متحف آثار الإسماعيلية يكشف حكاية أول قذيفة بمدفع رمضان
عرض القسم التعليمي بمتحف آثار الإسماعيلية أول استخدام لمدفع رمضان في قلعة صلاح الدين الأيوبي، ثم سراي عباس بالعباسية، وآخر في المقطم.
وقال متحف الإسماعيلية: "يُعد صوت المدفع من أهم الطقوس الرمضانية في مصر باعتباره الوسيلة المفضلة لإعلان موعد الإفطار لحظة مغيب الشمس معلنًا انتهاء الصوم".
كان أول مكان استقبل مدفع رمضان قلعة صلاح الدين بالقاهرة، ومن ثم أمر الخديو عباس والى مصر عام 1853 بوضع مدفع آخر يطلق من سراي عباس بالعباسية، ثم أمر الخديو إسماعيل بمدفع آخر ينطلق من جبل المقطم حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة، وفى الإسكندرية تم وضع مدفع بقلعة قايتباى.
مدفع إفطار الحاجة فاطمة وهي الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل، وعرفت بحبها للخير والعلم وتبرعت بكامل أراضيها لإنشاء الجامعة الأهلية (جامعة القاهرة) وكل مجوهراتها الثمينة للإنفاق على تكاليف البناء.
وتقول الروايات إن الجنود كانوا يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت قذيفة خطأ مع وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فاعتقد الناس أنه نظام جديد للإعلان عن موعد الإفطار، فعلمت بهذا الأمر الأميرة فاطمة فأصدرت فرمانًا ليتم استخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية، وقد ارتبط اسم المدفع باسم الأميرة.
ويحتوي متحف آثار الإسماعيلية على نحو 6000 قطعة أثرية يعرض منها نحو 2000 قطعة تغطي مختلف المراحل التاريخية للحضارة المصرية، ويتناول سيناريو العرض المتحفي بعض الموضوعات المهمة منها الحياة اليومية والكتابة والحلي وأدوات الزينة، والحرف والصناعات والأساطير الإغريقية، بالإضافة إلى الحجرة الجنائزية والتي يُعرض بها بعض شواهد القبور من الآثار المستردة.
جاءت فكرة تأسيس وإنشاء متحف آثار الإسماعيلية خلال أواخر القرن الـ18 وبداية القرن الـ19، وبالتزامن مع مشروع حفر قناة السويس (1859- 1869م)، وذلك عندما قام الأثري الفرنسي "جان كليدا" بأعمال حفائر وتنقيب في المواقع الأثرية الموجودة حول إقليم قناة السويس وشمال سيناء.
وسجلت أعمال البعثة، برئاسة "جان كليدا"، اكتشافات أثرية مهمة كانت النواة التي أنشأت الشركة بسببها متحف الإسماعيلية، ولعل أهمها تلك الفسيفساء التي تزين حاليًا أرضية البهو الرئيسي للمتحف، حيث يعد "كليدا" صاحب فكرة تأسيس المتحف.
يقع المتحف بحي الإفرنج وهو أحد الأحياء القديمة بمدينة الإسماعيلية، ويتميز ذلك الحي بطرازه المعماري الفرنسي، وكان يقيم به العاملون بالشركة العالمية للملاحة البحرية.
وكانت بداية متحف الإسماعيلية عام 1911 كمتحف مفتوح بحديقة المتحف، وبعد ذلك تم إنشاء المبنى الحالي على شكل صرح أو معبد مصري قديم، افتتح المتحف لأول مرة للجمهور في مارس عام 1934، وتم تجديد العرض المتحفي في عام 2019.