«سره باتع» يعرّي الإخوان: كيف استخدمت الجماعة أموال التبرعات لدعم العمليات الإرهابية؟
يناقش المسلسل الرمضاني “سره الباتع”، المأخوذ عن القصة القصيرة لـ يوسف إدريس وعالجه دراميًا وكتب له السيناريو والحوار وأخرجه خالد يوسف، العديد من الأحداث منها كيف استخدمت جماعة الإخوان أموال التبرعات في تمويل العمليات الإرهابية.
ففي الحوار الذي يدور بين شقيقتي حامد، خلال أحداث الحلقة الثامنة من مسلسل “سره الباتع”، تسأل الأم عن مصدر الأموال الكثيرة التي يصرفها الشيخ “معتصم” عضو جماعة الإخوان الإرهابية، ببذخ، تجيبها الأخيرة أنها تبرعات أهل الخير.
وكشف الحوار، الذي لم يستغرق دقيقتين بين الفتاتين وأمهما، عم مصادر تمويل الجماعة الإرهابية سواء من التبرعات التي يجمعونها أو الإشتراكات التي تحصلها الجماعة من أعضائها والتي تتراوح ما بين 3- 7٪ من دخل الأعضاء.
معتصم الذي نراه لاحقا، يسأل عن موقف الجماعة من تظاهرات 25 يناير 2011، ليجيبه مسؤول الأسرة المنتمي إليها بأنه إذا ما كانت الغلبة للمتظاهرين، فإن الإخوان يركبون المظاهرات أما إذا كان الأمر العكس فلا يعلنون عن مشاركتهم وهو ما حدث بالفعل.
ــ مصادر تمويل الجماعة الإرهابية
في كتاب "اقتصاديات جماعة الإخوان المسلمين في مصر والعالم"، ينطلق مُؤلّفه من المبحث التاريخي راصدًا ومتتبعًا الإمبراطورية المالية والاقتصادية لتنظيم الجماعة المحظورة وأساليب عملها وتمويل أنشطتها.
كما يرصد الكتاب عبر صفحاته الحركة الأممية للجماعة وامتداد خيوطها الدولية إلي التشابك مع حركة ومصالح أجهزة استخباراتية دولية من جهة وشبكة مصالح اقتصادية شديدة التعقيد والتشابك من جهة أخري.
يوضح الكتاب الدور الذي لعبه يوسف ندا في هيكلة النشاط الإقتصادي للجماعة وكيف أن نشاطه المالي امتد لأكثر من 25 دولة وتأسيسه بنك التقوي في جزر البهاماس وكان من أبرز مشاركيه يوسف القرضاوي وزغلول النجار.
ويلفت مؤلف الكتاب إلى أنه في الفترة من 1974 وحتى 2001 شهدت تحول جذري في بوصلة السياسة الداخلية المصرية وتحول الدولة من معاداة تنظيم الإخوان إلي التنسيق والتعاون معهم والإفراج عن قياداتهم٬ ترتب علي ذلك التحول واقع اجتماعي وثقافي جديد في البلاد وسع من نفوذ التيارات الدينية، انعكس تجاه أنشطة الجماعات الدينية عمومًا، فشهدت تلك الفترة عودة الآلاف من أنصار هذة الجماعات من الخليج لتأسيس مشروعاتهم الخاصة وتركز نشاطهم في مجالات المقاولات تجارة العملة وملابس المحجبات وغيرها من الأنشطة الريعية التي لا تتطلب إقامة أصول إنتاجية ومشروعات طويلة الأجل تتناسب وتجربة الإخوان الذين فضلوا إخفاء أموالهم وممارسة الأنشطة التجارية ذات الأرباح السريعة.
ــ استغلال التبرعات في تمويل الإرهاب
ويواصل الكاتب:"ورغم أن هناك أعضاء يتلقون مساعدات نقدية وعينية في المناطق الفقيرة والمحرومة من القري وبعض الأحياء بالمدن فإن القدرات المالية للتنظيم وفر لهم فرصة غير مسبوقة لخلق شبكات من العلاقات الإجتماعية المعتمدة بصورة كبيرة علي دعم مالي وعيني لهذه الأسر والمجموعات الاجتماعية "سكر/ زيت/ دقيق/ مكرونة وغيرها"
التبرعات التي يصعب حصرها نظرا لسرية وغياب المستندات والوثائق المالية٬ أموال الزكاة والتي تذهب حصيلتها إلي دعم أنشطة الجماعة وبخلاف هذة الأموال فإن التبرعات يحكمها إعتبارات قد ترتبط بالظروف السياسية كالانتخابات التي يشارك فيها أعضاء التنظيم أو مناصرة ما يسمي المجاهدين سواء أكان في أفغانستان أم البوسنة والهرسك أم الشيشان أم ظروف اجتماعية وإنسانية مثل إغاثة الجوعي في الصومال أو في مناسبات دينية محددة كشهر رمضان".