وزير الخارجية التركى فى مصر.. ما مستقبل التعاون بين القاهرة وأنقرة؟
تمثل زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، لمصر حلقة في سلسلة المباحثات الثنائية بين البلدين، لعودة العلاقات بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون، وتصفية الخلافات، في وقت تشهد منطقة الشرق الأوسط تنقية العلاقات بين القوى الإقليمية، وآخرها الاتفاق السعودي الإيراني.
وبدأت جلسة مباحثات موسعة، اليوم، بين وزير الخارجية سامح شكري، ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، ووفدي البلدين.
وقال السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن المباحثات تتناول مختلف أوجه العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
تقدم ملحوظ
وقال الدكتور سامح الجارحي، الأستاذ بجامعة القاهرة والمتخصص فى الشأن التركي، إن العلاقات المصرية التركية في الفترة الأخيرة شهدت تقدمًا ملحوظًا على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي بين البلدين، وذلك بعد لقاء الرئيس السيسي بالرئيس التركي برعاية أمير قطر في افتتاح مونديال قطر ٢٠٢٢، بالإضافة إلى تحريك المياه الراكدة بين البلدين، وذلك بعد إسراع وهرولة مصر لنجدة ضحايا ومصابي الزلزال العاصف الذي ضرب جنوب تركيا، وإرسال مساعدات متكررة للجانب التركي، وتضامن مصر مع تركيا في مصابها.
وأضاف الجارحي في حديثه لـ"الدستور"، أن هذه الجهود عبر زيارة وزير الخارجية المصري إلى تركيا، وهذه الخطوات، تأتي في إطار المحاولات الجادة من الجانب التركي لتطبيع العلاقات مع مصر، وذلك بعد إغلاق عدد من الأبواق الإعلامية الإخوانية التي كانت تبث سمومها من الأراضي التركية.
وتابع بقوله: هناك عدد من الملفات العالقة بين البلدين، بالإضافة إلى تركيبة التحالفات المختلفة بين البلدين، خصوصًا مع اليونان وقبرص، وأعتقد أنه خلال العام الحالي سوف تتطور العلاقات بين البلدين، وهي سمة العلاقات الحالية في إقليم الشرق الأوسط، حيث باتت العلاقات والتحالفات بين دول المنطقة تقوم على البراجماتية وتبادل المصالح بدلًا من الخصومة.
تبادل السفراء
وتوقع الجارحي تبادل السفراء بين البلدين، بالإضافة إلى إعادة افتتاح السفارات مرة أخرى، لافتًا إلى أن هذا الأمر متوقف أيضًا على الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في تركيا، حيث ستتحدد وجهة العلاقات على الرغم من قيادة الأجهزة الاستخباراتية والسياسية للتطبيع في البلدين، ومن المرشح تطبيع العلاقات بين البلدين خلال العام الحالي بعد حل الملفات الخلافية.
واختتم الخبير في الشأن التركي تصريحاته بالقول: "تتمثل أوجه التعاون بين البلدين في عدد من الملفات المختلفة، على رأسها الملف الاقتصادي، وتحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، حيث ستشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين طفرة في هذا المجال، بالإضافة إلى تعاون على المستوى السياسي في عدد من الملفات، أبرزها التسويات السياسية في كل من سوريا وليبيا".