مدحت طه حسن: نفتقد للناقد الموضوعي.. ولن أكرر تجربة المشاركة في الجوائز (حوار)
الدكتور مدحت طه حسن، أو مدحت طه، شاعر ومترجم وناقد مصري من مواليد عام 1956، تخرج من كلية الطب بجامعة عين شمس ومارس الكتابة والترجمة الأدبية بجانب الطب، حيث ترجم أعمالا لكبار كتاب اللغة الإنجليزية، مثل "الطفل الخامس" للفائزة بنوبل دوريس ليسنج، و"قلب الظلام" لجوزيف كونرادبالإضافة للعديد من الأعمال الشعرية ورواية وحيدة حتى الأو وهي التى كتب عتها الكثير من نتقاد مصر والوطن العربي أولهم كان الراحلان دكتور عبد المتعم تليمة والناقد دكتور شاكر عبد الحميد، و"السير على الأطراف" وهي تلك الرواية التي تسير في سرد ذاتي.
رواية تأخذنا إلى عالم الطب والمستشفيات في مصر والولايات المتحدة، وعلاقات الحب والزواج هنا وهناك، تهتم بشكل خاص بالسرد والوصف لشوارع القاهرة، تفرعاتها وتقاطعاتها ومبانيها وقصورها، وباراتها، ومقاهيها ومتاحفها، وناسها، وهنا أيضًا يسرد الرواية التاريخ الحديث من وجهة نظر خاصة، يذكرنا الراوي بحرب اليمن وحرب 1967 وعبور 1973 وانتفاضة 1977 وتمرد الأمن المركزي واغتيال السادات وغزو العراق للكويت، ثم ما سمي بعاصفة الصحراء وغيرها من الأحداث، لكنه لا ينسى ولا يستطيع إلا أن يعود بذاكرته وأحلامه وتهويماته الشاردة، ووعيه ولا وعيه أيضًا إلى ذلك المكان الذي أحبه ولا يزال، إلى مصر، وإلى حياة المصريين، التي يذكرنا دوما أنهم يستحقون حياة أفضل من هذه التي يعيشونها، وزعماء أفضل أيضًا من هؤلاء الذين مروا عليها.. دكتور مدحت طه دائم الإحتجاب عن الواقع الثقافي في ظاهره كونه لا ينتمى إلى جماعة بعينها فجل اهتمامه هو للفن والإبداع والترجمة والكثير من المشاركات الايجابية الفاعلة في المنتديات الثقافية والفكرية من خلال أكثر من منصة وموقع عربي ومصري، “الدستور” التقت الكاتب والشاعر والمترجم الدكتور مدحت طه وكان هذا الحوار.
بعد ثلاثة عقود من الترجمة والشعر أين أنت من الواقع الثقافي والنقد في مصر؟
اعتقد أن ثلاثة عقود مدة مبالغ فيها بالنسبة لما صدر لي من إبداع أو ترجمات، لكن يمكنك القول أنني كنت – كما أفضل القول – مصابًا بداء الثقافة على مدى ما يقارب أربعة عقود؛ شغوف بالقراءة والإنصات، وكنت محظوظًا في علاقتي منذ فترة الدراسة الثانوية، بمجموعة من الطلاب في حي العباسية معنيين بالشأن الثقافي من أدب وفنون، كما ساهم أساتذة لي في تشكيل وعيي بالفن والأدب، ومن هنا كانت علاقتي بالكتابة، وفي الجامعة شاركت في مهرجان الجامعة بلوحة تشكيلية فازت بالمركز الثاني، لكن الشعربدأ معي منذ الدراسة الثانوية، وإن كانت البدايات ليست شعرا بقدر ما كانت مجموعة من التأملات والخواطر. ويضيف الكاتب والمترجم دكتور مدحت طه حسن، لكن الترجمة بدأت مع حبي للغة وبراعتي فيها، وأول عمل ترجمته، كان بطلب من أخي رحمه الله، إذ أعطاني قصيدة للشاعر الانجايزي كبلنج وهي قصيدة If، وقمت بترجمتها، وبدأ اهتمامي بعدها بقراءة الشعر الانجليزي، وساهمت ترجمات فؤاد زكريا وعبد الغفار مكاوي وجورج طرابيشي وغيرهم في زيادة اهتمامي بالترجمة كبوابةهامة للتواصل الانساني، وتلاقح الأفكار، وتبادل الخبرات، والتعرف على ثقافة الآخر والاستفادة منها.
ماذا عن الشعر؟
صدر لي في الشعر ديوانان الأول في 2007، "السكون والصدى" والثاني في 2018، "أسئلة تراود الغفلة"، وكما ترى كانت بداية النشر متأخرة، كما صدرت لي رواية "السير على الأطراف" في 2015، ويضيف المبدع مدحت طه، إجمالاً لا يمكنك القول أن لي مكانة خاصة في الشعر حتى الآن، لكني أظن أن لدي ما أقوله، ولا أعرف طريقًا أفضل من الشعر للتعبير عنه، كتبت مقالة هنا ونقد هناك عن أعمالي هذه لكني لست معنيًا إلا بالتلقي وقاريء قد يجد في كتابتي ما يمس عقله ووجدانه، وإن كنت بالطبع شاكرًا لما كتب من نقد كان في مجمله إيجابيًا.
تخرجت في كلية الطب وتمارس المهنة كطبيب عظام ولك الكثير من التفرد في هذا المجال فكيف كان تأثير هذا المسار على كتاباتك؟
لطالما سئلت هذا السؤال وتظل إجابتي عليه، أن مهنة الطب تتعامل بشكل مباشر مع الألم وهي لحظة الضعف الإنساني، لك أن تتصور معنى أن يأتي إليك المريض، ويبوح بمرضه وعلته، ثم يسلِّم لك إرادته طوعًا، وينفذ تعليماتك المهنية، واثقاً أنك تعرف ما هو الأفضل له، الاحتكاك بالبشر والتعامل مع لحظة الضعف تلك بوابة لمعرفة الألم الإنساني، وإدراك عبثية الحياة والأقدار، وبحكم القراءة والإنصات لحكايات البشر، ومن قبلها حكايات جدتي لأبي، زاد شغفي بمآسي البشر، وحيرتهم أمام ألاعيب الحياة ومطبات العلاقات الإنسانية، ولم انشغل يوما بقصص الأبطال والانتصارات، بل شغلتني دائمًا لحظات الانكسار، والهزائم، والأهم حيرة الإنسان أمام السؤال الوجودي الأزلي؛ عن الموت.
أيهما استفاد من الآخر مسار الطب أم مسار الإبداع والترجمة؟
للمهنة تقاليدها ومتطلباتها، والطب تحديدًا له التزامات وقواعد لا يجب تجاوزها أو الخروج عنها؛ أما الإبداع والترجمة، وهي عمل إبداعي على نحو خاص في رأيي، فهي مساحة الحرية التي أحظى بها، وتتيح لي القدرة على إعادة هندسة الروح، وترتيب موقعي المتواضع في عالم يبتلع الأفراد كما يبتلع الثقب الأسود كل ما يقترب من مداره، ويشعر فيه المرء بالضآلة وكثير من العجز، لكنني حين أكتب أجد متعتي في الكشف والبوح، وأجد فرصتي الوحيدة في تحديد مربعي الخاص أو بؤرتي الذاتية التي لا يشاركني فيها أحد.
