يوسف زيدان: فيلم «رابعة العدوية» تسبب فى ذيوع صورة مغلوطة عنها
تحدث الكاتب والمفكر يوسف زيدان في ندوته ببيت الشعر العربي، بيت الست وسيلة، عن الصور المغلوطة حول التصوف التي تفارق حقيقته التي يغفلها الكثيرون.
وقال زيدان: “إن الصورة الشائعة لرابعة العدوية مغلوطة وقد أسهم الفيلم المصورعن قصة حياتها في ترويجها”، مشددا على أن ما قدمه الفيلم يقدم الكثير من المغالطات عن حياة المتصوفة رابعة العدوية.
وأشار إلى أن المفكر عبدالرحمن بدوي رغم أنه قدم أعمالا عظيمة فقد كتب عن رابعة العدوية كتابا قديمًا في الأربعينيات قال فيه إن الشاعر الفارسي عبدالرحمن الجامي أشار إلى أن رابعة كانت في صباها تضرب العود، ليستنتج بدوي من ذلك أنها لا بد قد انغمست في الملذات وحياة اللهو وغير ذلك.
وتابع: “التقط مخرج الفيلم هذه الإشارة وأخرج عملا عنها غير صحيح ومليء بالمغالطات، فقد كانت رابعة العدوية أَمة نحيلة فأشفق عليها مالكها وقرر أن يعتقها فقررت أن تقضي حياتها الباقية مع الزُهاد في البصرة”.
وأكمل: “وبالتالي، فإن الصورة التي قدمها الفيلم عن حياتها اللاهية قبل التصوف لا تمت للحقيقة بصلة”.
وتابع زيدان: “من أوجه المغالطات التي تشيع عن التصوف بشكل عام- ولفت زيدان الانتباه إليها- فكرة الشيوخ والمريدين، فأوضح أن التصوف لا توجد به هذه الأفكار وأنها قد شاعت في الفلكلور المملوكي الذي تم الترويج له في العصر العثماني وترويجه إلى أن استمر بهذه الصورة”.
جاء ذلك خلال فعاليات محاضرة يلقيها الدكتور يوسف زيدان تحت عنوان "التصوف بين الجمالية والفنون"، للحديث عن العلاقة بين التصوف والفنون والآداب عبر مجموعة من الأعمال الشعرية والسردية والموسيقية والتشكيلية.
وشهدت الندوة، التي أدارها الشاعر سامح محجوب، حضورًا كبيرًا تم تقسيمه على ثلاث قاعات؛ إحداهما هي القاعة الرئيسية التي حضر فيها الكاتب ومدير اللقاء، والثانية قاعة خارجية شهدت وجود شاشة لعرض اللقاء لباقي الجمهور، أما الثالثة فهي قاعة صيفية علوية خارجية.