بطريرك الكنيسة الكلدانية يوجه رسالة عيد القيامة 2023
تتأهب الكنائس المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، للاحتفال بعيد القيامة المجيد لعام 2023، صباح الأحد 9 أبريل 2023، إذ يترأس قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان قداس عيد القيامة المجيد بمقر الفاتيكان.
وعلى صعيد الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي فتحتفل بعيد القيامة المجيد لعام 2023، في 16 أبريل 2023، بترؤس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية قداس عيد القيامة المجيد في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
ومن جهته وجّه بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو رسالة القيامة 2023 إلى أبناء كنيسته، تحت عنوان: "لا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل مُؤمِنًا" من أجل إيمان واعٍ وجادّ.
وقال بطريرك الكنيسة الكلدانية في نص رسالته 2023: أغتنم مناسبةَ حلول عيد القيامة المجيدة لكي أتقدّم من المسيحيّين العراقيّين بشكلٍ خاصٍّ، والمسيحيّين في العالم بشكل عامّ، بأسمى التّهاني والتّبريكات، متمنّيًا لهم وللبشريّة جمعاء، ظروفًا أكثرَ عدالةً وسلامًا واستقرارًا وتضامنًا وفرحًا.
وتابع: القيامة أهمّ حدث في حياة المسيحيّين. إنّها عقيدة مطلقة، من دونها لا معنى لإيمانهم لذلك يوجّه المسيح القائم من بين الأموات كلامَه إلى توما، رسول كنيستنا، لدى ظهوره على شاطئ بحيرة طبريّة، قائلاً: "لا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل مُؤمِنًا. فاجابه توما: ربّي وإلهي.. فردّ عليه المسيح": "طوبى للّذين يؤمنون ولم يروا" (يوحنّا 20/ 27-29). ما أجمل هذه العبارة وأعمقها. لنجعل من خبرة الرّسول توما هذه في الإيمان والسّجود والأمانة، مصدر إلهام لنا.
وواصل: من هذا المنطلق أدعو المسيحيّين إلى "جدّيّة الإيمان" بصفاء ووعيٍّ وواقعيّة، مثل إيمان توما وبقيّة الرّسل، والمسيحيّين الأوائل الّذين ضحّوا بكلّ شيء، حتّى بحياتهم، من أجل المسيح. ولكنيستنا المشرقيّة تراث حيّ من الشّهداء علينا العودة إليهم باستمرار، يساعدنا الإنجيل إن قرأناه بانتباه، على العبور من إيمان ناشئ بسيط، إلى إيمان واعٍ وجادٍّ وعميقٍ، نجسِّده في تفاصيل حياتنا اليوميّة. إيمان وحبّ وقوّة، بحضور المسيح المنير فينا وبيننا وفي كنيستنا، لكي نحوّله إلى لقاء وعيد واحتفال وشهادة مهما كانت المصائب.
وتابع: يتعيّن على الكنيسة وكنيستنا الكلدانيّة بشكل خاصّ أن تتعلّق بهذا الحضور بقوّة، وأن توضّحه جليًّا للمؤمنين، وتنشّطه بلغة مفهومة، وطرق جديدة، وليس بالنّمط القديم، لكي تخلق عندهم مزيدًا من الفهم والوعي فيسعوا ليعيشوه في أوضاع حياتهم بشكل ملحوظ عليها أن تدركَ أنّ هذه هي رسالتها الأولى والأساسيّة.
وواصل: هذا الرّجاء الرّاسخ المُعطى لنا في قيامة ربّنا يسوع المسيح، كما كان قد أعطي للرّسل، يُعزّينا وسط الأوقات الصّعبة الّتي نعيشها نحن المسيحيّين العراقيّين والشرقيّين باستمرار. ويمنحنا القدرة على الصّمود ومواجهة المضايقات بصبر وثقة وعلينا أن ندرك نحن المسيحيّين الممتَحَنين في هذا الشّرق أنّ لنا دعوة ورسالة هنا، وبأنّ وجودنا ليس صدفةً، بل تصميم إلهيّ. علينا أن نكتشف دعوتنا هذه بجلاء، ونتمسّك بها بثقة وشجاعة وحماسة. لا نخاف مهما كان عددنا، عندما نكون "ملحَ" الأرض و"خميرة" في العجينة، و"نورًا" في الظّلمة، كما دعانا المسيح لنكون.
وختم قائلا: لنتضامن ونقف إلى جانب بعضنا البعض وسط هذه الأزمات، ونخفّف من وطأة آلام بعضنا البعض مثل سمعان القيروانيّ الّذي ساعد يسوع على حمل الصّليب، وفيرونيكا الّتي مسحت وجهه بمنديلها، فطبع صورته عليها، لكي يطبع صورته في قلوبنا يا ربّ ابقَ معنا فالزّمن صعبٌ، ودلنّا على طريق القيامة والحياة والتّجدّد".