في مسارك الشعري هناك الكثير من التردي بين الوجود والعدم والتأرجحات بين العتمة والنور فكيف ترى مستقبل الشعر في ظل الانتكسات الإنسانية التي تجتاح العالم في العقد الأخير؟
لطالما كان العالم في حالة أقرب للانتكاس منها للانتصار والنهوض، ولطالما كان الظلم عنوانا للتاريخ الإنساني، فكما يقال لا عدالة على الأرض، والحياة ليست عادلة، لأنها نتاج صراع أبدي من أجل معاني الحرية ضد العبودية، والمساواة ضد التمييز والإقصاء، والحق ضد الباطل، والجمال في موجهة القبح، لكننا في العقد أو العقدين الأخيرين، منذ بداية الألفية الثالثة، ونحن البشر في مواجهة مع جنون العالم، الكل الآن يعاني من تغول الرأسمالية العالمية، والرغبة المحمومة للسيطرة على الملايين، واستنزاف موارد الشعوب والأفراد، بات علينا أن نعيد النظر في كل المسلمات ونعيد تعريف المصطلحات والمفاهيم، والأهم أن نقاتل لكي يكون لكل منا كوخ آمن، ومعنى أو قيمة يستنبطها لنفسه تجعل لحياته معنى، وتمنحه قبلة الحياة.
وفي ظل كل هذا الجنون، يأتي الشعر بشعلة نور ربما، أو طوق نجاة ربما من هذه الحالة شديدة التشظي والانقسام، ربما كان حتى قادرًا على استكشاف الأرض التي تصلح لحياة البشر، بعيدًا عن مناطق النزاع والحروب والصراعات التي لاتنتهي، مهما كان هذا الكوخ الافتراضي فقيرًا، ومهما كانت ضآلة البقعة التي تتاح له، ولو حتى من وحي الخيال.
وهل بعد كل هذه المطاحنات في آليات الفتك بالإنسان والحضارة الإنسانية يصبح الشعر والفنون مجرد أوهام أم هي نوافذ للخلاص والسلوى؟
كما قلت لك عن عالمنا المجنون، الذي تغولت فيه الأطماع البشرية، وتصاعدت حمى السيطرة على المقدرات والموارد الطبيعية، وآلة الفتك بالإنسان لم تتوقف يومًا، فالتاريخ الإنساني يكاد يكون تاريخًا للحروب والصراعات، لا يعم السلام فيه إلا في أوقات نادرة لا تتجاوز بضعة العقود، إذا استثنينا الحضارات القديمة التي قامت على ضفاف الأنهار الكبرى في الصين والهند ومصر القديمة وبلاد ما بين النهرين وسواهم، وأنا أظن أنه منذ اكتشاف القنبلة الذرية، وتصاعد قدرة البشر على القتل؛ سواء كان القتل على الهوية أو الجنس أو العرق، وتطور آليات التدمير، سواء بشكل مباشر بالصواريخ والطائرات والمدافع، أو بشكل غير مباشر من خلال تكنولوجيات أسهمت في تهميش الإنسان، وقللت من حاجته للتواصل الإنساني الطبيعي، فبات وحيدًا، منغلقًا على ذاته، وفقد هويته في متاهة الهويات المتصارعة، ولم يعد لديه فطرة يرتكن إليها، ولا قيمة يتفق عليها، صار حلم الإنسان المعاصر النجاة فقط من طوفان الصراع اجتماعيًا أو اقتصاديًا أو عقائديًا.
هنا تأتي الفنون والأداب لخلق عالم مواز يمكن للإنسان فيه السيطرة على مقدراته، وأن يجد ملاذا ولو مؤقتًا من الشعور بالعجز وفقد الهوية، وربما في حالات الإبداع الكبرى يستطيع الفن والأدب أن ينقذ الإنسان من ذاته اللوامة والأمارة بالسوء، فيجد في ذاته القيمة والمعنى، ويستطيع فك طلاسم علاقته بالكون والأشياء، فيكتفي بذاته لذاته، ويدرك مغزى علاقته بالآخر وأهميتها له في ذات الوقت، قد يكون هذا خيالاً أو حرثًا في البحر في رأي البعض، لكنني أؤمن به، وأرى أننا بدونه لن نعرف للوجود معنى، ولن نرى جمالاً في هذا العالم البائس.
