قداسة البابا يصلى قداس عيد القيامة فى الكاتدرائية بالعباسية
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، قداس عيد القيامة المجيد في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، بمشاركة عدد من الآباء الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالقاهرة، ووكيل البطريركية بالقاهرة، وبعض الآباء الكهنة والرهبان.
وتم بث الصلوات عبر التليفزيون المصري والفضائيات القبطية وقناة COC التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على شبكة الإنترنت.
وشهدت الكاتدرائية توافد عدد كبير من المهنئين من رجال الدولة وممثلي العديد من المؤسسات والهيئات وسفراء بعض الدول. بينما امتلأت جنبات الكاتدرائية بالمصلين من أبناء الكنيسة.
وقدم نيافة الأنبا يوليوس، الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات الشكر للمهنئين باسم قداسة البابا والمجمع المقدس والمجلس الملي والهيئات القبطية.
حضر لتقديم التهنئة اللواء طارق عفيفي، كبير أمناء رئاسة الجمهورية نائبًا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومندوبون عن رؤساء مجالس النواب والشيوخ والوزراء، وعن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وفضيلة المفتي الدكتور شوقي علام.
كما حضر للتهنئة أيضًا وزراء الكهرباء، والتموين، والبيئة، والصحة والسكان، والشباب والرياضة، والتضامن الاجتماعي، والتنمية المحلية، والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والثقافة، والموارد المائية، والسياحة والآثار، وزير شئون المجالس النيابية، ووزير الدولة للإنتاج الحربي وعدد من كبار قيادات القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، وممثلي الهيئات القضائية، وسفراء بعض الدول، وممثلي عدد من النقابات والأحزاب والجامعات المصرية والعديد من الهيئات والمؤسسات.
وهنأ قداسة البابا في بداية عظته بالقداس الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة وكافة أبناء الكنيسة في مصر وبلاد المهجر بعيد القيامة، وأشار إلى أن قيامة السيد المسيح هي حدث يومي في حياة الإنسان، وتمنحه العين (النظرة) الإيجابية للحياة، والعين الإيجابية تتميز بأنها واقعية وشاملة وإنسانية، وتناول قداسته أربعة أمثلة لشخصيات كانت موجودة في أحداث صلب وقيامة السيد المسيح، وهذه الشخصيات بعضها له عين إيجابية والبعض الآخر له عين سلبية، وهي:
١- يوحنا ويهوذا الإسخريوطي: وهما ضمن تلاميذ السيد المسيح الإثنى عشر، ويوحنا صار التلميذ الذي كان يسوع يحبه، وكان يُرِي خدمة السيد المسيح ومعجزاته للناس، فكان لديه النظرة الإيجابية، بينما كان يهوذا ينظر للسيد المسيح نظرة مادية، وقدّره بالمال، وسلّم المسيح لليهود بثمن بخس، وأدرك في النهاية خطأه ومضى شنق نفسه، فكانت نظرته سلبية.
٢- اللص اليمين واللص اليسار: وهما اللذان صُلبا بجانب السيد المسيح، واللص اليسار سخر من السيد المسيح وقال له "إن كنت أنت المُخلّص فخلص نفسك وإيّانا"، فكانت عينه سلبية واستحق الموت، بينما اللص اليمين انتهر اللص اليسار وقال له "نحن بعدل جُوزينا أما هو فلم يصنع شيئًا رديًّا"، وقدم توبة وقال للسيد المسيح "اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ" (لو ٢٣: ٤٢)، فكانت نظرته إيجابية واستحق الفردوس.
٣- بيلاطس البنطي وزوجته: وبيلاطس هو الوالي الروماني في ذلك الزمان، وحذرته زوجته عن السيد المسيح "إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ، لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ" (مت ٢٧: ١٩)، فكان لديها العين الإيجابية للحياة، بينما بيلاطس أسلمه للصليب، فكان لديه العين السلبية.
٤- رجل وامرأة: المرأة هي مريم المجدلية التي أخرج منها السيد المسيح الأرواح الشريرة، فتأثرت بالسيد المسيح وصارت تخدمه، وذهبت باكية إلى قبر السيد المسيح في فجر الأحد، وتقابلت معه وظنته البستاني، ولكن عندما قال لها: "يَا مَرْيَمُ" شعرت بقوة القيامة وقالت: "«رَبُّونِي!» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ" (يو ٢٠: ١٦)، فكان لديها العين الإيجابية، أما الرجل هو توما التلميذ الذي عاش مع المسيح وقتًا طويلًا، وعندما ظهر السيد المسيح للتلاميذ بعد قيامته، لم يكن توما موجودًا معهم، فعندما علم لم يصدقهم، فكانت لديه نظرة سلبية، ولكن ظهر السيد المسيح مرة أخرى للتلاميذ بعد القيامة بأسبوع وقال لتوما "هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا" (يو ٢٠: ٢٧).
وأوضح قداسته أن الإنسان يحتاج في عيد القيامة أن ينال هذه النعمة والبركة، أن تكون لديه النظرة الإيجابية للحياة، وأن يبحث عن الجمال في الطبيعة وفي كل موقف وكل قرار وكل إنسان، وبذلك يساعد في بناء الشعوب والمجتمع.
وقال قداسة البابا في ختام كلمته: "ننتهز هذه الفرصة لنرسل التحية والمحبة والتقدير والاعتزاز لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولكل المسئولين في بلادنا العزيزة، ونهنئ بلادنا والشعوب العربية والإسلامية بعيد الفطر الذي يحل بعد أيام قليلة"، وأضاف قداسته: "نشكر الله أن أعيادنا وأصوامنا وصلواتنا تتجاور، ونشعر جميعًا أننا في فترة روحية قوية بدايةً من الأصوام والصلوات المرفوعة وأيضًا الأعياد التي تتجاور"، وأوضح قداسته أن تزامن الأعياد بعضها مع بعض يزيد المحبة والعلاقات المصرية الجميلة التي نعيشها في كل مناسبة.
وقال قداسته إننا نصلي من أجل كل أحد ومن أجل النزاعات والصراعات والحروب الموجودة في مواضع كثيرة، ونشكر الله على السلام الذي في بلادنا، ونصلي من أجل كل إنسان يحتاج إلى الصلاة إن كان في ضيقة أو مشكلة، وأكمل قداسته أننا نصلي من أجل البلاد التي تعرضت لزلازل وأزمات وكوارث، ومن أجل الإنسانية كلها.
واختتم قداسته حديثه بدعوة للجميع للتحلي بالعين الإيجابية لكي نستطيع أن نعمل معًا ونبني مجتمعنا ووطننا ونفرح بعمل الله في بلادنا العزيزة.