طلبها منه أحد الأشخاص.. حكاية قصيدة "مضناك جفاه مرقده" لأمير الشعراء
كان أحمد شوقى أمير الشعراء دائمًا يحضر المناسبات فيلقى فيها شعرًا، بناء على طلب المستعمين، فكانوا يحبوا أن يقرأ عليهم بعض من قصائده.
وفي يوم من الأيام كان شوقي في إحدى المناسبات الشعرية بمجلس ثقافي يسمى" طرب" وكان يوجد مغنٍ لم يذكر اسمه كان ينشد قصيدة مطلعها: يا ليل الصب متى غده.. أقيام الساعة موعده.
ونالت هذه القصيدة إعجاب الحاضرين، وكان لها وقع عظيم في النفوس، فطلب أحد الحاضرين من أمير الشعراء أن ينظم شيئًا على هذا النمط للإنشاد، فوعد أن يفعل، ثم زاره المقترح عليه بالقصيدة وذكره بوعده، فلم يتأخر وأملى عليه هذه الأبيات المنسجمة عذوبة ونشرها في مجلة "الزهور" وكانت بعنوان "إلى الحبيب" في عددها الخامس الصادر يوم 1 يوليو عام 1910، وكان مطلعها:
مضناك جفاه مرقده وبكاه ورحم عوده
حيران القلب معذبة مقروح الجفن مسهدة
يستهوى الورق تأوهه ويذيب الصخر تهده
ويناجى النجم ويتبعه ويقيم الليل ويقعده
ثم نشرت قصيدة المجلة في نفس العدد والصفحة للشاعر حافظ إبراهيم بعنوان" لوعة وآنين" وأكدت المجلة أن القصيدة تنشر لأول مرة له، وكان مطلعها:
أنا في يأسٍ وهمٍ وأسى .. حاضر اللوعة موصول الأنين
مستهين بالذي لاقيته...وهو لا يدري بماذا يستهين
سور عندى له مكتوبة ... ود لو يسي بها الروح الأمين
إني لا آمن الرسل ولا.. آمن الكتب على ما يحتوين
ويشار إلى أن الشاعر أحمد شوقي، شاعر وكاتب من مواليد أكتوبر عام 1868 ، ورحل عن عالمنا يوم 14 أكتوبر عام 1932، و يعد أعظم شعراء العربية في العصور الحديثة، ولقب على مدار رحلته بـ "أمير الشعراء".
ترك إرثًا كبيرًا من القصائد، وكان أضخم ديوان قدمه ديوان" الشوقيات" وكان من أربع أجزاء جمع فيخا جميع قصائده، وكان لشوقي رصيد كبير من المسرحيات الشعرية أيضا.