"المصريون بين ثقافة التكيف وآفاق التمكين".. أحدث مؤلفات الباحث فكرى حسن
"المصريون بين ثقافة التكيف وآفاق التمكين".. أحدث مؤلفات الباحث فكري حسن، والصادر حديثا عن دار الثقافة الجديدة للنشر والتوزيع.
والكتاب يعالج ــ بحسب مؤلفه فكري حسن ــ إشكالية لم تفارقني منذ أدركت في السبعينيات من القرن العشرين أن هناك ثقافة متميزة للفلاحين من خلال مقرر دراسي عن أنثروبولوجيا الفلاحين أثناء دراستي للحصول على درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الموضوع حينذاك جديدا على الأنثروبولوجيا التي كان اهتمام مؤسسيها منصباً على ما سمى حينذاك ثقافات الشعوب البدائية.
ويلفت فكري حسن في مقدمته لكتابه “المصريون بين ثقافة التكيف وآفاق التمكين”، إلى: نبهني ما عرفته عن تشابه خصائص الفلاحين في مصر مع خصائص الفلاحين في المكسيك وبولندا وإسبانيا والهند إلى أن التشابه في الخصائص يكمن في ملابسات البنية المجتمعية التي يمكن أن يؤدى تشابهها إلى خصائص متماثلة على الرغم من بعد المسافات واختلاف المحيط الجغرافي والبيئة، وضقت بناء على ذلك بما يشاع عن الحتم أو الحسم الجغرافي لما سمى "شخصية مصر".
كما كشفت لي معاملاتي مع مختلف طوائف المصريين على ما يقارب خمسة عقود أن المجتمع المصري يموج بخصائص متباينة تتمايز على أساس التعليم والثروة وما لهما من علاقة بالمركز الاجتماعي والمكانة بطبيعة وضعهم في البنية المجتمعية. ومع ذلك كانت هناك بعض الخصائص التي يتشارك فيها المصريون بغض النظر عن الفئة التي ينتمون إليها، أو هكذا هيئ لي. فكيف يمكن تفسير ذلك؟
ــ التنوع في الشخصية المصرية
ويمضي الباحث فكري حسن موضحا في مقدمته لكتابه الأحدث، "المصريون بين ثقافة التكيف وآفاق التمكين" موضحا: يتداول المفكرون من علماء الاجتماع والتاريخ وعلم النفس والجغرافيا والآداب والسياسة في مصر مصطلح " الشخصية القومية المصرية " ويسعون لتقديم شروح وتفاسير لما يتناولونه من أوصاف يشتمل بعضها على انطباعات شخصية يشوبها الحماس العاطفي المفرط الذي يسعي للتمجيد والافتخار، بينما تتردد في العديد من الكتابات، على العكس، خصائص "سلبية" كطباع ثابتة منذ أقدم العصور. كما يقدم بعض الباحثون، على خلاف ذلك، دراسات جادة منهجية تختلف في إطارها النظري ومنهجها وأسلوبها، كما تختلف نتائجها حسب تخصص الباحث أو توجهه الفكري والتزامه الأيديولوجي.
ومع التنوع المربك فيما كتب عن "الشخصية المصرية" التي يتناولها معظم من تعرضوا لتوضيحها، كان من الضروري أن نُظهر الخلفيات والمقدمات الثقافية التي أدت، في المحل الأول، إلى شيوع هذا المصطلح. واستدعي ذلك أن نتعرض في البداية إلى توضيح نشأة الروح القومية في أوروبا التي صبغت الحياة السياسية للدول والشعوب والحركات السياسية بألوانها منذ ذلك الحين.