بسبب الفن.. هدى شعراوي تتوسط للصلح بين عبد العظيم عبد الحق ووالده
من أشهر الأدوار التي لا ينساها المشاهد المصري للفنان عبد العظيم عبد الحق، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1993، هو مشهده في فيلم “الإرهاب والكباب” وهو يستقل الأتوبيس، ويلقي بحواره عن أيامه الماضية والأيام الحالية: “جاتكوا البلا فيكم وفي أيامكم”.
وعبد العظيم عبد الحق، من مواليد مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، ينتمي إلي عائلة ثرية، عرف نبوغه في الموسيقي منذ أن كان في الـ 14 من عمره حتي أنه حفظ ألحان سيد درويش، ومن شدة تعلقه بالموسيقي اتفق شقيقاه “عبد الحميد” و "عبد المجيد"، أن يرسلاه في بعثة لدراسة الموسيقي في إيطاليا، حتي أنهما أرسلا يسألان عن إذا كان المعهد يقبل شقيقهما في سنه الصغيرة هذه فجاء الرد بالإيجاب.
رتب شقيقا عبد العظيم عبد الحق كل الأمور التي يحتاجها للسفر لإيطاليا، سواء في تحويل مصروفات المعهد علي أحد البنوك الإيطالية، وحتي شراء تذكرة الطيران. وفي اليوم المحدد لسفره فوجئ الأشقاء الثلاثة بوالدهم بالأب الذي جاء من الصعيد عندما علم بما يخطط له أولاده، إلا أن الشقيقين لاذا بالفرار بينما استطاع الأب الإمساك بـ عبد العظيم عبد الحق وجره إلي محطة القطار عائدا به إلي بلدهم، ولم يسلم الأمر من "علقة" لعبد العظيم بالشومة حتي أن المسافرين معهم في القطار ظلوا يسترحموا الأب أن يعفو عن ابنه ويرحمه.
ــ الهروب من جديد إلي الفن في القاهرة
ويشير الروائي الراحل مكاوي سعيد في كتابه القاهرة وما فيها، إلي أن عبد العظيم عبد الحق عاد مع والده إلي قريتهما مع وعد أن ينهي دراسته ويلتحق بكلية الحقوق، لكن جينات الفن تغلبت عليه فهرب في عام 1928 إلي القاهرة، واختبأ لفترة في مخزن فرقة علي الكسار بشارع عماد الدين، وعندما اكتشفوه وعلموا بغرامه بالفن ألحقوه بفرقة أمين صدقي المسرحية وعين ضمن الكورس براتب ثمانية قروش يوميا، تتلمذ بعد ذلك علي الموسيقي الموهوب الشيخ محمود صبح لمدة أربع سنوات، ومثلها علي يد الشيخ زكريا أحمد واعتبرها عبد العظيم عبد الحق مدرسة الفن الحقيقية التي رعت موهبته.
ــ هدي شعراوي تتوسط لعبد العظيم عبد الحق
ويلفت مكاوي إلي ولأن والده كان من أعيان المنيا، وقد خاصم ابنه بعد هربه الأخير، واعتبره عاصيا، حاول الابن بشتي الطرق مصالحة الأب، ونجح في توسيط السيدة هدي شعراوي للمصالحة، لكن الأب اشترط أن يكمل دراسته بكلية الحقوق، وقد فعلها عبد العظيم عبد الحق، وتخرج فيها، وعينه الأب في وظيفة موظف إداري بمطار المنيا، وهناك تصادف مع الطيار محمد صدقي، الذي كان يصطحبه خلسة في الطائرة التي يقودها إلي القاهرة، ويتركه يصول ويجول في صالات ومحافل الفن، ثم يعود به إلي المنيا.