شهرزاد الألفية الجديدة
دنيا سمير غانم تفتح الباب السحرى لعودة الفوازير وألف ليلة وليلة
- بعد أن غابت شريهان ونيللى عن الساحة والكل يلتمس الأعذار لغياب الدراما الرمضانية المعتادة
- منذ النسخة الأخيرة التى قدمتها دلال عبدالعزيز عام ١٩٩٦ غابت شهرزاد عن الساحة حتى عام ٢٠١٥
- قدمت دنيا سمير غانم وفريق عمل «جت سليمة» نموذجًا لخلطة سحرية بين الفوازير و«ألف ليلة وليلة»
دنيا سمير غانم..
التى جاءت لتعوّض غياب الجميع..
وتُنهى سنوات الاستعراض العِجاف..
وتُعيد أمجاد ليالى السحر والخيال..
ظل الجميع فترات طويلة يرى فيها فتاة الاستعراض المختارة الجبارة التى ستفتح باب فوازير رمضان مرة أخرى، ففاجأت الجميع بأنه ليس الفوازير فقط، وإنما أيضًا «ألف ليلة وليلة»، وذلك كله فى عمل واحد من ١٥ حلقة.
«جت سليمة»، مسلسل تشارك به دنيا سمير غانم فى الموسم الرمضانى، من تأليف كريم يوسف وإخراج إسلام خيرى، وهو العمل الدرامى الأول لها منذ انفصالها فنيًا عن المنتج هشام جمال، بعد سلسلة من النجاحات، أعقبها كثير من المشكلات وتأجيل مسلسلها «عالم موازى» منذ ثلاث سنوات. قررت دنيا العودة بعيدًا عنه، ويبدو أنها كانت فى قمة تركيزها لتقديم عمل تقول به «أنا هنا»، فاكتشفنا أنها عادت بنا أيضًا إلى هناك، إلى أيام مضت، إلى الفوازير وألف ليلة وليلة.
فعلى مدار سنوات طويلة جدًا كانت الفوازير و«ألف ليلة وليلة» أهم ملامح دراما رمضان، التى توقفت أيضًا منذ سنوات دون أسباب مقنعة، فلا مصر نضبت من مواهب التأليف والإخراج، ولا أرضها عجزت عن تقديم فنانة أو فنان يستطيع أن يكمل مسيرة سابقيه فى ملاحم الخيال ومسارح الاستعراض.
بعد أن غابت شريهان ونيللى عن الساحة والكل يلتمس الأعذار لغياب الدراما الرمضانية المعتادة، فلا أحد يملأ مكانهما، ولا أحد يستطيع أن يكمل هذا الخط الساحر بكفاءة. لم تتوقف المحاولات منذ نهاية التسعينيات، ولكن للأسف كل التجارب باءت بالفشل، أو لنكن منصفين، لم تلامس نجاحات التجارب السابقة أو تقترب منها.
على خط الفوازير، وبعد نيللى وشريهان، دخلت الباليرينه الشابة نادين، وقدمت موسمين متتاليين، «جيران الهنا» عام ١٩٩٧، و«منستغناش» عام ١٩٩٨- حالفها النجاح فى موسمها الأول بشكل كبير ولم يستمر معها فى الموسم الثانى، ثم اختفاء آخر طويل للفوازير حتى عام ٢٠١٠. الغريب أن الجميع وقتها قد أيقن أن مصر ليس بها بالفعل مَن يستطيع تقديم الفوازير، فاستعانوا فى ذلك العام باللبنانية ميريام فارس، التى قدمت نسخة باهتة كانت الأنسب لإغلاق باب هذا الفن حتى يومنا هذا.
خلال تلك السنوات الطويلة كانت هناك محاولات لكثير من النجوم، هنيدى وياسمين عبدالعزيز ولوسى ونيللى كريم ومدحت صالح وغيرهم، لكن جميعهم افتقدوا الخلطة والروح، فلا نكاد نذكر ما قدموه.
فى «ألف ليلة وليلة» الأمر أسوأ بكثير، فمنذ النسخة الأخيرة التى قدمتها دلال عبدالعزيز عام ١٩٩٦ غابت شهرزاد عن الساحة حتى عام ٢٠١٥. ثم جاء الفرج وتفاءل الجميع بعودة الليالى وتوقعوا أن يروا نسخة عالمية فى ظل تطور أدوات وتقنيات الإنتاج، خاصة مع هذه الكوكبة من النجوم شريف منير وآسر ياسين ونيكول سابا وأمير كرارة ونسرين طافش وعائشة بن أحمد، لكن المفاجأة أننا شاهدنا النسخة الأضعف فنيًا وتقنيًا أيضًا.
استسلم الجميع وكان القرار ضمنيًا بنسيان الموضوع، فلا فوازير، ولا «ألف ليلة وليلة»، إلى أن وصلنا لمرحلة «جت سليمة»، وجاءت الفتاة سليمة لتعيد الأمل من جديد. تقدم دنيا سمير غانم دور بنت تدخل فى كتاب سحرى بصحبة أخيها، وتنطلق مغامراتها فى ممالك ثلاث.. أرض النعام، ومملكة الورد، وواحة الرمال.
ورغم أن القصة متوقعة ومكررة، لو شئنا الدقة، لكن تنفيذها هو ما يبشر بالخير فى الأعوام المقبلة، نعومة كبيرة جدًا فى التناول، ديكورات مبهرة أقرب ما تكون للوحات فنية مرسومة بدقة، صورة نقية وزاهية ومبهجة، تمثيل سلس، كوميديا راقية، وفوق ذلك كله استعراضات متقنة ودمها خفيف.
ببساطة شديدة قدمت دنيا سمير غانم وفريق عمل «جت سليمة» نموذجًا لخلطة سحرية بين الفوازير و«ألف ليلة وليلة»، يمكن أن تكون أساسًا للبناء فيما هو قادم، روشتة خيال علمى مصرى بعيدًا عن «الأفورة»، ويبدو أننا سنفتح كتاب «ألف ليلة وليلة» مرة أخرى لنجسد منه حكايات ومغامرات خيالية، ولكن على طريقة دنيا سمير غانم.
المفارقة المبهجة أن دنيا بما قدمته وما ستقدمه مستقبلًا، إنما هى تتسلم الراية من أمها الفنانة الكبيرة دلال عبدالعزيز، التى قدمت آخر نسخة ناجحة من شهرزاد، وأغلقت الباب خلفها بمفتاح سحرى كان طوال السنوات الماضية فى يد ابنتها، شهرزاد الجيل الحالى، دنيا سمير غانم.
حمد الله على السلامة..
وطبعًا «جت سليمة».