ملتقى "رمضانيات نسائية" بالجامع الأزهر يستعرض فضائل قيام الليل
عقد الجامع الأزهر، اليوم الأربعاء 21 رمضان، 1444هـ، ملتقى "رمضانيات نسائية"، برواق الفشنية تحت عنوان "فضل قيام الليل"، بحضور هبة إبراهيم سالم عضو فتوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ونجاح محمود عبدالحميد الواعظة بمنطقة الشرقية، وأدار الملتقى، د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.
ويأتي ذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف ومتابعة من الدكتور عبدالمنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر .
وقالت هبة إبراهيم سالم، عضو فتوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن قيام الليل من النوافل التي يحبها الله تعالى، مستشهدة بالحديث القدسي فيما يرويه النَّبي- عليه الصلاة والسلام- عن رب العزة سبحانه: "من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه"، موضحة الطريقة التي تتعبد بها المرأة وخاصة الحائض وماذا تفعل لتقيم الليل.
وأضافت: لا يقيم الليل ولا يتنفل بنافلة إلا مخلص يخلو قلبه من النفاق والرياء، مؤكدة أن قيام الليل من الأعمال التي تكون في الليل ولا يطلع على العبد سوى ربه عز وجل، فمن رزق القيام كان من أهل الإخلاص.
من جهتها، أضافت نجاح محمود عبدالحميد، الواعظة بمنطقة وعظ الشرقية، أن قيام الليل من أعظم أسباب دخول الجنة وهو شرف المؤمن ومكفر للسيئات وطارد للغفلة عن القلب، مضيفة أنه لقيام الليل آداب منها: أن ينوى المسلم عند نومه قيام الليل، وأن ينوى التقوي على الطاعة ليحصل على الثواب على نومه، ويمسح النوم عن وجهه عند الاستيقاظ ويذكر الله ويستخدم السواك، ويفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين، وأن يوقظ أهله، وإذا غلبه النوم ينبغي له أن يترك الصلاة حتى يذهب عنه النوم.
واستعرضت واعظة مجمع البحوث الإسلامية، الأسباب المعينة على قيام الليل ومنها: قصر الأمل وتذكر الموت، والنوم مبكرًا، واجتناب الذنوب والمعاصي، والعناية بجملة من الأسباب التى تعين على قيام الليل كترك الفضول من الطعام والنوم، وسلامة القلب.
من جانبها أضافت د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر، أن قيام الليل عبادة كانت فرضا في أول الإسلام ثم حُوِّلَت من الفرضية إلى السنية، أما نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- فقد صارت واجبًة في حقه (صلى الله عليه وسلم)، وقد داوم عليها إلى أن رُفع إلى الرفيق الأعلى، وصلاة الليل لها نور في الوجه، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الناس.
وتابعت: وقد أثنى الله على هذه الأمة في التوراة وفي الإنجيل وفي القرآن، ووصفها بكثرة العمل لله وكثرة السجود لوجهه الكريم، وأنهم يُعرفون بإضاءة وجوههم وحسن سيرهم وأخلاقهم من أثر عبادتهم، فقال تعالى: ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾.
وأكدت أن ركعة واحدة بالليل خير من عشرين في النهار، وإنها لتعرضك لنفحات ربك الكريم ومنها إجابة الدعاء، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الليل لساعةً لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله فيها خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة".