واعظات الأزهر: رضا الإنسان بما قسمه الله يريح قلبه ويرفع عنه الضر
عقد الجامع الأزهر، الأحد 25 رمضان لعام 1444 هجريًا درس وعظ النساء "رمضانيات نسائية"، تحت عنوان "خلق الرضا"، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
حاضر في ملتقى اليوم د. أميرة محمد رسلان، مدرس بجامعة الأزهر، عضو فتوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وشيرين فاوي خلاف الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار الملتقى د. حياة العيسوي الباحثة بالجامع الأزهر.
وقالت د. أميرة محمد رسلان إن الله عز وجل وزع الأرزاق وجعلها متفاوتة بين البشر فقال الله تعالى: "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"، لافتة إلى أن الرضا عبادة إيمانية، فقال (ص): "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا"، وقال تعالى: "وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا"، فالله تعالى قد قسم الأرزاق لحكمة لا يعلمها إلا هو وليس لأحد أن يسأل أو يعترض على حكمة الله حيث قال سبحانه: "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ".
ولفتت إلى أن من فوائد عبادة الرضا: النجاة من عذاب المقارنة مع الآخرين، قال تعالى: "وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ"، ومنها أيضًا دوام البركة والسكينة والطمأنينة في وقت الحزن.
من جهتها، قالت الواعظة شيرين فاوي: إن خلق الرضا عبادة قلبية والرضا ضد السخط قال الله تعالى: "لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ"، موضحة أن الرضا من الطمأنينة، والرضا منزلته أعلى من الصبر والشكر، موضحة أن الرضا ناتج عن التوكل على الله سبحانه وتعالى، ومن ثمرات الرضا الغنى الكامل للنفس والبشارة.
من جانبها، قالت د. حياة العيسوي: إن الرضا هو أن يرضى الإنسان بما قسم الله له، وأن يعيش في مستوى ما وهب له، وأن يُخضع الحياة لما رزقه الله، مضيفة أن الجوارح تعمل والقلب يتوكل، وقد كفل الله الرزق لعباده، حيث قال: "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ"، وعلى العبد أن يرضى بقضاء الله وقدره، وهو يتمثل في احترام قضاء الله وقدره فينا.
ونوهت الباحثة بالجامع الأزهر، أنه إذا ما رضي الإنسان وصبر فإن الله يرفع عنه الضر، لأن الضر لا يستمر على الإنسان إلا إذا قابله بالسخط وعدم الرضا بقدر الله، وعليه أيضًا أن يتدبر ما خلف الأحكام الظاهرية، ولا يكتفي بالظاهر فقط كما نراه في قصة سيدنا موسى وسيدنا الخضر، لافتة إلى قصة سيدنا إبراهيم عندما ألقاه قومه في النار، فقال سيدنا جبريل يا إبراهيم: ألك حاجة؟، فقال إبراهيم: أما إليك فلا، فقال جبريل: فاسأل ربك فقال: حسبي من سؤالي علمه بحالي، فقال الله: يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم، متابعة: وأيضًا عندما نفذ رؤياه في المنام لذبح ابنه، فقد نجى المولى ابنه كما بشره بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصالحين.