«بين النمطية والإسلاموفوبيا».. كيف تُصور الأعمال الأدبية المسلمين؟
في ظل التحديات التي تواجه الدين الإسلامي حول العالم سواء منها ما يتعلق بالفقه والعلاقة مع الآخر والتعايش في المجتمعات الغربية، ألقى موقع "Muslimmatters" الضوء على صور المسلمين كما تعكسها الأعمال الأدبية، والتي تبرز تصورات مغلوطة مستقرة في أذهان المؤلفين وقد تنتقل إلى القارئ إن لم يحصن ذاته بفكر نقدي قوي.
يشير التقرير إلى أن القراء حينما يبحثون عن كتاب لمؤلف مسلم، فإنهم عادةً يبحثون عن قصص تعكس القيم الإسلامية، وبالطبع أن يقدم الكتاب قصة تجذب القارئ، ومع الضغط من أجل المزيد من الأدب المتنوع، تبرز الحاجة إلى معرفة شكل السرد المقدم عن الإسلام التي يقدمها أي كتاب.
ثلاثة أنماط تمثيلية
يوضح التقرير أن بعض المؤلفين يقعون في فخ تقديم الشخصيات المثالية على حساب قصة مكتوبة جيدًا مما يجعل القراء يشعرون بالملل أو الإحباط من العمل.
من ناحية أخرى، هناك مؤلفون يقدمون شخصيات تقاوم القيم الإسلامية مما يؤدي إلى أن يجد القراء أنفسهم متأثرين بشكل سلبي.
وهناك نوع ثالث من الكتابات تقدم قصصًا لشخصيات مسلمة بعيدة كل البعد عن الكمال، تنخرط في سلوكيات خاطئة أو مشكوك فيها ولكنهم خلال القصة يسعون للتغيير نحو الأفضل.
يلفت التقرير إلى أن ثمة فارقًا بين الشخصيتين الأخيرتين؛ فالشخصية التي تخطئ مسلمة ولكنها ليست مثالية، قد تكافح من أجل الوفاء بالتزاماتها الإسلامية ولكن هذا لا يجعل منها شخصية سيئة في المطلق بل إنها تعكس حقائق العالم الذي نعيش فيه، ويمكن أن تصنع أبطالًا عظماء في العمل الأدبي.
خير مثال على هذا النوع من الشخصيات الإيجابية شخصية"زيد كريم" من قصة للمؤلف الأمريكي وائل عبد الجواد والتي تحمل عنوان "زيد كريم.. محقق خاص"، زيد في هذه القصة هو محتال سابق تحول إلى محقق خاص، يكافح من أجل التمسك بمبادئه الإسلامية حتى عندما يجد نفسه غير قادر على الهروب من ماضيه، فيسعى لأن يذكر نفسه بالتحذيرات والتطمينات القرآنية والعيش بمعايير أفضل.
وأضاف التقرير، أن الانتقال من الخطأ إلى تحسين الذات حتى لو لم تتحول الشخصية فجأة إلى المثالية هو ما يميز نوع الكتابات التي لا تجعل الشخصية الجيدة الوحيدة هي التي لا تمتلك أوجه القصور على الإطلاق.
المثالية مقابل الإسلاموفوبيا
في مقابل الشخصيات المثالية، التي تجعل بعض القراء يشعرون بأن كونهم مسلمين صالحين هو شيء بعيد المنال، فهناك الكثير من القصص لمؤلفين مسلمين أو تمثل المسلمين تنخرط فيها الشخصيات في أعمال محرمة وتدور القصة حول تبرير الفعل الخطأ بل وانتقاد أو شيطنة الشخصيات المسلمة الأخرى التي تقف ضد الأعمال المحرمة.
غالبًا ما تتضمن مثل هذه الكتب قدرًا كبيرًا من الإسلاموفوبيا من خلال تقديم المسلمين المتدينين على أنهم مخيفون أو يمنعون الشخصيات الرئيسية من عيش حقيقتهم واتباع قلوبهم، أو حتى يميلون إلى التطرف أو الإرهاب، كما قد تصور الشخصيات المسلمة التي ترفض الأفعال المحرمة على أنها متخلفة وجاهلة.
الفكر النقدي
ينوه التقرير في ختامه بأهمية تحلي القارئ بالفكر النقدي لتحديد ما هية الرسالة المضمنة في العمل، ففي بعض الأحيان قد يكون من السهل معرفة ذلك ولكن في أوقات أخرى قد يكون العمل أكثر تعقيدًا ومتعدد الطبقات ويصعب فهمه تمامًا.
ويشير إلى أن بعض الآباء المسلمين الذين يحاولون إيجاد كتب جيدة لأطفالهم، والذين يشعرون بالثقة تجاه أسماء المؤلفين المسلمين، قد لا يدركون أنه في مناخ اليوم، حتى المؤلفين المسلمين ينخرطون بنشاط في وصم المواقف الإسلامية تجاه المعتقدات والأفكار، وهو ما يتطلب وعي في القراءة والاختيار لما يُقرأ.