يفتتح 2 مايو.. معرض "ذاكرة الماء" امتداد طبيعي لرحلة مضنية مع الفن
“ذاكرة الماء”، عنوان المعرض الفردي الخاص، للفنان سيد هويدي، والذي يفتتح في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 2 مايو المقبل، وذلك بقاعة الباب في المتحف المصري للفن الحديث بساحة دار الأوبرا المصرية.
وعن معرضه “ذاكرة الماء”، قال الفنان سيد هويدي لـ "الدستور"، إن المعرض امتداد طبيعي لرحلة مضنية مع الفن، فقد هزمت التحديات العديدة مع انطلاق فكرة معرضي (بكسلة) في عام 2016 بمركز الجزيرة للفنون – بالزمالك.
وأضاف: “توقفت سنينا عن الرسم، وكان ذلك أسوأ ما يحدث لعاشق، إذ رميتني جسدا وروحا في تيار الكلمة، التي تحلم بالجمال، وتشهد أن لا شيء يستحق العيش هنا، إلا الجمال”.
وتابع: “أصدرت محاولاتي في كتبي، واجتهدت في مقالاتي، في أغلب الصحف المصرية والعربية بهوس سؤال: كيف نمكن الجمال؟، كيف تكون فنانا وناقدا في نفس الوقت، خصما وحكما في هذا الاقتراف الذي ندعوه بأحلى أساميه وأعذبها: الفن .. نعم؟، كلنا اقترفنا أشياء كثيرة عذبة ولكن هل سعدنا؟ هل تحققنا ؟ سؤال معلق في سماء .. دوافعنا للتقدم؟".
وواصل: “كان حلم التحقق هو جبهة المعركة، ودارت رحي المعركة للكلمة علي حساب اللون والظل والشكل، حتى كتبت كتابي “هويتنا البصرية”، وفهمت أن الكلمة هي الوعي ولكن موضوع الفن هو اللا وعي، من مخزون تراث عميق وغزير ومؤثر متعدد الطبقات الحضارية، ليصبح الفن آلة للسفر إلي أدغال ذاوتنا”.
واستكمل “هويدي”: "اللون الأزرق هو مفتاح الدخول لدمياط وكذلك مصر الذي قال عنها "جمال حمدان": "فلتة جغرافية" .. حيث يوجد الحضور المهيب للبحر والنهر والبحيرة، وذاكرة الماء تحكي بطولات شعبية خالدة، فقد منحت مظلة من الخيال ترجع إلي أن المصري القديم مؤمنا بالشروق ومن بعده الغروب وهو ما يفسر سر حضور الماء في أغلب لوحاتي.
ومن هنا سافرت إلى الجذور، في تماس النيل مع البحر، فكان معرضي (النيل يبوح للبحر وينتظر جوابا) في بلد الميلاد دمياط الخالدة في تماسها مع جغرافيا العالم وآفاق البحر المتوسط وثقافته التي تمتد في تواصل مستمر من ملايين السنين في قلب العالم مجسدة فكرة الزمكان.
لقد تخيل المصري القديم أن هذه الجنة تحت الأرض، وهو ما يفسر دفن المتوفى تحت الأرض في المقبرة، ووجود الأنهار نابع عنده من حفر الآبار، وخروج الماء منها، لذا رأي أن هذه الجنة للحياة الأخرى أسفل الأرض بها أنهار كثيرة تروي منها حقول أوزير.
وشدد “هويدي” على: المدهش أني أدركت من بداية الرحلة مع زملاء الدراسة أن الفن وسيلة اتصال، ونظمنا سويا معارض في النقابات والساحات، والحدائق، ليظل حلم لقاء الجمهور هو المكافأة التي تتوج عمل شهور من المعاناة.