لماذا أنت بعيد كل البعد عن لملمة حصاد ما تكتب، فلا يتوقف دور المبدع عند الانتهاء من نصه أم هناك عوامل أخرى يسعى المترجم أو الشاعر مدحت طه للوصول إليها؟
الترجمة عمل يقوم عليه في الغالب أشخاص يكرسون معرفتهم باللغة وبالثقافات الأخرى لفتح آفاق جديدة للقارئ باللغة المترجم إليها، وبالنسبة لي اخترت أكثر من 80% من النصوص التي قمت بترجمتها، سواء لأهمية الطرح الذي تقدمه أو لإعجاب شخصي بإبداع كاتب يعبر عن رؤى تتوافق وذائقتي وفهمي للعالم، وعلى كل حال لم أترجم الكثير لكني مقتنع بأهمية ما قمت بترجمته، وأتمنى أن أكون ساهمت بقدر ولوضئيل في توسيع أفق القارئ عموما، وأن نكون التقينا في نقطة تواصل واتفاق حول ما يهم كلينا.
ماذا عن مفهومك لـ “حصاد الرحلة”؟
أما مسألة لملمة االحصاد، فأنا أردد دائمًا أنني عابر سبيل على الوسط الثقافي وعالم الكتابة؛ نعم لدي نصوص جاهزة للنشر، لكني لا أشعر برغبة في التسابق والتسارع لوصولها للنشر، لأنني لا أرغب في مزاحمة أحد أو التفوق على أحد، ولا شك أن هناك زخم هائل من الكتابة الأدبية، لكنني لا أرى نفسي طرفًا في هذه الحالة، ولا تنسى أن صناعة النشر تمر بأزمة كبيرة نظرًا للارتفاع الجنوني في أسعار الورق وتكلفة الطباعة، على أي حال لدي رواية أخرى ومجموعة شعرية أتمنى أن تجد طريقها للنشر قريبا.
عن المشهد النقدي المصري والعربي كيف ترى تجليات هذا النقد بناء على التعامل مع نصوصك؟
كان الله في عون النقاد أمام هذا السيل المتواصل من الكتابة، ولا شك أن هناك أزمة في النقد بين المفاهيم الأكاديمية والنظريات النقدية المختلفة وبين الذائقة الخاصة بكل ناقد، وطبيعة النقد الانطباعي عن الأعمال الأدبية بشكل عام، ناهيك عن الشللية وميلشيات الترويج والتهليل لهذا أو ذاك من الكتاب، ما نتج عنه حالة من الفوضى النقدية، ولكن هذا لا ينفي أن هناك اعمال أدبية عالية الجودة وأصيلة في محتواها وما تقدمه من رؤى وأفكار، وبالنسبة لي كتبت د فاتن حسين عن ديواني الأول، وكتب الدكتور شاكر عبد الحميد رحمه الله عن روايتي، وناقشها وقدم لها المرحوم الأب والصديق الدكتور عبد المنعم تليمة، كما نوقش ديواني الثاني في المركز الدولي للكتاب والبرنامج الثقافي بالإذاعة، واحتفى به الناقد الصديق الدكتور صلاح السروي، وكتب بهيج إسماعيل عن روايتي كتابة أعتز بها، وبشكل عام تلقيت ردود فعل وصدى لدى القراء كانت مصدرًا لسعادتي، حتى أعمالي المترجمة قوبلت بترحاب لا بأس به من القراء وهذا يكفيني.
هل هناك ما يسمى بنظرية نقد عربية وهل لها وجود في الواقع؟
لست متابعًا بما يكفي للمشهد النقدي، لكن لا شك أننا نفتقد للناقد الموضوعي، الذي يستطيع تنحية ذائقته الخاصة لاكتشاف مواطن الإبداع الخاصة بكل كاتب صاحب موهبة، لكن لدينا نقاد يجتهدون في ملاحقة النصوص، ويفرحون بالإبداع الحقيقي ويحتفون به، أما النظرية النقدية فهي عنوان كبير، يحتاج درجة كبيرة من الاستيعاب للنظريات النقدية المختلفة، وتأسيسًا نظريًا متماسكا لمنظور جديد في تناول النصوص، هناك بالطبع محاولات، لكني لا أظن أنها وصلت لوضع نظرية نقدية أصيلة خاصة بالأدب العربي، تمثل مدرسة يمكن اتباعها بقدر معقول من اليقين بقدرتها على استكشاف وفحص وتحليل النص، بما يتيح فهما أبسط وأعمق للنصوص الإبداعية.
