في ذكرى وفاته الـ52 أحد أقارب البابا كيرلس السادس يكشف جوانب من حياته
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، الخميس 9 مارس 2023، بتذكار رحيل البابا كيرلس السادس بابا الـ116 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الـ52.
وفي حوار اختص به “الدستور”، كشف مينا فرج الباحث القبطي وأحد أفراد أسرة البابا الراحل كيرلس السادس، البطريرك الـ116 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أسرار من حياة البطريرك من الـ116 في تاريخ بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
في البداية نريد أن نعرف عن أسرة البابا كيرلس وكيف كانت نشأته؟
الأسرة الخاصة بالبابا كيرلس السادس فوالده هو المعلم يوسف عطا سعد ذيكي والذي تولي نظاره عبد الفتاح باشا يحيي في محافظة لمنوفية والبحيرة وتزوج من السيدة إستير في عام 1895 ثم انتقل لبلده بيسنتواي مركز أبو حمص وأنجب منها ثلاثة أبناء، ففي عام 1896 انجب أبنه الأكبر حنا يوسف عطا وبعده بمايقرب بـ7 أعوام وفي 2 أغسطس عام 1902 انجب ابنه الثاني عازر يوسف عطا سعد زيكي«البابا كيرلس فيما بعد»، وبعده بأربع سنوات أنجب أبنه الثالث ميخائيل يوسف عطا، والاسرة كانت متدينه للغاية وكان المعلم يوسف عطا يذهب هو واسرته بصفة منتظمة لكنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور كما كان ناظر وقف بالبحيرة، وفي عام 1907 تم رسامته شماس بكنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور وفي عام 1919، حصل عازر يوسف عطا، البابا كيرلس السادس فيما بعد، على التوجيهية ثم درس لمده عامين في الدبلومة حتي 1921 وقت حصوله عليها، ولم يلتحق بالجيش واخذ اعفاء بسبب قصر النظر.
وفي عام 1921 قدم عازر يوسف عطا «البابا كيرلس فيما بعد»، للعمل في شركة توماس كوك للسياحة بالإسكندرية واستمر بها حتى أواخر عام 1924 ثم ترك العمل والتحق بعد ذلك بشركة إنجليزية تسمى «كوكس شيبينج»، وعمل كمستخلص جمارك، وفي أثناء هذة الفترة فتح موضوع الرهبنة مع أسرته لأول مرة عام 1924 ولكن أسرته رفضت، وبعدها انتقل «عازر» من شركة «توماس كوك للسياحة» إلى شركة كبيرة جداً فى الملاحة البحرية بالإسكندرية هى «كوك شيبينج للملاحة»، مملوكة لأجانب من إنجلترا وأستراليا، حتي 29 يوليو 1927.
وخلال تلك الفترة وتعرف بعد ذلك على صديق فى الإسكندرية، وهو أحد الوعاظ المشهورين بالكنيسة في الإسكندرية وأحد أصدقاء القديس «حبيب جرجس» مؤسس مدارس الأحد، يُدعى «حنا بك إسكندر»، وكان لديه جمعية اسمها «الخلاص» فى منطقة محرم بك، وكان «عازر» مداوماً على زيارته باستمرار والتتلمذ على يديه.
