مركز التخطيط الفلسطينى يكشف لـ"الدستور" سيناريوهات ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار
قال الدكتور جهاد عبدالكريم ملكة، أستاذ العلاقات الدولية وباحث في الشئون السياسية لدى مركز التخطيط الفلسطيني، إنه مع إعلان مصر رسميا التوصل لاتفاق تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فإن جولةٌ من القتال والمقاومة والصمود تكون قد انتهت، ووقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الساعة 10 مساء بتوقيت القدس، وهذه جولة من جولات.
وتابع ملكة، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور": “الآن لابد من التقييم لاستخلاص الدروس والعبر، هي جولة من جولات مستمرة طالما بقى الاحتلال جاسمًا على أرضنا المحتلة”، لافتا إلى أن حركة الجهاد الإسلامي أبدعت في معركة "ثأر الأحرار" من بدايتها إلى نهايتها بما فيها عملية التفاوض وصيغة الاتفاق.
وأشار ملكة إلى أن المقاومة أربكت حسابات الاحتلال وأدخلته في معادلة الاستنزاف، وأشغلت منظومته الأمنية وأرهقت جبهته الداخلية الهشة وجعلتها في حالة ترقب وقلق، فكانت يد المقاومة هي العليا في معادلة القوة والردع فأمطرت العدو بمئات الصواريخ والقذائف المدفعية وقتلت وأصابت ومزقت شمله ودمرت بنيانه.
وتابع ملكة: “بموضوعية لم يكن بالإمكان أفضل مما كان، لعل الجميع يستخلص الدروس وما حدث بالمعني السياسي - العسكري معجزة تنحني الهامات لكل من قاتل وصمد وواجه العدو ببسالة وكتبت ملحمة جديدة من الثبات والتضحية والبطولة، الشهداء اليوم رسموا خارطة الوطن بالدم، وسرايا القدس اثبتت رغم كل ما مرت به أنها قوة لا يستهان بها وأنها قاومت وحققت ما يريده شعبنا”.
ملكة: المقاومة حققت الاتفاق رغم الضغوط
وأوضح ملكة أن المقاومة تعرضت لضغوط أثناء المفاوضات من القريب والبعيد إلا أنها بالرغم من كل الضغوطات حققت اتفاقا مقبولا بالرغم من أن صيغة وقف استهداف بيوت المدنيين سلاح ذو حدين، لأن الطرف الآخر سيفسرها أن قصف المستوطنات هو استهداف لمنازل المدنيين".
وأكد ملكة أنه يجب الحذر لأن صيغة، حسب المتداول “التوقف عن قصف المدنيين وبيوتهم” قد يتم تفسيرها بصورة مختلفة من كل طرف، فالاحتلال قد يدعي أن صاحب البيت أو من يسكنه هو عضو في فصيل ما وبالتالي يبرر القصف الصيغة يجب أن تكون على شرط واضح عدم استهداف البيوت مطلقا.
وحول سيناريوهات الساعات القادمة، قال ملكة إن المقاومة ستلتزم بالاتفاق طالما التزمت به دولة الاحتلال، والاختبار الحقيقي سيكون يوم الخميس المقبل فيما يسمى بمسيرة الأعلام التي ستمر من القدس المحتلة وهذه المسيرة مستفزة ومن الممكن أن تفجر الوضع مرة أخرى.