مقرر "حقوق الإنسان" بالحوار الوطنى: تعزيز الهوية يتطلب تضافر جميع الجهود
قالت مقرر لجنة حقوق الإنسان والحريات العامة بالحوار الوطني الدكتورة نيفين مسعد، إن تعزيز الهوية والوطنية والثقافية يتطلب تضافر جهود الوزارات والمؤسسات المختلفة، منوهة بأن هذا التطوير لم يكن مهمة وزارة بعينها، ولكنه دور وزارات الثقافة، والتربية والتعليم، والتعليم العالي والشباب والرياضة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المختلفة.
وأضافت "مسعد"، أن قضية الهوية الثقافية التي نناقشها بالغة الأهمية، وإذا كنا نتطلع لتحقيق أي شىء لا بد في البداية أن تكون هناك ثقة في النفس وشعور بالانتماء، وسلامة نفسية، وتصالح بين كل أفراد المجتمع.
وأوضحت أنه من خلال الحوار الوطني وجدنا أن هناك مشكلة وهي أن المجتمع المصري لم يعد كما كان؛ نظرًا للعديد من التغيرات الداخلية والخارجية التي حدثت، مؤكدة ضرورة العمل من أجل خلق شخصية سوية تتسم بالوسطية المنفتحة على الأبعاد المختلفة لمصر ثقافيًا وجغرافيًا وتاريخيًا.
وأشارت إلى أن مصر دولة مركزية في محيطها الجغرافي وتتمتع بتاريخ منذ آلاف السنين، فهي دولة دائمًا حاضنة للهجرات المختلفة، لافتة إلى أن مصر بوتقة تجمع في داخلها روافد وشعوبًا وثقافات مختلفة.
وتابعت: "إننا نحتاج إلى (مايسترو) لتوزيع الأدوار وإدارة عملية التطوير سواء من خلال مؤسسة مستقلة أو إنشاء كيان ليدير الاستراتيجية يكون تابعًا أو ملحقًا لإحدى المؤسسات"، منوهة بأنه من الأفضل من وجهة نظرها أن يكون هذا الكيان منفصلًا، لأن باقي المؤسسات محملة بأعباء أخرى.
ولفتت إلى أن أول جلسة للجنة حقوق الإنسان والحريات العامة ناقشت التمييز وكيفية مكافحته، أما المحور المجتمعي فناقش قضية الثقافة الوطنية، فعند التحدث عن الانفتاح والتعدد لا بد في الوقت ذاته من مناهضة التمييز بكافة أشكاله، هذا ما يشير إلى أن كافة الموضوعات التي نناقشها مترابطة مع بعضها البعض.
وأشارت إلى أنه تمت أيضًا مناقشة قضية الوصاية من خلال لجنة الأسرة والتماسك المجتمعي، فهي قضية شديدة الاتصال مع مكافحة التمييز والمساواة بين الرجل والمرأة؛ الأمر الذي يشير إلى أن كافة القضايا التي نناقشها خلال جلسات الحوار الوطني متداخلة ومتشابكة.
وأكدت مقرر لجنة حقوق الإنسان والحريات العامة ضرورة الاهتمام بحرية الرأي والتعبير والتنوع والتعدد، وكيفية أن يسمح هذا التعدد بالهويات الفرعية المختلفة من أجل ازدهار الشخصية المصرية.
وكانت لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالمحور المجتمعي في الحوار الوطني قد ناقشت أمس الخميس "الهوية الوطنية"، بحضور واسع من كافة التيارات السياسية والمتخصصين.
وقال مقرر اللجنة الدكتور أحمد زايد إن المناقشات التي تمت خلال الجلسة أكدت أهمية التعليم والقضاء على ازدواجية التعليم، وكذلك أهمية اللغة بالنسبة للهوية الوطنية، فضلًا عن تفعيل الهوية من خلال تقوية المؤسسات الثقافية، وتفعيل دور الإعلام وتطويره.. مؤكدًا أهمية ألا يتم تصوير الهوية على أنها في حالة انهيار، حيث إن الهوية المصرية راسخة وصلبة رغم ما تواجهه.