كواليس رهبنة عازر يوسف عطا البابا كيرلس فيما بعد؟
في 1927 فتح «عازر» موضوع الرهبنة مع أسرته من جديد، ولاقى رفضاً كبيرًا من والده، ولكنه كان مصراً على تلك الخطوة، إذ قام في 3 يوليو 1927 بالتوجه إلى الأنبا يؤانس مطران البحيرة ووكيل الكرازة أنذاك، لأخذ منه تصريح وموافقته على ان يصبح راهبًا بدير البراموس، بوادي النطرون، ووافق نيافته لكنه اشترط موافقة الاسرة وبعدها توجه عازر إلى الأرشيدياكون اسكندر حنا لاطلاعه على الفكرة فرحب بها جدًا وساعده في اتمامها اذ استدعي الارشيدياكون اسكندر حنا المعلم يوسف عطا والشقيق الأكبر لعازر لمحاولة اقناعهما رلكتها بانت بالفشل وبعدها توجه عازر الى اب اعترافه القمص يوحنا ورحب بالفكرة وفوضه عازر التحدث مع والده وشقيقة الأكبر لاقناعهما.. وفي 27 يوليو عام 1927 وقدم استقالته من عمله، وتم تعنيفه فى البيت على ذلك، وتدخّل القمص يوحنا، أب اعترافه وراعى الكنيسة المرقسية، لإقناع والده «يوسف» برهبنة ابنه، ورتّب له لقاء مع الأنبا يوأنس مطران المنوفية والبحيرة فى ذلك الوقت فى عهد البابا كيرلس الخامس، حتى استطاع أن يحصل على موافقة والده وأخيه الكبير على رهبنته،وفي ذات العام اعطي له جواب تذكيه إلى القمص شنودة البراموسي ربيته دير البراموس أنذاك، ليصبح طالب رهبنة حيث استضاف عازر كطالب للرهبنة، وفي أكتوبر 1927 أسند لعازر بأن يكون تلميذ لشيخ الدير الأب القمص عبد المسيح صليب المسعودي، وتعلم كثيرًا منه تعاليم القمص عبد المسيح صليب حيث انه كان علامه كبيرة في تاريخ رهبان بريه شيهيت .وفي مساء السبت 25 فبراير 1928 أجمع رهبان دير البراموس على رسامه الأخ عازر راهبًا بدير البراموس، وكان هذا بالكنيسة الاثرية، وكان هذا اليوم بالسنكسار يوافق استشهاد الأنبا مينا الراهب المصري، فتمت رسامته بإسم الراهب مينا البراموسي، وأستكمل حياته الرهبانية بهدوء شديد.
كيف كانت علاقته بالاسرة بعد رهبنته؟
كانت علاقة الراهب مينا البراموسي بالأسرة بعد الرهبنة كانت علاقة جيدة جيدًا إذ قام أخيه حنا ووالده يوسف بزيارته عام 1929 بدير البراموس، وفي عام 1930 قام أخيه حنا ووالدته إستير بزيارته في الدير، وفي عام1931، قام أخيه حنا بزيارته في الدير، إذ قام الراهب مينا البراموسي، بإرسال خطاب لإخيه الأكبر حنا بدعوته لحضور رسامته قسًا، وعدد الزيارات التي قامت بها الاسرة إلى الراهب مينا البراموسي من وقت رهبنته وحتي عام1932 هي 6 زيارات، ثم توحد فى مغارة تبعد عن الدير مسافة ساعة سيراً على الأقدام.. لأنه في عام 1932 بدأ الراهب مينا البراموسي يتوحد في مغارة تبعد عن الدير ب5 كيلو فيما يقرب ساعة مشي بالأقدام، واستمرت وحدته بالمغارة حتي عام1936 عندما قامت ازمة طرد الرهبان الستة، كما أرسل 7 خطابات إلى أخيه حنا خلال فترة تواجده بالدير.
هل لك أن تروى لنا قصة اختياره بطريركَا؟
في 1956 تنيح البابا يوساب الثاني وبرحيله انتهي العصر الرمادي في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتولى الانبا اثناسيوس مطران بني سويف قائم مقام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لمده ثلاث سنوت فكان الكرسي البطريركي شاغرًا لمده ثلاث سنوات وخلال تلك الفترة ارتفعت الاصوات بضرورة استعجال القائم مقاام لتشكيل لجنة لقبول الترشيحات لعمليات تصويت اختيار البطريرك وعليه تم ترشيخح 3 رهبان مع العلم انهم كانوا تلاميذ القمص مينا البراموسي وهم «الاب متي المسكين وحصل على 5400 صوت، والقمص مكاري السرياني وحصل على 5300 صوت ، والقمص انطونيوس السرياني" البابا شنودة الثالث فيما بعد"وحصل على 5200 »، وامام هذا الوضع المتضارب والسرعة من بعض المرشحين لانجاز الانتخابات سريعًا وكل هذة التصرفات اثارت حفيظة كبار المطارنة والمجلس الملى مما دفعهم لتغيير مواد انتخاب البابا الصادرة عام 1942 فوافق عليها الجميع وتم اعداد لائحة 1957 «لاختيار البطريرك والذي يأتي ابرزها ان يكون راهبًا وانه يكون مر على رهنبته 15 عامًا وان لايقل عمره 40 عامًا وقت خلو الكرسي، وتم اعتمادها من الرئيس جمال عبد الناصر فير 3 نوفمبر 1957 وعليه تم استبعاد الثلاث مرشحين من الرهبان لعدم بلوغهم سن الـ40 وقت الانتخابات الباباوية.
