«ماعت»: رصدنا جهود عربية لتعزيز المرونة والقدرة على الصمود في مواجهة الأخطار المناخية
تعتبر المنطقة العربية من أكثر المناطق عالميًا التي تصيبها أخطار المناخ بشكل دوري، وعلى الرغم من حقيقة أنها لا تسهم إلا بقدر ضئيل للغاية في التغير المناخي العالمي، إلا أنها الأكثر تأثرًا به، ولذلك هناك حاجة عاجلة لوجود تعاون بين المؤسسات الإقليمية والدولية المعنية بالحد من التغيرات المناخية وخاصة على مستوى عربي من أجل التصدي لأخطار المناخ المتكررة، وهو ما أكدته جامعة الدول العربية خلال فبراير أثناء المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية وحقوق الإنسان، لذلك تصدر مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان العدد الرابع عشر من مرصد الهدف الثالث عشر في المنطقة العربية تحت عنوان "جهود عربية متضافرة لمواجهة الأخطار المناخية" لتتبع الممارسات الجيدة وكذلك التحديات التي تواجهها الدول العربية في تحقيقها للهدف الثالث عشر من أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030.
وتناول المرصد خلال شهر فبراير، أكثر الغايات تحقيقًا بالرصد والتحليل، وهي الغاية الأولى المرتبطة بإدماج التدابير المتعلقة بتغير المناخ في السياسات والاستراتيجيات والتخطيط على الصعيد الوطني، وأيضا الغاية المتعلقة بتعزيز المرونة والقدرة على الصمود في مواجهة الأخطار المرتبطة بالمناخ.
وجاءت الصومال دولة ملف العدد الرابع عشر من مرصد ماعت الشهري، حيث أن الصومال واحدة من أكثر الدول العربية المتاثرة بالظواهر المناخية المتطرفة كالجفاف المفاجئ وهطول الأمطار غير المنتظم وارتفاع درجات الحرارة والأعاصير والعواصف الرملية والعواصف الترابية.
وأكد مرصد ماعت الشهري أن الصومال تحتل المرتبة الثانية بعد النيجر من حيث التعرض للتأثيرات الضارة لتغير المناخ، والذي من المرجح أن يتسبب في زيادة الجفاف في الصومال، ومن ثم هنا لك ما يقرب من نصف سكان الصومال بحاجة إلى المساعدة العاجلة.
وذكر المرصد أن تبعات التغير المناخي في الصومال كانت سببًا لزيادة أعمال التنظيمات الإرهابية، غير أن تلك التغيرات المناخية أثرت على أنشطة مئات الصوماليين الاقتصادية وخاصة النشاط الزراعي.
ومن جانبة قال أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي، ورئيس مؤسسة ماعت، أن خلال شهر فبراير قامت الدول العربية بالعديد من الجهود من أجل التصدي للتغير المناخي، وعلى الرغم من تلك الجهود فلا يزال حتى الآن تواجه الدول العربية عواقب وخيمة لتلك التغيرات المناخية، خاصة في دول اليمن وسوريا والعراق والمغرب والسودان وأخيرًا الصومال.
وتأكيدًا على ما توصلت إليه جامعة الدول العربية خلال اجتماعها في فبراير، أوصي عقيل بأهمية التعاون العاجل بين المؤسسات الإقليمية والدولية المعنية بالحد من التغيرات المناخية وخاصة على مستوى عربي من أجل التصدي لأخطار المناخ المتكررة، كما أوصي الخبير الحقوقي جامعة الدول العربية بتدشين أسبوع عربي للتصدي للتغيرات المناخية من أجل تشجيع الدول العربية وحكوماتها على تدشين وتطوير سياساتها المتعلقة بالعمل المناخي ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات الدولية الخاصة بالتغير المناخي.
فيما أوصت مريم صلاح؛ الباحثة في وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، الحكومات ومنظمات المجتمع المدني العربية بتشجيع وإقامة منتديات وورشة عمل هدفها إعطاء فرصة للفئات لاقتراح حلول لأزمة التغير المناخي، ورفع تلك التوصيات للجهات المعنية باتخاذ القرار، وأضافت صلاح أنه في ظل الشراكات التي تقوم بها الحكومات العربية، من المهم الحكومات العربية تجربتها الناجحة في الشراكات العربية من أجل العمل المناخي مع الدول العربية الأخرى.
يذكر أن مرصد الهدف الثالث عشر في المنطقة العربية هو دورية بحثية تصدرها مؤسسة ماعت تحت مظلة "منصة ماعت للعمل المناخي".
والتي أطلقتها المؤسسة في بداية العام 2023، وتطمح المنصة إلى تعزيز عمل المجتمع المدني في مجال العمل المناخي، من خلال إطلاق الدراسات والدوريات الهادفة لإذكاء ورفع مستويات الوعي المناخي، بالإضافة إلى تنظيم سلسلة من الورش التدريبية والأنشطة المعنية بمناقشة آليات التصدي للتغير المناخي ومكافحته على المستويات؛ الوطنية والإقليمية والدولية.