الشيخ «البساتيني».. تاريخ مشرف وحنجرة ذهبية في الإنشاد الديني
يعد الشيخ الراحل عبد التواب عباس محمد والشهير بالشيخ «عبد التواب البساتيني» ابن قرية « البساتين» التابعة لمركز بني سويف من أشهر المبتهلين والمنشدين في عالم الإنشاد الديني داخل مصر وخارجها، والذي رحل عن عالمنا في أغسطس من عام 2018 عن عمر يناهز الـ 72 عاما بعد تاريخ مشرف وحنجرة ذهبية في الإنشاد الديني على مدار سنوات عديدة.
وتميز الشيخ الراحل «عبد التواب البساتيني» بأسلوبه المختلف في الابتهالات والإنشاد الديني جعله منفرداً عن غيره من المنشدين والمبتهلين على مدار سنوات طويلة خلال الاحتفالات التي نقلتها الإذاعة والتليفزيون المصري من المساجد الكبري والتي ظهر فيها حلاوة صوته وقوته والخشوع في الأداء جعلته في مدرسة خاصة يستمع إليها الجميع.
وبدأ الشيخ «عبد التواب البساتيني» رحلته مع حفظ القرآن الكريم بعدما التحق بكتابة قريته ونظراً لحبه الشديد للقرآن الكريم أتم حفظه في عمر الــ 13، وبدأ رحلته مع علم القراءات والتجويد حيث تعلم حفظ القرآن الكريم سليماً خالياً من اللحن والأخطاء ليحفظ القرآن تجويداً وترتيلاً ، وحصل بعد ذلك على الإجازة في قراءتي "حفص ، ونافع" من الشيخ أحمد رشوان الذي تولى اختباره ومنحه إجازة، والتحق بعد ذلك بمعهد القراءات وبدأ "البساتيني" رحلته مع قراءة القرآن الكريم في المناسبات بقريته والقرى المجاورة، بالإضافة إلي دراسة المقامات الموسيقية، بعدما قرر الاتجاه إلى الابتهالات الدينية.
والتحق الشيخ «البساتيني» كقارئ بإتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري عام 1976 بعد نجاحه في اجتياز الاختبارات من أول مرة، حيث نجح الشيخ عبد التواب البساتيني في إخراج الموهبة أمام لجنة التحكيم والتي أشادت بصوته وأعجبت بما يتميز به من قدراته جعلته يلتحق بالإذاعة من أول مرة، حيث شارك في إحياء الاحتفالات والمناسبات الدينية المتنوعة على مدار سنوات طويلة وحتى وافقته المنية حيث تميز باختيار الكلمات التى تشد انتباه الحاضرين في الاحتفالات التي أقيمت داخل المحافظة وخارجها بالمساجد الكبري، وسافر إلى العديد من الدول العربية والإسلامية لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك، جعلت له جمهوره الخاص يتحرك خلفه ليستمع إليه ولكلماته الجميلة التي تشد الانتباه.
ورحل الشيخ «عبد التواب البساتيني» بعد رحلة مشرفة في الابتهالات والإنشاد الديني بعد سنوات طويلة تاركا إرثا من الابتهالات والتواشيح الدينية والتلاوات القرآنية لمحبيه.
وقالت سلسبيل أحمد حفيده الشيخ «البساتيني» إن جدها كان يحب أهل قريته حبا كبيراً ولديه انتماء لمحافظة بني سويف وكان يحب الانفراد بقراءة القرآن الكريم خلال ليالِ شهر رمضان المبارك، والزيادة من فعل الخير خلال الشهر المبارك، وكشفت «سلسبيل» لــ «الدستور» أن جدها الراحل الشيخ «عبد التواب البساتيني » كان يستعد للاحتفالات والمناسبات الدينية قبلها بما يقرب من أسبوع إلى 10 أيام للتجهيز للإنشاد الديني حيث يسجل الإنشاد ويعيد سماعه أكثر من مرة لتصحيح أى خطأ، فكان لديه ملكة الحفظ السريع، مؤكدة أن جدها كان يحب الشيخ الراحل طه الفشنى وكان يعتبره مدرسة فى التلاوة والإنشاد.
واختتمت الحديث حيث تقول أن والدها الشيخ أحمد «البساتيني» ورث الموهبة عن والده الشيخ عبد التواب ويعمل حالياً موظف بوزارة الأوقاف ومبتهل ومنشد ديني.