وفي عام 1958 عادت واجتمعت لجنة الانتخابات البابوية وقام الانبا اثناسيوس القائم مقام بترشيح الراهب مينا المتوحد، وقام 12 من اعضاء المجلس الملى بالموافقة على ترشيح الراهب مينا للبابوية، وفي ابريل 1959 تمت القرعة الهيكلية، بحضور أعضاء المجمع المقدس، وكبار رجال الدولة وسكرتير مجلس الأمة محمد أنور السادات، وتم ابلاغ الراهب مينا البراموسي بكنيسة مارمينا مصر القديمة، واستقبل في هذا اليوم الشيخ محمد الفحام شيخ الأزهر، وتمت رسامته بطريركيًا للكنيسة بإسم البابا كيرلس السادس في 10 مايو 1959، وفي يوم السبت 9 مايو 1959توجه القمص مينا لزيارة ديرة وهودير البراموس طبقا للتقليد الكنسي بأن يقوم البطريرك الجديد وقبل رسامته بأن يزورديره ويخرج منه وقام أيضا بزيارة باقي أديرة وادي النطرون ورجع إلى القصر البابوي يوم 9 مايو 1959.
هل وضع البابا كيرلس السادس بروتكولاً خاصًا للكرسي البطريركي؟
نعم قام البابا كيرلس السادس بوضع بروتكولا خاصا للكرسي البطريريكي ومن أبرزها عند زيارات الرؤساء والملوك كانت تتم بالمقر البابوي وكانت من ابرز تلك الزيارت زيارة الرئبس جمال عبد الناصر للبابا كيرلس بالمقر وزيارة امبراطور اثيوبيا بالمقر البابوي بكلوت بك.
وبدء البابا كيرلس السادس بإعادة ترتيب بيت الكنيسة من الداخل وبالاخص السكرتارية وعين له رهبان سكرتارية والذي كان منهم الراحل البابا شنودة الثالث واستمر بالسكرتارية لمده 3 شهور فقط وفي 8 يونيو 1959 وقع البابا كيرلس السادس على بروتوكول بين الكنيسة القبطية والكنيسة الأثيوبية لاسترجاع الأخوة والرعاية مرة أخري بين الكنيستين.
كيف اهتم البابا كيرلس السادس برعايته والتعمير؟
اعترف بدير الانبا صموئيل المعترف للرهبان، واعاد تعمير دير أبو مقار بوادي النطرون وأعاد تعمير القصر الرهبان بدير البراموس وتم بناء في عهده 6 كنائس أعاد تعمير الكنيسة المرقسية بالاسكندرية، واعاد تعمير كاتدرائية كلوت بك وعام 1964، وضع حجر اساس دير مارمينا العجائبي بمريوط وأسس لجنة رعاية اسر الكهنة، وأول من أسس قداسات الجمعة والأحد كما زار الصعيد وكفر الشيخ ووجه بحري، كما قام بزيارة المدرسة المرقسية بالإسكندرية.
كيف اهتم بالمهجر؟
اهتم قداسة البابا كيرلس السادس بخدمة أقباط المهجر ففي عام 1960 أوفد قداسته القس مينا اسكندر احد كهنة مدينه الاسكندرية ليقوم برعاية الأقباط في مختلف المدن الأوروبية وفي عام 1961 أوفد قداسته القمص أنجيلوس المحرقي فيما بعد المتنيح الانبا مكسيموس اسقف القليوبية وأوفد معه الشماس منير خير الانبا باخوميوس مطران البحيرة الحالي لخدمه اقباط المهجر بدولة الكويت وتم تاسيس كنيسة مارمرقس الرسول هناك في عام 1963 بتصريح من سمو الشيخ عبدالله السالم الصباح امير الكويت وفي عام 1963 اوفد قداسته الراحل الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة لرعاية أقباط المهجر بامريكا الشمالية كندا والولايات المتحدة الأميركية وفي عام 1969 تم بناء أول كنيسة بسيدني وتلتها عام 1970 كنيسة بملبورن أستراليا وفي عام 1970 أوفد قداسته القس يعقوب ملطي للخدمة بكنائس نيوجيرسي ونيويورك واوفد قداسته المتنيح القمص بيشوي كامل موسس مارجرجس سبورتنج للخدمة في كاليفورنيا عام 1970 وتوالت الارساليات والخدمات الرعوية بعد ذلك لجميع اقباط المهجر ويعتبر البابا كيرلس السادس أول بطريرك يوسسس كنائس خارج الأراضي المصرية.
