بالدف والبازه.. أهالي الواحات يمارسون طقوس الغناء والإنشاد في عيد الفطر
يعتاد أهالي الواحات بمحافظة الوادي الجديد ممارسة الطقوس القديمة التي توارثوها عن الآباء والأجداد بالطواف حول الشوارع والميادين وزيارة مقامات أولياء الله الصالحين برفع الأعلام المكتوب عليها لفظ الجلالة وبعض الآيات القرآنية والتطبيل بالدف والبازه والتهليل والإنشاد والغناء أثناء الطواف وخاصة بعيد الفطر المبارك.
يقول محمد سنوسي أحد أبناء قرى القصر بالوادي الجديد أن هذه العادات والتقاليد توارثناها عن أبائنا وأجدادنا بقرى الواحات، مؤكدًا أنه كان يطوف مع وأجداده مثلما يفعل الآن حتى تعلم منهم الغناء والإنشاد مع مجموعة من القامات والشيوخ الراحلين، وكذلك كيفية استخدام الدف والبازه.
وأكد سنوسي أن هذه الاحتفالات تقام في الأعياد والمناسبات كغاية من روائع الفن القديم ولتقليل السيطرة على الفن الهابط الذي يعكر آذان الشباب هذه الأيام، مؤكدًا أن كل كلمة تنطق في الذكر لها معنى خاص وتحمل الكثير من الصبر والإيمان بالله والتوكل عليه وقدرة الله على صنع المعجزات.
وأكد سنوسي أن من أجمل الأغنيات التي يحبها ويعشقها في ذكر الرسول "علامة من علامة من علامة.. سعيد ياللي تصلي على ابن رامه.. وادي أول معجزاتك يا محمد.. مشيت على الأرض ما بينت علامة" هذه الأناشيد والأغنيات تعلمك معجزات النبي محمد وقت نشر الإسلام والسماحة فنعتاد على ترديدها وغنائها حتى يتعلمها الجيل الحالي ولا تندثر هذه العادات التي تقربنا جميعا أهالي الواحات سواء أثناء الطواف داخل المدينة أو الالتقاء عند أحد المنازل للغناء وتناول الطعام والشراب.
وأوضح سنوسي أنه أثناء الطواف حول الشوارع والميادين بالقرى يدعمنا بعض رجال القرى لشراء الآلات والمعدات وصيانتها لتكون جاهزة في أي مناسبة أو عيد آخر، حيث تخصص هذه الآلات والمعدات للغناء والإنشاد الديني ولا تستخدم لأي أغراض أخرى.
وقال أيمن حنفي أحد شباب قرى القصر بالداخلة، أن أكثر الشباب تنتظر المناسبات السعيدة والأعياد لرؤية هذه العادات الجميلة التي لم تعد موجودة في بعض القرى، مؤكدًا أنها تعطي العيد الفرحة والبهجة والسرور ونشر روح الطمأنينة بين أهالي القرية.