الصحة العالمية: وضعنا خمسة أهداف لمواجهة الأوبئة فى المستقبل
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، "أن وباء كوفيد-19 كشف للمجتمع الدولي أننا لسنا علي المسار لتحقيق أجندة التنمية المستدامة التي تعد مهمة جدًا، ما يتطلب التعاون ودعم عمل منظمة الصحة العالمية التي وضعت خمسة أهداف في الفترة ما بعد كوفيد -19 وهي الدعم والإتاحة والحماية والتمكين والعمل بهدف مواجهة أي وباء في المستقبل".
جاء ذلك في كلمة مسجلة في الجلسة الخاصة حول بناء نظام صحة عالمي للنسخة العاشرة لمنتدى باكو الدولي الذي يعقد تحت عنوان "عالم اليوم.. التحديات والآمال"، الذي يعقد خلال الفترة من 9 إلى 12 مارس الجاري.
وأضاف أن المنظمة تسعي إلي دعم الجهود في مجال الصحة من خلال التشخيص المبكر للأمراض ومواجهة التحديات فيما يخص المياه والبيئة الملوثة وغيرها التي تواجه المجتمعات بينما الإتاحة ترتكز علي توفير نظم الصحة في الدول وتغطية صحية عالمية وتوفير خدمات الرعاية الصحية للجميع، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون علي المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية فيما يتعلق بمواجهة الأوبئة في العالم.
وأفاد بأن منظمة الصحة العالمية تسعي إلي التوصل إلي دعم حوكمة الصحة وتوفير التمويل ووضع نظم صحية والأليات في جميع دول العالم وكذلك دعم التمكين في مجال الابتكار والأبحاث والتكنولوجيا الرقمية وتوفير المعلومات عن كل الأمراض من أجل مساعدة الدول علي تنفيذ الأولويات الوطنية في مجال الصحة، مشيرًا إلي أن المنظمة ستحتفل العام المقبل بذكري 75 علي تأسيسها ونؤكد أن الصحة لم تعد رفاهية ولكن مطلب للجميع.
ومن جهتها، أكدت وكيل الأمين العام والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية ويني بيانيما، أن 72% من المواطنين في الدول الغنية حصلوا علي الأمصال لمواجهة كوفيد -19، بينما لم يحصل إلا 26% من المواطنين في الدول النامية إلا على جرعة واحدة للمصل.
وأضافت أن 1.3 مليون شخص لقوا حتفهم في العام الأول من تفشي كوفيد 19 بسبب عدم حصولهم علي المصل، مشيرة إلى شركة فايزر حققت أرباحًا هائلة من بيع الأمصال للدول الغنية التي بلغت 37,8 مليار دولار عام 2022، مؤكدة ضرورة على اعتبار أن الأمصال ليست سلعة عامة عالمية للبيع.
وأكدت أهمية أن يلعب قادة دول العالم دورًا في دعم الصحة العامة في جميع الدول خاصة أن الأمم المتحدة دخلت في مفاوضات بهدف منع ومواجهة عند تفشي الأوبئة في المستقبل مطالبة بضرورة تعديل القواعد التنظيمية وسد الفجوات والسماح بتقاسم قواعد البيانات وحقوق الملكية الفكرية من خلال التعاون بين دول الشمال والجنوب.
ونوهت إلى أن منظمة الصحة العالمية ستجري مشاورات في يونيو عام 2024 حول الاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ والتصدي الأوبئة في المستقبل من أجل التوصل إلى موافقة الدول على تقاسم حقوق الملكية الفكرية والأدوية.
وبدورها، قالت نجاة مختار، نائب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن عمل الوكالة لا يركز فقط علي الملفات النووية في دول مثل إيران وكوريا الشمالية ولكن يركز أيضًا على دعم النظم الصحية من خلال توفير التكنولوجيا والعلوم لمواجهة كوفيد -19، موضحة أن الوكالة تقدم المساعدات فيما يتعلق بالأمراض غير المعدية مثل السرطان في ضوء ضعف التمويل الذي يقدر بنحو 2% من إجمالي التمويل المقدم عالميًا.
وأضافت أن نحو 50% من المصابين بمرض السرطان لا يقدرون علي الحصول علي العلاج الكيمياوي في الدول النامية خاصة في إفريقيا، مشددة علي ضرورة تقديم المساعدة للتشخيص المبكر وإتاحة العلاج ومساعدة الدول الإفريقية على إقامة البنية التحتية في مجال الصحة وتوفير التدريب وأطقم التمريض والمتخصصين في علاج الأمراض.
وقالت إن الوكالة بدأت في تنفيذ خطة لدعم ست دول إفريقية العام الماضي لإقامة البنية التحتية اللازمة وأن الوكالة بالتعاون مع منظمة الفاو تسعى إلى تنفيذ خطة لدعم المعامل البيطرية في جميع دول العالم لأن وباء كورونا انتقل من الحيوان إلى الإنسان ولهذا من المهم تعزيز دور المعامل البيطرية لمراقبة الوضع على الأرض.
وطالبت بالمجتمع الدولي بتقديم الأدوات والآليات ونقل التكنولوجيا للدول متوسطة الدخل والفقيرة، فضلًا عن دعم التعاون في مجال الأبحاث بين دول الشمال والجنوب خاصة للدول الإفريقية التي تعاني من نقص في قواعد البيانات والمعلومات.