ماذا فعل البابا كيرلس بعد سماعه خبر النكسة وماذا فعل مع عبد الناصر؟
قداسة البابا قام 12 يونيو بزيارة الى مقر سكن جمال عبد الناصر، للاطمئنان عليه ودعم الكنيسة له وكان موقف الكنيسة في هذة الفترة موقف داعم لعبد الناصر وداعم للدولة وفي هذة الفترة اختلفت نظام العظات في الكنائس لكي تكون للم شمل الامة العربية وقامت مظاهرات في تلك الفترة لدعم عبد الناصر، وكان في صداقة وحب وود بين جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس، وكان يتبادلا القول بين ابويا وابني وكان في موده واحترام متبادل وبعد النكسه سنة وعشرين يوم قام عبد الناصر بافتتاح الكاتدرائية.
كيف كانت علاقته بالأزهر؟
كانت تربطه علاقة وود وصداقة بين شيوخ الأزهر في ذلك الوقت في اطار الزيارات الرسمية التي تخص الدولة، وكانت تربطة علاقة وود واحترام في إطار الإنساني
كواليس ترؤسه المؤتمر الشعبي بمناسبة صدور بيان 30 مارس عام 1968؟
تراس البابا كيرلس السادس، مؤتمر شعبي انذاك تضامنا مع جمال عبد الناصر والقي كلمة في مؤتمر شعبي يوم الثلاثاء 30 أبريل سنة 1968 بكنيسة السيدة العذراء بالكنيسة المعلقة في حي مصر القديمة بالقاهرة بمناسبة الاستفتاء الشعبي علي ما سمي بيان 30 مارس- 1968 والذي صدر لإعادة تنظيم الدولة لمواجهة آثار هزيمة يونيو 1967، قال البابا كيرلس: “نشكر الرئيس لأنه في قيادته لجماهير شعبنا أثبت دائماً أن قيادته تتسم بالإخلاص والوضوح والصراحة”، وقال عن البيان وميثاق العمل الوطني الذي صدر عام 1962: “البيان يؤكد من جديد ما نص عليه الميثاق، وهو الحل الاشتراكي وحماية كل المكتسبات الاشتراكية وتدعيمها والتعليم المجاني والتأمينات الصحية والاجتماعية وحماية حقوق الأمومة والطفولة والأسرة وقام بتأييد موقف الرئيس جمال عبد الناصر، فطالب الامبراطور هيلاسيلاسي أن يتخذ موقفاً مؤيداً لقضية مصر في الأمم المتحدة، وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الشعبية والوطنية التي كان يحضرها أقباط ومسلمون لتدارس والحوار حول القضايا الوطنية الملحة في تلك الفترة”.
وماذا عن مساهمته فى عودة رفات القديس مار مرقس إلى مصر؟
في الفترة مابين 1965 و1968 قام قداسة البابا كيرلس السادس بعده مراسلات بينه وبين البابا بولس السادس بابا الفاتيكان انذاك يطالب فيها برغبة البابا كيرلس في استرجاع رفات القديس مامرقس الرسولى كاروز الاراضي المصرية، وبعد عامين من الخطابات رد البابا بولس السادس بالموافقة وعلى الفور قام البابا كيرلس السادس بتشكيل وفدًا لإستلام رفات من روما وكان الوفد يتشكل من 10 مطارنة وأساقفة بينهم 7 من الاساقفة الأقباط وثلاثة من المطارنة الأثيوبين وتشكل الوفد من «الأنبا مرقس مطران أبو تيج وهورئيس الوفد، والأنبا انطونيوس مطران سوهاج وسكرتير المجمع المقدس انذاك، والأنبا بطرس مطران أخميم، والأنبا دوماديوس أسقف الجيزة، والأنبا ميخائيل مطران أسيو، والأنبا بولس أسقف حلون، والأنبا اغريغوريوس أسقف عام الدراسات اللاهوتية والبحث العلمي، والمشاركة الأثيوبية من الأنبا يؤانس مطران تيجراي، والأنبا لوكاس، مطران أروسي، والانبا بطرس مطران جوندار».
