رمضان النجوم.. فنانون بدون مكياج في سهرة رمضانية بمنزل عبدالسلام النابلسي

في عددها الخامس والأربعين، والمنشور بتاريخ 10 يونيو 1952، حملت مجلة الكواكب الفنية، تفاصيل السهرة الرمضانية التي استضافها الفنان عبد السلام النابلسي في منزله.

ويستهل محرر “الكواكب” رصده للسهرة الرمضانية، مشيرًا إلى أن من أجمل سهرات رمضان تلك السهرات الخاصة التي يقيمها ويشترك في إحيائها أهل الفن، فهم في هذه الحفلات يتجردون من كل مكياج، ويعيشون كما يحلو لهم لا كما يريدهم جمهورهم، وقد حضرت "الكواكب" سهرة من هذه السهرات في بيت عبد السلام النابلسي.

في الساعة العاشرة بدأ كواكب السهرة ونجومها يتوافدون علي بيت عبد السلام النابلسي في الزمالك، وكان أول الذين حضروا سعيد أبو بكر الذي نظر إلى ساعته وقال: "أنا جاي الساعة عشرة تمام، ده أنا لو كنت على موعد غرامي مكنتش أحافظ على الميعاد كده".

وجاءت بعده حسيبة رشدي وزوجها الأمريكي، ثم هاجر حمدي التي أخذتها حسيبة بالقبلات والأحضان، ودخل عبد العزيز محمود يتقدمه لسانه يوزع به قفشاته ونكاته ذات اليمين وذات اليسار، فلما التقي بزوج حسيبة رشدي حياه باللغة الإنجليزية، فصاحت فيه حسيبة: "لا يا عبد العزيز متكلموش إنجليزي أحسن ينسي العربي".

ووصل فريد الأطرش ومعه بعض كواكب السهرة ونجومها الذين كانوا حضروا معه حفلة جماعة الرواد التي تبرع فريد بالغناء فيها، وقد أضاف فريد إلي ذلك تبرعًا ماليًا للجمعية تقديرًا لأهدافها الإنسانية.

ــ هل الرقض حرام في رمضان؟

ويمضي محرر “الكواكب” مضيفًا: وبعد ذلك أراد أحد الزملاء أن يجعل من السهرة ندوة يستطلع فيها آراء الحاضرين في بعض المشاكل الفنية والاجتماعية، فبدأ بالسؤال التالي الذي وجهه إلى هاجر حمدي: "هل الرقص حرام؟".

واعتدلت هاجر وهي تقول: "الرقص حرام في إيه؟ إذا كنت تقصد أن الرقص حرام في شهر رمضان، فكل شئ اسمه فن يبقي حرام في شهر رمضان".

وقالت ليلى حلمي: "إن الدين يحتم على المرأة أن تغطي جسمها ولا يظهر منها غير عينيها وأطراف يديها، وبدلة الرقص تخالف ذلك".

ــ هل يفطر الفنان من أجل عمله في رمضان؟

وانتقلوا إلي موضوع آخر أثاره عبد السلام النابلسي وهو: إذا حال الصوم بين الفنان وبين عمله، فهل يفطر أم يمتنع عن العمل؟ قال فريد الأطرش: "أن الصوم رياضة للنفس، والإنسان الذي لا يستطيع أن يستفيد من هدف الصوم، فأنه يصوم بدون تفكير، وأنا أفضل أن أعمل ليلًا في رمضان حتي لا يحول الصوم بيني وبين عملي"

وقال عبد السلام النابلسي: “إنني أشعر بلذة لا تعادلها لذة عندما أنهمك في عمل مضن أثناء الصوم”.

وطالت المناقشة حول هذا الموضوع، وانتهت بأن أجمع الحاضرون علي أن الصوم لا يحول أبدًا بين الفنان وبين عمله، وهنا سأل فريد الأطرش سعيد أبو بكر: "أنت صايم يا سعيد؟" فقال سعيد: "طبعًا.. بس مش صايم عن الأكل، أنا صايم عن أذية الناس والتشنيع عليهم، والصيام ده طول السنة؟.

واقترح أحد الزملاء علي سعيد أبو بكر أن يقوم بدور صحفي فالتفت سعيد إلي حسيبة رشدي وسألها: "لماذا لا نراك كثيرا في الأفلام المصرية؟"، فقالت: "ليست قيمة العمل الفني بكثرته، ولا أحبلنفسي أن أكون مشاعا في الأفلام، إنما أفضل أن أنتقي ما يوافق شخصيتي."