قديم وممتد.. ثروات ليبيا تشعل صراع الحلفاء الأوروبيين
الخلاف والصراع بين إيطاليا وفرنسا في ليبيا قديم جدًا، خاصة بعد تأزم الموقف الروسي - الأوكراني واحتياج القارة الأوروبية لمزيد من الطاقة، فاتجهت الأنظار إلى مصادر قريبة وغنية.
وتعتبر ليبيا أهم المحطات التي اتجهت إليها الأنظار الأوروبية لمزيد من الغاز والنفط، فالدولة الشمال إفريقية لديها 48.8 مليار برميل من النفط، وهو ما يقارب 2.8% من إجمالي الاحتياطات العالمية، وفيما يخص الغاز الطبيعي فالاحتياطي الليبي منه يسجل 1.4 ترليون مكعب.
زيارة قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، إلى إيطاليا ومقابلة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، الأربعاء الماضي أشعلت المنافسة والصراع بين روما وباريس من جديد على مَن سيفوز بالثروات الليبية.
"ميلوني" زارت العاصمة الليبية طرابلس في يناير الماضي، وحصلت على اتفاق مشترك للتنقيب عن النفط الليبي داخل المياه الإقليمية.
خطوات إيطالية نحو الموارد الليبية
شركة «إيني» الإيطالية اقتنصت توقيعًا مهمًا مع مؤسسة النفط الليبية باتفاق يقدر بـ 8 مليارات دولار، وذلك لمدة 25 عامًا، وتهدف الاتفاقية لتوفير رافد جديد لإمداد اوروبا بالطاقة.
الشركة الإيطالية العاملة في ليبيا منذ العام 1959، قالت في بيان صحفي لها، إن الإتفاق الليبي معها هو الأكبر في البلد الإفريقي منذ عام 2000، في الحقلين اللذين يقدر إنتاجهما مابين 750 و800 مليون متر مكعب، وذلك اعتبارًا من 2026.
كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي للشركة، قال إن الاتفاق تاريخي وسيسمح بما وصفه باستثمارات كبرى، وسيعزز من وجود الشركة في الأراضي الليبية.
صراع ممتد
من جانبه، قال مدير مركز الإعلام الليبي للدراسات محمد فتحي، إن الصراع الفرنسي - الإيطالي على الغاز في ليبيا، صراع قديم، لكنه متجدد خاصة وأن الصراع على الموارد النفطية الليبية زادت وتيرته بعد الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت بالسلب على الوقود في أوروبا، وبالتالي كان هناك معارك ضارية بين الفرقاء في ليبيا.
وأكد فتحي لـ«الدستور»، أن إيطاليا تهيمن بشكل أساسي على الغرب الليبي، تحديدا غرب العاصمة طرابلس، ولديها وكلاء وشركاء كثر في هذا المجال.
وأشار مدير مركز الإعلام الليبي للدراسات، إلى أن فرنسا لها النصيب الأكبر من الجنوب، وبالتالي فصراع النفط والغاز صراع ممتد خاصة وأن الظروف السياسية الأخيرة جعلت هذا الصراع مستمرا.
جغرافية ليبيا وتأثيرها في المصالح الإيطالية
وشدد مدير مركز الإعلام الليبي للدراسات على أن استقبال ميلوني لحفتر في روما يأتي كمنعطف للتقارب، وخاصة وأن الثروة النفطية في ليبيا ستسهل وتحل الكثير من الإشكاليات العالقة في إيطاليا، لافتًا إلى أن نفط وغاز ليبيا أشعلا صراعا حقيقيا وإن كان غير ظاهر دبلوماسيا.
وتابع “جغرافية ليبيا تؤثر بشكل أساسي في المصالح الإيطالية، كما أن فرنسا لها يد طولى في ليبيا ولا أحد ينكر وجودهم بشكل أساسي هناك من أجل الثروات الليبية”.
التطورات السياسية في ليبيا
وحول التطورات السياسية في ليبيا، قال «فتحي»: الساحة السياسية تسير بطريقة متواترة، فهناك الكثير من التصريحات والمبادرات لكنها لم تحقق المأمول والمرجو منها وهو الذهاب للانتخابات.
وأشار إلى أن أطروحات المبعوث الأممي لليبيا، عبدالله باتيلي، لم تختلف كثيرا عن ستيفاني ويليامز ، غير أن باتيلي يسعى لتقريب الفرقاء.