قصة الجنرال الذهبى الفريق عبد المنعم رياض الذى استشهد فى الخطوط الأمامية للجبهة
الجنرال الذهبي عبد المنعم رياض الذي استشهد في الخطوط الأمامية للجبهة في مثل هذا اليوم من العام 1969، وهو اليوم الذي اعتمدته مصر يومًا للشهيد والاحتفال بشهداء مصر في التاسع من مارس من كل عام.
لم تكد تمر أسابيع علي هزيمة 67 حتى بدأت حرب الاستنزاف، ليأخذ الرجال بالثأر لرفاق السلاح الذين فُقدوا غدرًا، وإنقاذاً لسمعتهم العكسرية، بل بسمعة وشرف مصر كلها.
وكانت أولى انتصارات حرب الاستنزاف في معركة "رأس العش"، والتي لم تفصلها عن وقائع 6 يونيو إلا أيام، ففي الأول من يوليو اللاحق، كانت القوات المصرية تلحق الهزيمة بقوات العدو الإسرائيلي في معركة رأس العش.
لم تبدأ بطولة عبد المنعم رياض العسكرية في لحظة تقدمه إلى الخطوط الأمامية للجبهة، في الثامن من مارس عام 1969 ليتفقد جنوده وضباطه، بل بدأت منذ اللحظات الأولى لالتحاقه بالكلية العسكرية حتى تخرجه فيها في العام 1938، مرورًا بكل المواقع التي خدم بها أو تولي قيادتها حتي لحظة استشهاده، على الخطوط الأمامية للجبهه بين جنوده ورفاق السلاح.
كان الفريق الذهبي عبد المنعم رياض، مع عسكريته الشجاعة مثالًا رائعًا للتواضع والبساطة، فلم يجذبه بريق الحياة المادية ومغريات المناصب- بحسب ما يصفه الكاتب "عبد الله بلال" في كتابه "الشهيد عبد المنعم رياض"، بل ظل حتي يوم استشهاده معتزًا بالإقامة في شقته المتواضعة بالمنزل رقم "6" بشارع زفتى حي مصر الجديدة، ولقد وهب عبد المنعم رياض حياته للعسكرية حتى إنه نسى حقه الإنساني في الزواج وتكوين أسرة.
تقديرًا لكفاءته تم تعيين عبد المنعم رياض رئيسًا لأركان حرب القيادة العربية الموحدة التي تشكلت بمقتضى قرار القمة العربية الأول، والتي عقدت في القاهرة 13 يناير 1964، وبحكم هذا الموقع قام بزيارة عملية ميدانية إلى دول المواجهة في الجبهة الشرقية، ووضع الخطط والبرامج وتقديم المقترحات بالخصوص، والتي أقرها المؤتمر الثاني للقمة العربية والذي عقد في الإسكندرية عام 1964.
ويلفت "بلال" إلي أن قراءة فكر عبد المنعم رياض تعكس قناعاته التي حددها بقوله: "بالحسابات نجد أن العسكرية الإسرائيلية تستمد مواردها من العالم الصهيوني الخارجي، العسكرية الإسرائيلية هي قوة مستوردة للعدوان على العالم العربي".
ويضيف "رياض": والمنطق الطبيعي والحتمي لمواجهة العسكرية الإسرائيلية هو دعم طاقات الدول العربية المحيطة بإسرائيل.
ويعقب "عبد الله بلال": وفي تحليل عبد المنعم رياض للواقع العربي رأيه القائل: "لا بد من الصداقة السياسية تربط بين الدول العربية كلها، أن تدعم الدول العربية القادرة اقتصاديا، الدول التي لم تستكمل بعد استعداداتها العسكرية خصوصًا دول المواجهة.
هذه الرؤية تؤكد عمق رؤية عبد المنعم رياض للصراع العربي- الصهيوني، وقومية المعركة المصيرية في ردع مخطط المطامع الصهيونية، باعتباره قضية وجود ومصير.