"هُن" فى دراما رمضان.. الرسالة قبل الغاية
"هُن" سر الحياة، حين يبدعن يتملكن، ولحظة قلقهن يصبحن الأقوى، وإذا حضرن يسيطرن، كما في دراما رمضان هذا العام.
البطولات النسائية هذا العام، ناقشت قضايا مهمة، بُح الصوت فيها، بعضها عرض السلبي ورحلته إلى الإيجابية، والآخر كان محاولة لمحاربته.
أعمال درامية عدة هذا الموسم كانت بطلاتها سيدات، سواء كانت البطولة لشخصية نسائية في حد ذاتها أو موضوعًا يخص قضايا ومشاكل المرأة، والتي كسرت حاجز الصمت، خشية الدخول في "عش الدبابير" الذي أباح ختان المرأة ووضع قوانين تقيدها وعادات وتقاليد أصبحت عرفًا لهضم حقوقها.
منى زكي في "تحت الوصاية" قدمت لنا نموذجًا للمرأة المقهورة التي فقدت زوجها، وأجبرتها الظروف على مواجهة الصعاب لتقدر على تربية ابنيها، حبكة درامية وأداء مبهر، لشخصية امرأة من دمياط مات زوجها وهى شابة وتعول طفلين، وترث عنه مركب صيد وتأخذ القرار بالعمل في المهنة القاصرة على الرجال لتنفق على طفليها وفي أحداث المسلسل تواجه العديد من المشكلات بشأن الوصاية على الطفلين.
أما روبي في "حضرة العمدة" فدخلت عش الدبابير وناقشت الآثار النفسية والجسدية للختان، وأشاد المجلس القومي للمرأة بما قدمته.
"فاكرة نعمات اللي أنتِ لحقتي البت قبل ما يختنوها.. أنا بقا ملقتش حد يلحقني.. وبدفع تمن اللي عملوه فيا ده، من وأنا صغيرة مش في وعيي ومش فاهمة حاجة، فهموني ياختي إن ده بيعف البنت وجابولي عروسة حلاوة.. بدفع تمن ده كل يوم.. كل ليلة.. أنتِ لحقتي البت بس أنا مين يلحقني .. جوزي بيشيلني ذنب مش بإيدى.. معملتوش"، هذا النص كان جزءًا من حوار في المسلسل لواحدة ممن أثر عليهن الختان والتي قالت هذا النص وكأنه بكاء أو رثاء لحياتها الزوجية.
وما بين الحب والثأر وإرث كبير لـ"العادات والتقاليد والأعراف" في صعيد مصر، قدمت نيللي كريم شخصية "نادرة" المرأة الصعيدية المحاربة التي لا تخشى شيئًا.
"نادرة" تعري أجيالًا طويلة قررت وأد حق المرأة وانتزاع ميراثها، ويكشف عن شخصيات تحرم البنات من تعليمهن ويحولوهن لـ"خادمات".
النماذج الثلاثة للسيدات المصريات انتبهت لهن الشركة المتحدة كون القائمين على الإنتاج يؤمنون بأن الفن أداة تغيير وقوتنا الناعمة في إصلاح العديد من عيوب المجتمع.
الدراما المصرية تثبت دومًا أنها لا تأبى الخضوع، وتختصر مسافات طويلة في تغيير الوعي، تؤكد على أنها البطل في مواجهة الفاسدين.