حكاية «الطفلة مكة» من هجر الأم حتى الموت بالتعذيب في حضن «العمة»
القدر لم يكن رحيمًا بـ«مكة» رغم عدد سنوات عمرها التي لم تتجاوز أصابع اليد الواحد، لكنها عاشت أياماً قاتمة في حماية «عمتها» العاجزة عن توفير الأمن فقط لابنة أخيها الغائب في السجون.
حكاية درامية سوداء ترويها «السيدة مي» الأم بالتبني للطفلة «مكة» بداية من تجاهل أسرتها لها وهي رضيعة في عمر أربعة أشهر حتى وصلت إلى 4 سنوات.
قبل أربعة سنوات من الآن، ولدت الطفلة لأب متهم في إحدى القضايا التي سجن على إثرها، لكن الأم لم تكمل المسيرة كأي زوجة مصرية، تركتها وهربت ورفضت تولي المسئولية، حتى ظهرت «السيدة مي» فأخذتها لحمة حمراء واهتمت بها وتولت رعايتها في ظل الغياب الكامل لأسرة الرضيعة.
ومع مرور الأيام خرج الوالد من محبسه، قرر تعويض ابنته عن غياب الأم فذهب إلى «السيدة مي» لكنه وجد ابنته مرتدية ملابس نظيفة وتتلقى رعاية جيدة فتركها وطلب من شقيقته السؤال عن ابنته وتوفير ما تريد، قبل أن يعود إلى السجن للمرة الثانية.
وخلال تلك الفترة بدأت العمة في اختلاق المشاكل مع السيدة، حتى اصطحبت الطفلة للعيش معها، لكن الزوج لم يتحمل الصغيرة، وبدأ في التعدي عليها بالضرب المبرح دون أسباب، وفي يوم الجريمة انتابت الطفلة حالة من البكاء الشديد، ليقوم زوج عمتها بضربها وتعذيبها بأبشع الطرق حتى سقطت جثة هامدة وفارقت الحياة متأثرة بجروحها، وفق ما ذكرته «السيدة مي» لـ«الدستور».
وكان قسم شرطة السلام، تلقى بلاغًا من أحد الأهالي يفيد بوفاة طفلة تدعي «مكة» داخل أحد المنازل بدائرة القسم على يد زوج عمتها، على الفور انتقل رجال المباحث لمكان البلاغ وبالفحص تبين العثور على جثة طفلة 4 سنوات، وجود إصابات بالجثمان وآثار خنق، وتم نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
وبإجراء التحريات، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوج عمتها تعدى عليها بالضرب وتعذيبها حتى الموت بسبب بكائها المستمر.
وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الكمائن، تمكن رجال المباحث من ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
