الفن يرد.. «المتحدة» بلسان كليوباترا «الهوية المصرية أولًا»
إذاعة الأغاني المصرية لديها درر من الأغنيات غير المعروفة لجيل ما بعد التسعينيات، لكني سمعت عبر أثيرها ذات مره غنوة لكارم محمود «سمرة يا سمرة مرة في مرة شغلني هواكي» إحدى أهم الأغنيات التي قيلت في ذوات البشرة السمراء، غزل لطيف، تسمعها فتبتسم وتتذكر "حبايبك السمر".
إلا أن جدلًا كبيرًا أثير مؤخرًا في أوساط المصريين حول لون بشرة كليوباترا، آخر ملكة مقدونية حكمت مصر، أكانت ذات بشرة بيضاء أم سمراء، جدال بلا هدف.
«كليوباترا».. أي وقت يطرح فيه اسمها فورًا تتذكر أنطونيو، وقصة حبهما التي اختلف عليها الكثير من المؤرخين، لكن الملكة المصرية شغلت بال الأدباء والفنانين، فقبل 50 عامًا أنتجت هوليوود فيلمًا يحمل اسم الملكة ولعبت دورها إليزابيث تايلور، وقتها لم يعترض أحد، فقط الانتقادات كانت منصبة على تصوير موكب كليوباترا النيلي.
الأهم من لون بشرة الملكة كليوباترا، هو ما فعلته هذه المرأة في سنوات جلوسها على عرش مصر، هنا اجتمع المؤرخون على محاولات حفاظها على استقلال مصر، ووقوفها أمام أباطرة الرومان يوليوس قيصر ومارك أنطونيو.
البشرة السمراء ليست سُبة أو ننكرها نحن المصريين، فالدفاع عن هويتنا المصرية القديمة وأصولنا العظيمة لن يكون برفض "السُمر"، أجداد كليوباترا من الإغريق حكموا أرض مصر أكثر من 200 سنة، تزوجوا من أبناء "المحروسة" وأنجبوا أولاد وبنات يمتد عرقهم لوقتنا هذا.
المصريون دائمًا ما يردون بالأفعال، لا الأقوال، لذا أعلنت القناة الوثائقية التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن تحضيرها لإنتاج فيلم عن "كليوباترا"، وقررت جمع المتخصصين في علوم الآثار والأنثروبولوجي، لإنتاج عمل يليق بعظمة تاريخ أرض الحضارة.
الملكة كليوباترا السابعة، هى ابنة بطليموس الثاني عشر، معروفة تاريخيًا باسم "كليوباترا"، آخر ملوك الأسرة البطلمية، تلك الأسرة التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر.
مصر هى أم الدنيا، أبناؤها وصفتهم الكتب السماوية بأنهم خير أجناد الأرض، الشخصية المصرية مُركبة، عاشت بيننا أعراق كثيرة، مصريون قدماء، إغريق، رومان، مسيحيون، ومسلمون، عثمانيون، انصهروا جميعهم بداخل بعضهم البعض.
عرقنا المصري القديم انصهر بداخله كل من جاء إليه، ليس للمصريين مثيل في العالم، القضية أعمق من "السمار أو البياض"، قضيتنا هى هويتنا المصرية وتاريخنا وحضارتنا.