البابوان.. فرنسيس وتواضروس ولقاء الأحباء!!
بكل حفاوة ومحبة، استقبل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية ليقدما نموذجا للمحبة العملية التي تتجاوز الاختلافات والتركيز على الدعوة للسلام وقبول الآخر وترسيخ قيم التنوع والتعددية.
وفي سابقة لم تحدث من قبل، يتحدث بابا الإسكندرية في ساحة القديس بطرس مع وجود بابا الفاتيكان، وفي كلمته قال البابا تواضروس الثاني:
"أنظر الآن إلى هذا المكان وأعود بذاكرتي عشرة أعوام، في نفس التاريخ متذكرًا محبتكم الغالية في استقبالي ووفد الكنيسة القبطية في زيارتي الأولى لكم، وكيف قضينا بصحبتكم وقتًا مقدسًا مملوءًا بالمحبة الأخوية التي غمرتمونا بها.
هذه المحبة التي صارت شعارًا نحتفل به سنويًا في "يوم المحبة الأخوية" ونتحدث هاتفيًا لنجددها كل عام، وهو يوم يجسد الروح المسيحية والمحبة التي تجمعنا في خدمة الله وخدمة إخوتنا وأخواتنا في الإنسانية ليتم فينا قول يوحنا الحبيب "أيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ ٱللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ ٱللهِ وَيَعْرِفُ ٱللهَ." (١ يوحنا ٤: ٧).
لقد اخترنا المحبة حتى لو كنا نسير عكس تيار العالم الطامع والذاتي، لقد قبلنا تحدى المحبة التي يطلبها منا المسيح، وسنكون مسيحيين حقيقيين وسيصبح العالم أكثر إنسانية، ليعرف العالم كله أن الله محبة وهذه هي أسمى صفاته.
يتزامن هذا الموعد أيضًا مع الذكرى الخمسين لزيارة البابا شنودة الثالث للبابا بولس السادس، وهذا ما يجعله أكثر أهمية وتأثيرًا على العلاقات بين كنائسنا"
وتلقى زيارة البابا تواضروس الثاني للفاتيكان ترحيبًا كبيرًا في الداخل والخارج إلا من قلة مأجورة تستغل الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لتروج لأفكارها المتعصبة ولرفضها للآخر المغاير وبكراهيتها لأي تواصل أو حوار أو وحدة بين الكنائس.
وهذه الجماعة تشعر بالضآلة والخوف من الذوبان، ومن ثم فهي تتوهم أنها الفرقة الفريدة الوحيدة الناجية من النار، وكل جماعة غيرها مصيرها جهنم وبئس المصير، وإنها الجماعة الوحيدة التي تمتلك الحقيقة المطلقة، وإن كل جماعة أخرى سواها ضالة وإنها الفرقة المستقيمة وكل ماعداها أعوج، وأنها الجماعة التي تتبع الحق وكل ماعداها باطل.
وهؤلاء لا ثقل لهم ولا مكانة ولكنهم أصحاب أصوات عالية وأبواق مزعجة يتناسون عن عمد تاريخ العلاقات المسكونية بين الكنائس، ليروجوا على غير الحقيقة أن الكنيسة اليوم تفرط في عقيدتها. ولكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح وستنتصر المحبة التي دعا إليها السيد المسيح، وما لقاء البابا فرنسيس والبابا توضروس إلا تجسيد حقيقي وعملي للمحبة المسيحية العملية بعيدا عن الشعارات الجوفاء والكلمات الرنانة والعبارات الطنانة فالمحبة تنتصر ولا تفشل أبدا!!