اليوم.. افتتاح معرض «مقام» للفنان التشكيلي طه القرني
يفتتح اليوم، بجاليري آزاد بالزمالك، المعرض التشكيلي الجديد للفنان البارز طه القرني، والذي يستمر حتى الخميس الموافق 30 من الشهر الجاري.
يضم المعرض 50 عملًا، ويمثل تجربة جديدة ليس لها سبق في الحركة التشكيلية باعتماده على رؤية مختلفة للتصوير، وبالربط بين خامات مختلفة تملك الأصالة مثل الجوبلان والخيامية والحرير.
- استلهام الروح الشعبية
في هذا المعرض يستمر طه القرني في استلهام الروح الشعبية بتقديمه مجموعة متنوعة من أعمال التصوير التي تحمل بصمته الخاصة في الرسم، وتؤكد أسلوبه الأكثر ميلاً إلى الهدوء والاختزال خلال السنوات الأخيرة.
يفرد الفنان مساحة للوحات الجوبلان والخيامية، وهما وسيطين تراثيين تقليديين مختلفين، يتعامل معهما الفنان لأول مرة، بما يتوافق مع مسار تجربته الإبداعية المُنقبة عن جواهر الموروث الشعبي، فقد اعتدنا أن يكونا إما حاملين لمحتوى بصري لا يتمتع غالباً بالأصالة، أو محتوى مُغرق في التبسيط وبأسلوب زخرفي أو فطري.
يتعامل "القرني" مع لوحات الجوبلان والخيامية بجدية تامة، ففي هذه الأعمال تتحول لوحات الجوبلان والخيامية من وسيط هامشي إلى مساحات إبداعية تتمتع بطبيعة خاصة، و يقتنص الفنان هذين الوسيطين من إطار التوظيف النمطي إلى براح الابتكار فيحولهما إلى مساحات زاخرة بالتجريب والإبداع.
- رؤية بصرية غير مألوفة
وجاء في تقديم المعرض، تتسم تجربة الفنان طه القرني بالمغامرة والتجريب، ففي سعيه لتجاوز الأطر قد يتعدى حدود المساحة المتداولة كما في جدارياته ذات المساحات الكبيرة والمتخمة بالحركة، أو يلجأ أحياناً إلى رؤية بصرية غير مألوفة كتوظيفه لمنظورعين الطائر مثلاً، أو قد يتبنى موضوعاً نادر التناول كما فعل في معرضه الأخير، والذي سلط خلاله الضوء على عدد من القضايا الإنسانية الملحة ملخصاً إياها في لوحة واحدة كبيرة لكنها تشي بالكثير وهي لوحة الجوع.
على الرغم من هذا التنوع والرغبة في تجاوز الأطر التقليدية على مستوى البناء التصويري أو الموضوعات، تظل الطبيعة الشعبية في أعمال الفنان طه القرني سمة مشتركة ومستمرة، وهي سمة تُميز تجربته الفنية منذ البداية. لوحات طه القرني تنتمي دائماً إلى الناس والشارع؛ هي لوحات تتلمس هذه الروح الشعبية المميزة وتؤطرها في معالجات بديعة ودالة.