فيما يخص علاقة مدحت طه بشهر رمضان، هل هناك طقوس تخص هذا الشهر مع الكاتب مدحت طه؟
شهر رمضان بالنسبة لي شهر الهدنة، من حروب اللغو والصراعات، فأنا أجد فيه راحة نفسية وطاقة روحية تكفيني، وفي الأغلب لا تكون فيه كتابة لكن استغله في القراءة، والالتقاء بالأهل والأصدقاء قدر المستطاع، ومشاهدة بعض الأعمال التلفزيونية، وبالطبع الصلاة وقراءة القرآن.
عن مسألة الجوائز التي كثرت مصريًا وعربيًا، أين أنت منها بعد عقود من الشعر والترجمة والنشاط الثقافي؟
صحيح كثرت الجوائز وزاد الإقبال على الكتابة ومحاولة التعبير عن الذات، ونشطت جماعات على السوشيال ميديا تحاول فرض أعمال بعينها؛ لكن لا شك أن الجائزة تمثل معنى الاعتراف بالقيمة، وحافزًا مهما للاستمرار في الكتابة إيمانًا بالقيمة، والجوائز تمنح في الأغلب لأعمال لها قيمتها سواء في الأفكار التي تطرحها أو أساليب الكتابة والبراعة في اللغة، جربت مرة واحدة الدخول في هذه المنافسة بخصوص روايتي؛ لكن لا أظن أنني سأكرر هذه التجربة بشكل شخصي، لأن المسألة لم تعد بالنسبة لي أكثر من محاولة إنقاذ ذاتي من عبثية المشهد من جانب، ومحاولة ترك أثر ما يرسخ لقيمة ما، بالإضافة لمتعة الكتابة ذاتها، وهذا يكفي.
جالست وعرفت الكثير من الكتاب والمثقفين، تحديدًا في أتيلييه القاهرة، كيف أثرت هذه الخارطة وهذا المكان في تكوينك المعرفي، وما الذي تتذكره من هذه العلاقات؟
للأتيلييه مكانة خاصة، فمن منتصف الثمانينيات وأنا أرى وأجالس واستمع وأتكلم وأتعايش بدرجة كبيرة مع قامات كبيرة في الفن والأدب، وكان للمكان هيبته وحيويته الخاصة به، هناك قابلت مع حفظ الألقاب إبراهيم فتحي، وعز الدين إسماعيل، وعبد المنعم تليمة ويوسف إدريس ولويس عوض وسليمان فياض وعفيفي مطر ومحمد مستجاب ويوسف أبو رية وأنور كامل وعبد الحكيم قاسم وبشير السباعي، والقائمة تطول، كما اقتربت من الكثير من الفنانين التشكيليين أمثال راتب صديق وحامد ندا وحسن سليمان ورضا عبد السلام وصبحي جرجس والوشاحي ومحمود بقشيش والسيد عبده سليم ومحمد عبلة وعادل السيوي وغيرهم كثيرين، والكثير جدًا من الأجيال الجديدة، وساهمت في التعريف بالكتاب الجدد في التسعينات وقدمت لكثير من الكتاب والمفكرين من خلال العمل في النشاط الأدبي وخاصة ندوة الثلاثاء. ويضيف الكاتب والشاعر والمترجم الكبير دكتور مدحت طه.
بالطبع أثرت علاقتي بهؤلاء في تكويني الثقافي والمعرفي بجانب القراءة، وتعلمت من الكبار قيمة الاحتفاء بالنص الجيد والعمل الفني الجيد، وحسن الإنصات والاستماع، وعدم التعالي على أي مبدع شاب، بل احتوائه ومساعدته على تحسين أدواته، وأتمنى أن تعود للأتيليه مكانته وأن يبقى منارة للفكر والأدب والفن كجمعية أهلية تضم المبدعين في كيان يعرف قيمة الحرية والاستقلالية في الإبداع.