سامى هلال: عليكم بتحصيل العلم من مصادره الفكرية السليمة
عقدت بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، محاضرة ألقاها أ.د سامي هلال - العميد الأسبق لكلية القرآن الكريم؛ لمتدربي ليبيا، تحت عنوان (المنهج الأزهري).
وتهدف المحاضرة إلى توسيع إدراك وترسيخ مبادئ المنهج الأزهري لدى المتدربين، أوضح د. سامي، مبادئ هذا المنهج وأهدافه التي تعتمد على الوسطية والاعتدال في فهم النصوص الشرعية من القرآن والسنة.
قال: إن أول ما نزل من القرآن الكريم الآية الكريمة: "اقرأ باسم ربك الذي خلق" لتحثنا على ضرورة التعليم واكتساب العلم والمعرفة المتعددة من علمائها العدول، بالإضافة للتأمل وإعمال العقل، لذلك يتضح لنا قاعدة أساسية في هذا المنهج السمح هو التفكير قبل التلقين.
كما أوضح أنه لا يمكن لأحد أن يتصدى إلى الدعوة قبل أن يتمكن من تعلم العلوم الشرعية، فكلمة "اقرأ" لها دلالة على التعلم أولا قبل التصدي للعمل بالدعوة.
وأوضح أن الحكمة من قوله تعالى "خلق" هي أن القادر على أن يخلق من عدم، قادر على أن يُعلم، فهذه دلالة على شريطة الجد والاجتهاد في تحصيل العلم.
مصدر المنهج السليم
وفي سياق أخر، قال الدكتور مصطفى أبو عمارة - أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة: إن مصدر المنهج السليم لفهم النص النبوي الشريف يؤخذ من الأئمة العظماء وكتب شرح صحيح البخاري، وما ضل قوم إلا بسبب التشكيك في ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وانحرافهم عن اتباع السلف الصالح، إما بالغلو في الدين أو الانفلات عنه.
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان: (الحفاظ على السنة من الفكر المتطرف) لأئمة ليبيا في دورتهم التدريبية الثامنة عشر، التي عقدتها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر؛ لتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة وتعليمهم كيفية مواجهة المتطرفين بالفكر السليم والعلم من منابعه الصحيحة.
أضاف الدكتور أبو عمارة، أن الذي يدرس العلوم الشرعية دراسة صحيحة يعرف كيفية الرد على المتطرفين الجاهلين بأحكام الدين الذين يؤولون النص القرآني أو النبوي ويخرجون به عن سياقه الصحيح.
كما أشار إلى أهمية فهم اللغة العربية، ومراعاة المشترك اللفظي والمعنوي في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
كما حذر الأئمة من الانسياق وراء أفكار المتطرفين، مؤكدا أهمية تمسكهم بالمنهج الأزهري الوسطي المعتدل.
في نهاية المحاضرة وجه د. مصطفى أبو عمارة نصيحته لوعاظ ليبيا، بأن يتحملوا أمانة تبليغ العلم كما وصل إلينا من العلماء العدول دون تحريف أو نقصان؛ لينشروا العلم بين الناس؛ فهم سفراء بلادهم الذين ينتظرون منهم المعلومات الصحيحة لتصحيح الأفكار المتطرفة التي وصلت إلى بلادهم.