أحد التناصير.. كيف تستعد الكنيسة لأكبر مواسم التعميد؟
تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للاحتفال يوم الأحد المقبل بختام أسبوع المولود أعمى وحلول أحد التناصير.
وتستعد الكنيسة في ذلك اليوم لإتمام طقس المعمودية المقدس، بتجهيز اليوت المستخدمة في المعمودية غسلها جيدا واتمام طقوس وصلوات تقديس المياه وتسخينها يوم الأحد صباحا لتتناسب مع الأجواء وألا يصاب المعمد بنزلات البرد.
هذا وقال القمص أثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية في كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير عن أحد التناصير: لقد كان الغرض الرئيسي من الصوم الأربعيني الكبير في عصور كنيستنا الأولي هو تعليم الموعوظين أي المؤمنين الجدد بالمسيح، وتهيئتهم لنوال نعمة المعمودية، وحينما اختفى نظام الموعوظين، بقي المعني الأساسي للصوم الكبير كما هو، فرغم أننا معمدون إلا أننا في أغلب الأحوال نفقد قوة الحياة الجديدة التي سبق فنلناها في جرن المعمودية، ولذلك فإن المنهج الكنسي الليتورجي والفكر التعبدي للكنيسة جعل من فترة الصوم الأربعيني المقدس فرصة رجوع من جديد إلي هذه الحياة الإلهية التي وهبها لنا المسيح ونلناها منه في المعمودية لأننا نسينا قوتها وفاعليتها وقيمتها وسط اهتماماتنا وانشغالنا وسط مشاغل هذا العالم.
وأنجيل قداس الأحد السادس (أحد التناصير) هو إنجيل النور إنجيل المولود أعمي الذي خلق له المسيح البصر من جديد ونجد أن الكنيسة الواعية الملهمة بالروح تضع إنجيل (أحد التناصير) (أحد المولود أعمي) ضمن قراءات الصوم الكبير إذ معروف في طقس الكنيسة أنها في العصور الأولي ربطت بين إنجيل المولود أعمي وبين طقس المعمودية ربطًا شديدًا، ويوجد في سراديب روما التي من القرن الثاني نقوش بالفريسكو لإنجيل المولود أعمي تحت عنوان المعمودية كشرح لعملها السري، كذلك يربط الآباء جميعا بين إنجيل المولود أعمي وطقس المعمودية في عظاتهم مثل القديس أمبروسيوس في المقالة على الأسرار.