«طلبه ملك الأردن».. حكايات الشيخ محمد بدر حسين في الأردن والعراق والبرازيل
يعد واحدًا من القراء الذين شكلوا علامة في دولة التلاوة المصرية، هو الشيخ محمد بدر حسين وهو من مواليد مدينة السنطة مركز طنطا بمحافظة الغربية عام 1937، حفظ القرآن كاملًا بأحكام التجويد، ويعد واحدًا من القراء المهمين في السبعينيات والثمانيات، وكان يتمتع بحفاوة كبيرة وترحيب واسع من ملوك ورؤساء الدول العربية.
وفي كتابه "سفراء القرآن" للمؤلف أحمد همام، الذي يرصد حياة القراء ومشوارهم في عالم دولة التلاوة، رصد موقفًا للشيخ محمد بدر حسين.
يقول أحمد همام:" في شهر رمضان المبارك، في عام 1989 وجهت الدعوة للشيخ محمد بدر حسين لافتتاح مسجد الملك عبد الله جد الملك حسين، وكان احتفال يواكب الاحتفال برؤية واستقبال هلال شهر رمضان، وكان احتفالًا عالميًا كبيرًا حضره جلالة الملك حسين، والأمير حسن وسفراء الدول العربية والإسلامية وأعضاء الحكومة الأردنية وكبار المسؤولين.
يكمل: "بتوجيه من الملك حسين أرسل وزير الأوقاف الأردني الدكتور عبد العزيز الخياط إلى نظيره الدكتور محمد علي محجوب يطلب منه ان يبقى الشيخ بدر حسين بالمملكة الأردنية حتى نهاية شهر رمضان وتمت الموافقة وقضى شهر رمضان كاملًا يتلو كتاب الله بأكبر مساجد المملكة الأردنية وسط اهتمام بالغ الأهمية.
وتابع: كان الحضور منقطع النظير على كل مسجد يقام فيه الاحتفال الديني القرآني العظيم وفي نفس عام 1989 سافر الشيخ إلى العراق كعضو بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ممثلا للجنة القرآن وعلومه وفي مؤتمر السلام في الإسلام الذي انعقد في بغداد، وبدأت أولى جلسات المؤتمر بتلاوة آية الذكر الحكيم للقارئ الشيخ محمد بدر حسين ونظرًا لتوجيه الأنظار إليه ودوره الفعال في جلسات المؤتمر حيث كان عضوًا رسميًا انهالت عليه الدعوات من كبار المسؤولين العراقيين لإحياء بعض الحفلات القرآنية بالمساجد الكبرى.
ولكن نظرًا لارتباطاته بمصر فضل أن يسجل لهم ثمان ساعات قرآن كريم بصوته على أشرطة لتذاع هناك إهداء منه لأشقائه بالعراق وفي عام 1991 سافر إلى البرازيل لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك، ولكنها كانت رحلة خوف ومشقة وجد فيها ما لا رأته عينه ولا خطر على باله من الحوادث الفردية التي جعلته يردد كل لحظه اللهم احفظ مصر بلد الأمن والأمان.
وفي عام 1994سافر الشيخ محمد بدر حسين إلى دولة الإمارات العربية لإحياء شهر رمضان المبارك في أبو ظبي حيث يسعد بصحبه الشيخ أحمد الرزيقي والشيخ محمود صديق المنشاوي وعند عودته من الإمارات تخلف الشيخ محمد بدر حسين ولما سأل نجله ضابط الشرطة أحمد محمد بدر حسين عن والده أخبره الشيخ الرزيقي بأنه سيحضر في اليوم التالي.
فعاد الابن إلى دمنهور وحضر هو ووالدته في اليوم التالي لاستقبال والده الشيخ بدر وفي الطريق عند بركة السبع انقلبت بهم السيارة فلم يصب السائق ولا الرائد أحمد محمد بدر حسين، ولكن الوالدة نقلت إلى مستشفى بركة السبع بسبب الحادث واطمأن الابن على أمه وأكمل مسيرته لاستقبال والده ولم يخبره بما حدث إلا بعد وصوله إلى دمنهور وكانت مفاجأة مؤلمة عندما علم بخبر إصابة زوجته وقرر عدم السفر بسبب ما حدث.