"كييف" حاولت تبرئة نفسها.. هل تفوقت المسيرات على دفاعات الكرملين؟
أعلنت موسكو، الأربعاء الماضي، عن أنها أسقطت طائرتين دون طيار استهدفت الكرملين فيما وصفته بمحاولة "إرهابية" لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، في حين نفت أوكرانيا تورطها في الهجوم، وللمرة الأولى منذ اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية يقترب الخطر من مقر الحكم في روسيا، وذلك وسط حالة من التشكيك الغربي في تصريحات موسكو التي تصر على احتفاظها بحق الرد الانتقامي على العملية التي استهدفت الرئيس، وفي ظل التوسع في استخدام سلاح "المسيّرات" في الحروب الحديثة وتغيير مفاهيم الحرب التقليدية، يتساءل الكثيرون حول قدرة المسيرات على اختراق تحصينات الكرملين الأمنية عالية المستوى، وتهديدها لأحد أهم الشخصيات في روسيا والعالم.
الرواية من الجانب الروسي
من جانبها، أكد الرئاسة الروسية، في بيان رسمي، أن الهجوم حاول استهداف مقر إقامة بوتين، وأن حطام الطائرتين المسيرتين سقط داخل الكرملين دون إصابات، وأكد البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الروسية، أن الرادارات والتجهيزات والدفاعات الروسية نجحت في إبطال المسيرتين في الوقت المناسب، موضحة أن الرئيس الروسي لم يصب بأي أذى نتيجة العمل الإرهابي ولم يتغير حتى جدول أعماله.
وأوضح ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن بوتين كان يعمل بمقر إقامته قرب ضواحي موسكو في "نوفو أوجاريوفو" مؤكدًا، خلال بيان صحفي، أنه سيشارك في استعراض "يوم النصر" بالساحة الحمراء، الأسبوع المقبل، حيث نشر الكرملين صورًا للرئيس الروسي وهو يتابع نشاطاته ويلتقي حاكم منطقة نيجني نوفجورود في نوفو-أوجاريوفو خارج موسكو، إلا أن رئيس بلدية موسكو أعلن حظر تحليق الطائرات المسيرة غير المصرح بها في أجواء العاصمة.
الرد الأوكراني
ردًا على الاتهامات الروسية، قال فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، أن بلاده ليست مسئولة عن أي هجوم تعرض لهم بوتين أو الكرملين، مضيفًا في بيان، لا نهاجم أحد، نحن نقاتل على أراضينا.
وهو ما أكده ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، في بيان صحفي، حيث أكد أنه لا علاقة لأوكرانيا بتلك الهجمات، مؤكدًا أن الاتهامات الروسية مجرد وسيلة لاستخدامها كذريعة بهدف شن هجوم إرهابي روسي واسع النطاق في أوكرانيا، مضيفًا أن أوكرانيا لن تعالج الوضع بمثل هذا الهجوم، خاصة أنه سيعطي روسيا الدافع لهجوم أكثر وحشية بحقنا.
دلالات اختراق الكرملين
في السياق ذاته، أكدت تقارير غربية، أن استهداف الكرملين يعكس بشكل واضح إلى أي مدى تطورت القدرات التكنولوجية الحديثة في المعارك، خاصة أن المكان الذي تعرض للهجوم هذه المرة هو أحد أكثر الأماكن تأمينًا في العالم.
وأشارت مجلة الـ"إيكونوميست" البريطانية إلى أن وسائل الحماية حول الرئيس بوتين، تتولى مسئوليتها وكالة حكومية، متخصصة في تأمين مسؤولي الدولة رفيعي المستوى وتعود جذورها إلى عام 1881، حيث يحيط بوتين نفسه بنخبة من الحرس الشخصي، يطلقون على أنفسهم لقب "الفرسان"، وتتكون من وحدة عسكرية خاصة ينتمي أفرادها إلى "خدمة الحراسة الاتحادية الروسية"، المعروفة اختصارًا بـ"FSO".
وأكد الصحفي الروسي روسلان سليمانوف، في تصريحات لـ"الإندبندنت"، أن هذه ليست المرة الأولى التي تخترق فيها مسيرات أوكرانية الأجواء الروسية، إلا أن شكل ونمط الاستهداف يعكس تطور التكنولوجيا الممنوحة لأوكرانيا، مضيفًا، وهي التكنولوجيا التي تلعب دورًا محوريًا في الصراعات الحديثة.