جدل «قانون الهجرة».. أزمة «جاري لينيكر» تثير الشكوك حول ادعاءات حيادية «BBC»
كشفت الإذاعة الأمريكية "إن بي آر" (NBR) في تقرير موقعها الإلكتروني، أن هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” (BBC) باتت في مأزق كبير بعد أزمة المذيع الرياضي جاري لينيكر الذي تم وقفه عن العمل بسبب انتقاده لسياسات الحكومة البريطانية.
وقالت (NBR)، إن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اضطرت إلى إلغاء الكثير من برامجها الرياضية في عطلة نهاية الأسبوع، حيث سعت الشبكة لمنع تصاعد الأزمة بسبب وقفها جاري لينيكر عن العمل بسبب انتقاده عبر حسابه على تويتر سياسة اللجوء الجديدة للحكومة البريطانية.
أزمة لينيكر
وقالت “إن بي آر”، إنه مع تزايد عدد لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز ومقدمي برامج البي بي سي الذين يدعمون لينيكر، ورفضهم الظهور على “بي بي سي” يوم السبت، واجهت الإذاعة البريطانية مزاعم بالتحيز السياسي وقمع حرية التعبير، ومدح السياسيين المحافظين.
وقالت إن بي آر، إن لينيكر البالغ من العمر 62 عاما، كان اسما مألوفا في بريطانيا حتى قبل أن يصبح مذيع برنامج "مباراة اليوم" الرئيسي في 1999، على بي بي سي وكان أحد أكثر لاعبي كرة القدم الإنجليز شهرة، وكان هداف كأس العالم 1986 وأنهى مسيرته الدولية برصيد 48 هدفًا في 80 مباراة مع إنجلترا.
وبعد تقاعده أصبح لينيكر أحد أكثر الشخصيات الإعلامية نفوذاً في المملكة المتحدة والنجم الأفضل أجراً في بي بي سي، حيث كسب 1.35 مليون جنيه إسترليني (1.6 مليون دولار) العام الماضي.
ووفقا للاذاعة الأمريكية، لطالما أثار لينيكر، وهو مستخدم نشط لوسائل التواصل الاجتماعي ولديه 8.7 مليون متابع على تويتر، غضب السياسيين والناشطين من يمين الوسط بآرائه الليبرالية ، بما في ذلك انتقاد قرار بريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي.
وبدأ الجدل الأخير بتغريدة يوم الثلاثاء كتبها لينيكر على تويتر تصف خطة الحكومة لاحتجاز وترحيل المهاجرين الذين يصلون بالقوارب بأنها "سياسة قاسية تستهدف الأشخاص الأكثر ضعفًا بلغة لا تختلف عن التي استخدمتها ألمانيا النازية في الثلاثينيات".
ووصفت حكومة المحافظين بقيادة ريشي سوناك مقارنة لينكر بالنازية بأنها هجومية وغير مقبولة، وقال بعض المشرعين إنه يجب طرده.
أزمة جاري اختبار للقيم في بي بي سي
ومن جانبه قال الكاتب الإنجليزي "ديفيد سيليتو “ في مقال له عبر "بي بي سي”، أن ازمة جاري تعتبر اختبار للقيم الأساسية لبي بي سي القائمة على الحرية، مشيرا إلى أن أزمة جاري، أثارت جدلا حول مدى حيادية ومصداقية بي بي سي والانحيار لليمين أو اليسار.
وقال الكاتب الإنجليزي، إن وقف البرامج الرياضية بسبب دعم مقدميها لجاري، سوف تثير غضب المشتركين من الجمهور في هذه البرامج والذين لا يهتمون سوى بمشاهدة برامجهم المفضلة.
ومن جانبه قال “جريج دايك” المدير العام السابق، الذي غادر البي بي سي بسبب صدام مع حكومة حزب العمال في عام 2004، إن قرار سحب جاري لينيكر من مباراة اليوم يبدو وكأن بي بي سي شركة تخضع لضغوط سياسية من حكومة حزب المحافظين.