"سناء حبى أنت المنى".. فاروق فلوكس يحكى عن أول قصة حب فى حياته
صدرت حديثًا مذكرات الفنان الكبير فاروق فلوكس عن دار صفصافة للنشر والتوزيع، تحت عنوان "الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة"، وكتبها حسن الزوام.
قصة الحب الأولى
يحكي فاروق فلوكس عن قصة حبه الأولى فيقول: كان لنا جيران في عمارة مقابلة بشارع موفق الدين يسكنها طبيب اسمه حسن علي، له ابن شاب وابنة جميلة، وقعت في غرام جارتي ابنة الطبيب، كنت أعتقد أنها قصة حب، فقد كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بشعور الحب وأنا ناضج، كانت تظهر في شرفة بيتهم كأنها البدر، كنت أقف في شرفة منزلنا أجدها تظهر، فأقول لقد خرجت من أجلي، أصبحت أترجم كل حركة من حركاتها على أنها قصة حب متبادلة، حتى إنني كتبت فيها قصيدة شعرية في صفحة كاملة كان مطلعها "سناء حبي أنت المنى".
كان صديقي محمود أبوالليل يشاطرني حكايات تلك القصة، كنا ننتظرها صباحًا وهي تركب حافلة المدرسة، كان مجرد عبورها بقربي يقلب كياني كله وأنتفض كأن كهرباء سارت في جسدي.
هكذا عرف أخيها
كان لجارتنا الجميلة وصيفة أو خادمة صغيرة فتجرأت ووضعت القصيدة في ظرف وطلبت من وصيفتها أن توصلها إليها وانتظرت الرد، وإذا بأخيها إبراهيم حسن علي وصديقه المقرب وكان يدعي فاروق يناديان عليَّ من تحت بيتنا، نزلت له وبعد التحية وجدته يمد يده بالجواب والقصيدة ويسألني: "ما هذا؟".
طلبت منه أن نكمل كلامنا بعيدًا عن بيتنا على وعد أن أحكي له كل شيء وراء هذا الجواب، ذهبنا إلى كورنيش النيل القريب فأعاد سؤاله: "ما هذا الخطاب؟"، قلت له: "لا شيء فأنا شاب عاطفي ومعجب بأختك، وهذا الخطاب هو خطأ حدث مني ولا أقصد به أي شر، لكن أعدك ألا يتكرر مرة ثانية"، وقلت له: "أنا طالب في كلية الهندسة الآن وكنت في سنة إعدادي هندسة وقتها، عندما أصل إلى السنة النهائية سأتقدم لخطبتها ووقتها سيكون الرأي لكم، ومن الآن فلن أكرر هذا الفعل".
شكرني ومدح أخلاقي، أخدت الجواب وتركته بين أوراقي حتى رآه يومًا أبي فكتب عليه جملة ما زلت أذكرها: "الحب مذلة وعار لا يرضى به إلا فاروق".