«نور الأولياء فى سره الباتع».. الشموع وساطة البسطاء لقلب الولى
في الحلقة الأولى من مسلسل "سره الباتع" كان الطفل الصغير حامد قد ذهب إلى مقام السلطان حامد ومنحه الكثير من الشموع، ووعده بأنه إن نجح فسيحضر له العديد من الشمع، ونجح الولد ومنح مقام الولي العديد من الشموع.
الشموع والأولياء
هناك علاقة وثيقة تربط هذه المفردات ببعضها، الشموع والمقامات والرايات المخضبة بالحناء في أوقات الأفراح وغيرها، فالشموع كانت هي وسيلة الإنارة قديما، وكانت تستخدم في إرشاد التائهين إلى المقام ليلا، ربما لأن معظم المقامات كان مقره بعيدًا عن العمران وعلى أطراف المدافن، ومن هنا كانت الشموع هي الهدايا المناسبة لمقام الولي في محاولة لنيل بركته، وقليلا ما كان يزوره أحد دون أن يضع الشموع في المقام.
كيف وصف يوسف إدريس الشموع؟
في قصته التي جاءت بنفس الاسم واستوحى منها خالد يوسف مسسلسل "سره الباتع"، تطرق يوسف إدريس للشموع، ووصفها بأنها كانت تسيح على جدران المقام لكثرتها، وأن مقام السلطان حامد كان مسيطرا على الناس حتى إن السيدة التي تقول للرجل الذي يبيع السمك: "بكم السمك؟"، فيقول لها بعشرة جنيهات، فتقول ولأجل السلطان، فيقول لها بثمانية جنيهات"، وهنا يوضح إدريس كم تغلغل مقام السلطان وحكاياته داخل قلوب البسطاء، وكيف أن الشموع كانت هي وسيلة التقرب للسلطان والاستفادة من بركاته.
الشموع عند الجماعة الشعبية
ارتبطت الجماعة الشعبية بالشموع كدلالة للمحبة، حيث إن الشمع رخيص الثمن ولا يكلف البسطاء كثيرا، وبالتالي كان هو الرابط بين الناس والأولياء في المقامات، خصوصا قبل انتشار الكهرباء، وكانت هناك أماكن محددة لوضع الشموع عليها وإشعالها، ونظرة لكثرة الشمع فإن المقام لم يكن ينطفئ غالبا.
يذكر أن مسلسل "سره الباتع" مأخوذ عن قصة قصيرة بنفس الاسم للدكتور يوسف إدريس من مجموعته القصصية حادثة شرف، وكتب السيناريو والحوار وإخراج خالد يوسف، وإنتاج سينرجي.