلية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
ويعد مشروع بنبان للطاقة الشمسية، أحد أهم مشروعات الطاقة النظيفة لمصر، إذ تصل قدرته الإنتاجية إلى 1465 ميجاوات، باستثمارات بلغت 2 مليار دولار، ويعمل المشروع على توليد الكهرباء من خلال عمليات الضخ والتخزين.
- تعرف المشروعات الخضراء بأنها المشروعات صديقة البيئة التي تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية الضارة والتلوث والنفايات، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد، وخفض كلفة التلوث الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات النظيفة بالمنطقة.
ومن ضمن المشروعات الخضراء المهمة التي قامت بها مصر، محطة جبل الزيت لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، بتكلفة 12 مليار جنيه، وإجمالي قدرة إنتاجية 580 ميجاوات، بينما يجري تنفيذ محطة طاقة الرياح بالسويس بعقد قيمته 4.3 مليار جنيه، وبإجمالي قدرة إنتاجية 250 ميجاوات.
وكان لمصر الأسبقية في منطقة الشرق الأوسط بشأن إطلاق السندات الخضراء السيادية الحكومية في الأسواق العالمية، وحددت مواصفاتها بأنها لمدة 5 سنوات، وبمبلغ 500 مليون دولار وبلغ سعر الفائدة بها 5.75% بينما حجم الاكتتاب تجاوز قيمة السندات بسبع مرات،
وفي الوقت ذاته استطاعت مصر الانضمام إلى مؤشر "جي. بي. مورجان المختص بالبيئة والحوكمة" بنسبة 1.18%، استنادًا إلى طرح السندات الخضراء بقيمة 750 مليون دولار في أكتوبر 2020.
مبادرات خضراء
وإلى جانب المشروعات وزيادة الاستثمار حاولت مصر إطلاق عدد من المبادرات الهامة في مجال الاقتصاد الأخضر، منها المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والتي تهدف إلى تنفيذ مشروعات مع الحفاظ على البيئة لتحسين نوعية الحياة ومراعاة حقوق الأجيال القادمة.
وتعتبر أحد مبادرات مجال التنمية المستدامة والذكية والتعامل مع البعد البيئي وآثار التغيرات المناخية، وتعتمد في الأساس على المشروعات الخضراء الذكية في كل محافظات مصر وكيفية الاستثمار اللازم فيها مع مراعاة الجانب البيئي لكل تلك المشاريع.