بنام على صوت محمد رفعت.. الشاعر مؤمن سمير يسترجع ذكرياته فى رمضان
مع حلول رمضان شهر النفحات الروحية والبركات، الذي خص الله به نفسه وفيه أنزل القرآن، تحل على الدنيا والعالمين الرحمة والبركات.
ويرتبط شهر رمضان في أذهان المصريين بطقوسه وعاداته سواء في العبادات والتفرغ لها، أو في صلة الرحم، حيث تكثر الولائم ودعوات تجمع أفراد العائلة والأقارب، الذين قد تكون هذه فرصتهم السنوية لالتئام الشمل مع متاعب الحياة وازدحامها بالمشاغل اليومية والحياتية الكثيرة التي لا تنفد.
والمبدعون والكتاب جزء لا يتجزأ من المجتمع المصري، لهم أيضًا ذكرياتهم الرمضانية، خاصة تلك المتعلقة بمرحلة الطفولة، من شراء الفوانيس وتعليق الزينات، مرورًا بالاحتفالات الليلية البهيجة.
وفي السياق، وحول ذكرياته الرمضانية، قال الشاعر مؤمن سمير في تصريحات خاصة لـ "الدستور": "مررت في حياتي بنمطين من أشكال الاحتفال بشهر رمضان الكريم، الأول هو ما كان أثناء الطفولة في إحدى الدول العربية التي كانت وقتها محافظة فكان الشهر هو شهر ديني بامتياز وتربى بالتالي يقيني بأنه كلما كانت مظاهر الجفاف في الاحتفال به أكثر عمقًا، كان المردود الإلهي أكثر صدقًا".
وتابع صاحب أعمال: "أصوات تحت الأظافر، بصيرة المتشكك، أناشيد الغيمة المارقة وغيرها: ثم اختلفت الحكاية عند العودة إلى مصر إلى النمط العكسي، فاستقبلت بكل صدمة رمضان الآخر، الحي الجميل والطازج والساخن فكانت الزينة التي أقابلها في كل مكان والأغاني والفرحة الصادقة هي اليقين الجديد الذي كانت مظاهر العبادة فيه مرتبطة ببهجة الروح، فكنا نجتمع على قص الورق ونلصقه بالعجين ونملأ به الشوارع ونصنع فانوسًا ضخمًا تعلقه في وسط السماء ونسهر للفجر وننام ونحن نعانق الغفران مع صوت الشيخ محمد رفعت".
واختتم "سمير": "لكن كلما مر بنا الزمان كلما شاخت بهجتنا وللأسف فشلت في جعل أطفالي يتخيلون حتى ما عشته لأن الأمر لا يتجاوز عندهم المناسبة الدينية فقط بلا أي حمولات رمزية متوهجة لهذا فلم يعد يتبقى لروحي إلا كلمات أبي رحمه الله بأملنا الكبير في رحمة الله الكبير".