"آل باتشينو".. رحلة الصبى الضائع من منزل جدته لعالم السينما
بمجرد متابعة حركة عينيه، يمكنك اكتشاف الكثير من الحكايات والقصص والوصول إلى عدد لا نهائي من المشاعر، موهبته الطاغية وعمله الدءوب كانا سر نجاحه، وتربعه في قلوب الملايين من الجمهور.. إنّه آل باتشينو، أشهر نجم سينمائي عرفته الشاشة الذي استطاع بسحر عينيه وهيئته أن يتربع في قلوب محبيه.
طفولة قاسية
لم يحفل ألفريدو جيمس باتشينو بحياة مفروشة بالورد، فعاني في طفولته مرارة انفصال الوالدين، وأحاطه الفقر والعوز من كل جهة، فلم يتجاوز العامين من عمره، حتى انتقل مع والدته ليعيشا مع جدّيه في جنوب برونكس، وهي منطقة حضرية بنيويورك.
يتذكر آل باتشينو فى أحد لقاءاته الصحفية عن انفصال والديه: "كان الأمر صعبًا بالنسبة لنشأتي، كانت جدتي هى حاكمة البيت، وكانت والدتي في المرتبة الثانية، حينها كنا صغيرًا نسبيًا".
حبه للسينما
لم يبدأ حبه بالسينما من وحي الخيال، بل تشكل وعيه بهذا العالم الكبير بفضل والدته التي يروي في لقاءته الإعلامية، إنها كانت تصطحبه معها إلى السينما بعدما تعود من العمل، فقد تمتع الاثنان بعلاقة وثيقة، حيث تأثر آل باتشينو إلى حد الانهيار بوفاتها في عام 1962 بعد صراع مع المرض.
من التشرد إلى المسرح
فبدأ الصبي الذي أضاع طفولته في التاسعة من عمره، في تدخين السجائر، وفي سن الثالثة عشرة انغمس في شرب الكحول، والعزاء في الأفلام، وفي الأوقات الصعبة، فهمّ بتقليد الممثلين ومحاولة تمثيل مشاهد من أفلامه المفضلة في المنزل.
وبمرور الوقت، أصبح التمثيل شغفه، قرر التسجيل في مدرسة مانهاتن للفنون المسرحية، حيث تلقى تعليمه على يد المخرج الأمريكي الشهير لي ستراسبيرج.
لم يهم آل باتشينو أن يجني ثروة طائلة أو شهرة غير محدودة من دخوله عالم التمثيل، وإنما كان يلهث وراء شغفه باستمرار، فيقول في أحد حوارته الصحفية:"لم أسع أبدًا من أجل المال، كانت هناك أوقات عندما كنت صغيرًا بحاجة إلى المال، وبعد الجامعة كنت عاطلًا عن العمل ونمت في الشارع لعدة أيام، لكنني لم أكن أبدًا ماديًا"، مشددًا على أن جده علمه العمل الجاد والتفاني.
ترك آل باتشينو المدرسة الثانوية في سن الـ17 فقط، ورسب في جميع المواد ما عدا اللغة الإنجليزية، اعترضت والدته على تركه المدرسة فقرر الهرب من المنزل، ولكي يطارد شغفه في التمثيل، عمل بوابًا ثم عمل في مكتب البريد وغيرهما من الوظائف، واحتفظ بكل الأموال التي حصل عليها لكي يدفعها مقابل دروس التمثيل.
بداية مسيرته في عالم التمثيل
ووفقًا لموقع menshealth، فقد حصل على أدواره الأولى في المسرح عام 1967، وكان أجره حينها نحو 125 دولارًا في الأسبوع، وهو مبلغ مناسب للعمل كممثل مسرحي وقتها.
افتتح أمام آل باتشينو، طاقة القدر، حينما اختاره المخرج فرانسيس فورد كوبولا، لأداء دور البطولة في فيلم The Godfather، حيث حصل حينها على مبلغ 35 ألف دولار مقابل دوره "مايكل كورليوني" في الفيلم.
جائزة الأوسكار
حقق فيلمه Sea of Love 1989، نجاحًا كبيرًا له، الذي وضع آل باتشينو، في مكانة النجم السينمائي الرئيسي في الكثير من الأفلام اللاحقة، وفي عام 1990 أعاد تجسيد دوره "مايكل كورليوني" في العراب الجزء الثالث وقدم صورة مرحة لرجل العصابات.
فاز آل باتشينو بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن تجسيده لرجل أعمى في فيلمه Scent of a Woman 1992، وحقق نجاحًا كبيرًا في عدد من الأفلام البارزة الأخرى في التسعينيات، مثل Carlito’s Way (1993) وفيلم Heat عام 1995 وغيرها من الأعمال جعلت آل باتشينو أسطورة حية للسينما في هوليوود وحول العالم.
كم يبلغ صافي ثروته الآن؟
تقدر ثروة آل باتشينو نحو 120 مليون دولار، من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، فقد حقق آل باتشينو أرقامًا قياسية فى ثروته خلال التسعينات، حيث كان يحصل على نحو 10 ملايين دولار لكل فيلم، وشهدت تلك الفترة صعود نجمه في عالم السينما، إضافة إلى صفقته مع منصة HBO التي تضمن له 10 ملايين دولار عن أي فيلم يقوم ببطولته على الشبكة.