عائلة «جدو محمد» تخفف آلام أطفال السرطان بالبهجة والسرور
«ورشة لصناعة الفرحة وسط الأزمة والبهجة وقت الإبتلاء».. هكذا تبلورت فكرة مشروع عائلة «جدو محمد»، فى إسعاد أطفال مرضى السرطان، وإدخال السرور فى قلوبهم، حيث اعتاد أصحاب ورشة «جدو محمد» على التفكير في كيفية إسعاد غيرهم من الأطفال المصابين بمرضى السرطان، للتخفيف من آلامهم عن طريق العلاج بالفن و ذلك رغم انشغال كل فرد في حياته اليومية.
وتقوم هذه العائلة بعقد الورشة بشكل متواصل، منذ عام ٢٠١٦، الذى يعد تاريخ تأسيسها، والتى أخذت على عاتقها من ذلك اليوم، إدخال الفرحة على قلوب الاطفال المصابين بمرض السرطان، ورسم الأمل على وجوههم، من خلال الفن، والأنشطة الترفيهية التى من شأنها إسعاد الأطفال فى وسط محنتهم.
و على مدار ٧ سنوات؛ تمكنت تلك العائلة من رسم البهجة على وجوه الأطفال، من خلال زيارات لمستشفى ٥٧٣٥٧ “فرع طنطا”، و مستشفى أورام المنصورة و مستشفى أطفال المنصورة، لعمل ورش فنية و لرسم وجوه الأطفال بالضحك والبهجة، وتوزيع بعض الهدايا، والاحتفال بأعياد ميلادهم، لرفع الجانب المعنوى لديهم و تشجيعهم على مواجهة حالتهم الصحية.
يضم فريق ورشة «جدو محمد» الكاتبة الصحفية، أمل جمال، وأطفال عائلتها، محمد شريف جمال، الطالب بالصف الرابع الإبتدائي، ونوران شريف جمال الطالبة، بالصف الخامس الابتدائي، وعمر أحمد جمال، الطالب بالصف الثالث الإبتدائي، وحنين أحمد جمال، طالبة بالصف الثالث الإعدادي، ومحمد أحمد جمال، طالب فى أولي ثانوي، ونوران شرف جمال، طالبة بالصف الخامس الإبتدائي، فهم يعملون على أرض الواقع و ينفذون أجندة الفرح للأطفال أبطال السرطان.
ومن جهتها قالت الكاتبة أمل جمال، صاحبة فكرة ورشة «جدو محمد» أن الفكرة تعد مشروع عائلي تم تنفيذها بعد وفاه والدها، قائله: "أفضل فكرة وردت فى ذهني لتقديم شيء جيد لأبي المتوفي، هو هذا المشروع الخاص والمتميز، وفي نفس الوقت يكون له هدف.. الفكرة وردت فى ذهني من وصية بابا لينا بالاهتمام بالأطفال".
وأضافت صاحبة الفكرة، أن هدف الورشة إخراج الطاقه السلبية من الاطفال، ومحاولة شغل تفكيرهم فى أشياء إيجابية بعيدًا عن تفكيرهم فى آلام المرض، مشيرة إلى أن الورشة تعطى خبرة جمالية صغيرة للأطفال من خلال مساعدتهم على الرسم و عمل أشكال بالصلصال.
واستكملت «جمال»، أن الورق المستخدم فى الورش للعب مع الأطفال كان يتم صبغة بألوان صحية مثل الشاى، والكركدية، والكركم، وذلك حرصا على الأطفال، خاصة أنهم فى تلك الفترة تكون المناعة منخفضة، فيجب التعامل معهم بحرص، مؤكدة أولوياتهم بالحفاظ على أمن وسلامة الأطفال.
و أشارت، إلى أنهم يستعينوا بالباروكة الملونة، لإضفاء جو من البهجة، والفرحة فى نفوس الأطفال، وحتى يتسنى لهم التصوير دون الخجل من تساقط شعرهم بسبب العلاج.
وعن استمرارية الورشة؛ أكدت أن الفكرة بدأت عام ٢٠١٦ وحتى الآن مستمرة لإدخال الفرحة على نفوس الأطفال، مستطردة: «وستكون مستمرة فى تلك الفعاليات، لأن ادخال الفرحة فى نفوس الأطفال سعادة لا تقدر بثمن».
و أشارت الكاتبة أمل جمال، إلى أن الورش دائمًا كانت مرتبطة بالأحداث، لافتة إلى أنه في أعياد شم النسيم كان يتم تنظيم زيارات للأطفال، لتلوين البيض، وفى شهر رمضان الكريم، كان يتم عمل فوانيس ورقية، وفى الكريسماس، يتم عمل شجرة الكريسماس وتقديمها للأطفال، موضحة بأنه يتم توزيع الهدايا التذكارية، والالعاب على الاطفال لتحسين الحالة النفسية.
من جانبه، قال محمد أحمد جمال، أحد أعضاء الفريق، أن فكرة تسمية «ورشة جدو محمد»، تأتى تخليدًا لذكرى جده - الذى توفاه الله- مشيرًا إلى أن ادخال البهجة فى نفوس أبطال السرطان هو هدف تلك الفعاليات.
وأضافت حنين جمال، أحد أعضاء الفريق، أن ورشة «جدو محمد»، ستستمر على مدار السنوات القادمة للمساهمة فى رفع الروح المعنوية للاطفال المرضى بالسرطان، مؤكدة على أن هذه الأنشطة والفعاليات، تزرع بذرة الأمل، وترسم الابتسامة على شفاه المصابين، وتبث روح الفرح وتساعد على تقبل العلاج بصورة مختلفة.