في يوم المرأة المصرية.. زينب محمد وظهور الطبقة الوسطى في رواياتها
في تقديمها لروايتها “أسرار وصيفة مصرية”، تصدر مؤلفة الرواية زينب محمد، نبذة تعريفية بالرواية، مشيرة إلى أنها: "سلسلة حوادث غريبة وأسرار مدهشة حصلت وقائعها بين جدران المنازل والقصور المسارح والمحافل والمنتزهات العمومية" بقلم الكاتبة والناثرة زينب محمد٬ وضعت في القالب الروائي وبتصحيح وتنقيح الكاتبين الشهيرين "محمد بك أحمد البهيدي٬ ومحمود أفندي كامل فريد" أعتني بطبعها ونشرها محمد مرسي حسين مدير مكاتب النشر والتأليف التجارية.
وفي شهر مارس، شهر المرأة، الذي يشهد اليوم العالمي للمرأة في الثامن منه، بينما تحتفل المرأة المصرية بيومها في السادس عشر من مارس، بالتزامن مع ذكري سقوط أول امرأة شهيدة في مظاهرات ثورة 1919.
وفي سلسلة “رائدات الرواية العربية”، التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، وتهتم بإحياء إبداعات الكاتبات العربيات الرائدات لهذا الفن، نلقي الضوء اليوم علي الكاتبة زينب محمد مؤلفة رواية “أسرار وصيفة مصرية”.
وفي مقدمة الدراسة التي قام بها الناقد الدكتور هيثم الحاج علي للرواية يذهب إلي أن الرواية :تقوم الحكاية علي السرد بضمير المتكلم٬ حيث يتحدث البطل /الشخصية المحورية عن نفسه بوصفه مركزًا للأحداث٬ والبطل هنا فتاة تعاني من نظام الزواج الفاسد٬ ولا تقف عند حد الرفض لكنها تتخذ موقفًا ثوريًا ــ غير معتاد في ذلك الوقت ــ لتعمل خادمة لدي سيدة مسنة وجدت لديها مجموعة من الرسائل التي تبادلها إبنها مع صديق له٬ لتعلم قصة انتحار هذا الفتى الذي كان ينتظره مستقبل مشرق نظرًا لتقوفه٬ فوقع في حب أخت صديقه اللعوب.
فتشعر بالشفقة عليها ويبدأ التقارب بينهما٬ ذلك الذي ينتهي بكشفها أسرار خطابات ابنها لها وقراءتها.
وهذا التركيب الذي يبدو كل عنصر منه سائرا في اتجاه خاص وهو الاتجاه الذي يؤكد أن الكاتبة ــ زينب محمد ــ قد أرادت توصيل مجموعة من الرسائل الإجتماعية في الأساس٬ كما يؤكد أنها حاولت الجمع بين الشكل الفني المتخيل والشكل الموهم بالواقع مع التركيز علي تفصيلات كل منهما.
ظهور الطبقة الوسطي في السرد الروائي
ويلفت “الحاج علي” إلي: توضح لنا “أسرار وصيفة مصرية” للكاتبة زينب محمد، سمات واحدة من المراحل المهمة في تاريخ السرد العربي، تلك المرحلة التي بدأت الطبقة الوسطى المصرية في الظهور فيها والتعبير عن نفسها بوضوح وقوة، ولعل أبرز مظاهر هذا الوضوح يبدو في كون ثورة 1919 هي ثورة أفندية وهو الأمر الذي دعمته النهضة الطباعية والصحافية التي توجهت في ذلك الحين إلي أبناء هذه الطبقة علي وجه التحديد.
مثلما حدث إبان النهضة الصناعية في أوروبا وتكون الطبقة الوسطى هناك، وهو أمر يمكنه الانسحاب علي الآداب والفنون لكي تعبر في مجملها عن آراء وآمال هذه الطبقة على وجه التحديد، فتكون محافظة على قيم الطبقة الوسطى وداعية إليها، بما يحول المبدع في كثير من الأحيان إلى الاهتمام بالإرشاد القيمي والاجتماعي.