في كتابها الجديد.. الكاتبة أنجيلا سايني تتساءل «كيف جاء الرجال إلى الحُكم؟»
في كتابها الجديد "النظم الأبوية.. كيف جاء الرجال إلى الحُكم؟"، تجادل الكاتبة والصحافية البريطانية أنجيلا سايني بأن البطريركية ليست طبيعية ولا حتمية، وأن المجتمعات الأكثر مساواة ممكنة.
ترى سايني أن المجتمعات الأكثر تطبيقًا للمساواة من الممكن أن توجد، وفي سبيل ذلك، فإنها تقدم اطلاعًا على ثقافات أخرى لا تتبع النظام الأبوي، مشيرة إلى أن رؤية الأشياء من وجهات نظر ثقافية أخرى تكشف الطريقة التي نعيش بها في ضوء مختلف تمامًا.
انتشار النُظم الأبوية
وتشير الكاتبة إلى أن النظم الأبوية انتشرت عبر وسائل مختلفة بما في ذلك الهيمنة والاستعمار، وعلى مدى آلاف السنين. ربما كان هذان العاملان الأكبر وراء تأسيس النظام الأبوي في جميع أنحاء العالم.
وتستطرد: «من المهم أن تتذكر أنه لمجرد أن شيئًا ما شائع لا يعني بالضرورة أنه طبيعي، فتم تصدير هذه الأفكار وهذه الأنظمة لأنها خدمت من هم في السلطة، فضلًا عن أن الأبوية ليست عالمية، فهناك العديد من المجتمعات الأمومية في جميع أنحاء العالم لكننا إما نتغاضى عنها أو نعاملها على أنها منحرفة».
توضح الكاتبة، في حوار لها مع صحيفة “الجارديان"، أن النظم الأبوية تعمل بجد في جميع أنحاء العالم وإن كان من الصعب تحديد ماهيتها؛ إذ يمكننا أن نرى استعداد المتظاهرين المناهضين للإجهاض للتقدم في مسيرة إلى المحكمة العليا في واشنطن، وتورط قوات شرطة العاصمة في المزيد من الاتهامات بالاغتصاب، واستقالة جاسيندا أرديرن من منصب رئيسة وزراء نيوزيلندا بعد سنوات من إساءة معاملة النساء، وتنفيذ إيران أحكام إعدام المتظاهرين بعد وفاة مهسا أميني في الحجز، فكل تلك الأحداث تمثل نماذج لعمل النظام الأبوي.
المجتمعات الأمومية
تقول سايني: «البطريركية واحدة من الكلمات التي فقدت بعض من معناها من خلال الإفراط في الاستخدام، فنادرًا ما نبحث عما تعنيه حقًا، وهذا جزء مما كنت أحاول فعله في كتابي الذي يأتي عنوانه الفرعي: كيف جاء الرجال إلى الحكم؟،هو سؤال بسيط بإجابة معقدة تتلخص في: بطرق مختلفة، في أماكن مختلفة، ولكن ليس في كل مكان، وليس دائمًا وليس بالضرورة».
يوضح الكتاب أن المجتمعات الأمومية جزء كبير جدًا من نسيج التاريخ البشري والمجتمع، وهي مجتمعات تم فيها إلغاء قوانين الطبيعة بطريقة ما، وهو ما يستدعي السؤال عن أسباب انتشار النظام الأبوي في المقابل على نطاق واسع.
تقدم سايني في كتابها نتائج أبحاثها وزياراتها لأماكن مختلفة من العالم، مثل مجتمع خاسي في ميغالايا بشمال شرق الهند، كما التقت بنساء في ألمانيا والمجر وجمهورية التشيك، فوجدت مجتمعات قديمة تناقض الأفكار الثنائية الحديثة للجنس.
تقول الكاتبة، إن النظام الأبوي ليس شيئًا فعله الرجال بالنساء في مرحلة ما من التاريخ، ولكنه نظام هش نشارك جميعًا في إدامته كل يوم عبر الطرق العادية التي تظل بها هذه الأنظمة على قيد الحياة.
وتتابع، إن إنشاء مجتمع متساوٍ تمامًا بشكل جذري يعني إعادة التفكير في كل شيء مثل الزواج ورعاية الأطفال وكيف نبني المجتمعات والعمل، وغير ذلك، وهو ما قد يعني تحدي الطبقة والرأسمالية والملكيات، فنحن لسنا مجرد مخلوقات نريد أن نعيش على قدم المساواة، نحن أيضًا مخلوقات تهتم بالثقافات التي نعيش فيها، وتحدي الثقافة أمر صعب جدًا.