وغادر الوفد من القاهرة يوم الخميس 20 يونيو 1968 في طائره خاصة يرافقة نحو 68 من أراخنة الكنيسة وسبعة من الكهنة وكان في استقبالهم بمطار روما كاردينال نائب عن البابا بولس السادس وسفير مصر لدي الفاتيكان في صباح يوم 22 يونيو 1968 في 12 من ظهر اليوم تمت مقابله الوفد مع البابا بولس السادس، وتم تسليم الرفات داخل صندوق من فضة بجوانب كريستال وتم وضعه في صندوق خشبي وتم لفه بقطيفة خضراء ولفه بشرائط بيضاء مختوم عليها بالشمع الأحمر بختم الكاردينال بتروس فان ليرد، حارس ذخيرة الكرسي الرسولى ووكيل عام الفاتيكان.وخلال الأحتفالية القي الأنبا مرقس مطران ابو تيج ورئيس الوفد كلمه اعرب فيها بإمتنا الوفد بالزيارة وتوصيل تحية البابا كيرلس لسادس لبابا الفاتيكان اخيه وعاد الوفد مساء 24 يونيو 1986 على طيران الجمهورية العربية المتحدة " رحلة غير اعتيادية" وهبطت بمطار الماظة وكان في استقبالهم البابا كيرلس السادس وأكثر من 50 نسمة داخل أرض المطار.. وصعد البابا كيرلس السادس، ودخل الطائرة وتصافح مع سفير مصر لدي الفاتيكان داخل الطائرة أستلم الصندوق ووضعه على كتفه الإيسر وخرج من باب الطائرة .
جمعته علاقة خاصة بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. كيف كانت؟
كانت علاقة متبادلة بين الحب والود والاحترام.. إذ قام بصلاة وشفاء من أجل عائلة الرئيس جمال عبد الناصر، كما قام بالصلاة من اجل أبنته مني إذ كانت تعاني من الحمي وكان الرئيس جمال عبد الناصر يقول للبابا كيرلس أبويا والبابا يقول له ياابني كما قام بزيارة ودية لجمال عبد الناصر، وكانت هذة الزيارة نواه لبدء مشروع اقامة كاتدرائية الأنبا رويس.
كما شهد الرئيس جمال عبد الناصر مناسبتين مهمين هما وضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية بالعباسية في يوليو 1965، وقد تبرعت الدولة حينها بمبلغ 100 الف جنية مصري لبدء العمل كما شهد افتتاحها عام في 25 يونيو 1968، فكانت تجمعها علاقة يسودها الاحترام.
كما في 10 مايو 1967 توجه البابا كيرلس السادس إلى جمال عبد الناصروابلغه أن يريد موافقته على منحة مالية من الدولة لتسديد مرتبات الاكليروس والعاملين بالكنيسة وشرح له بأن الوضع متدهور بسبب اعضاء المجلس الملى وانه مجلس مفلس وبسبب هؤلاء تدهور الوضع المالى للكنيسة وعلى الفور أصدر جمال عبد الناصر قرار جمهوري بحل المجلس الملى وهيئة الاوقاف ونقلها لاشراف البابا مباشرة واصدر قرار بتبرع الدولة بـ 10 آلاف جنية مساهمه منه في اعادة هيكلة الوضع المالى للكنيسة ونتيجة هذة القرارات عبرت الكنيسة ازمتها المالية وسددت ديونها.
وماذا عن علاقته مع الأنبا شنودة؟
علاقة مع الانبا شنودة أسقف التعليم، فقام برسامته اسقف للتعليم وكانت علاقة متبادلة بالاحترام والود منذ بداية رسامته أسقفًا في 30 سبتمبر 1962 وعندما حدثت خلاف بسيط بينهم حول التعليم والذي قام بحلها حنا يوسف عطا الشقيق الأكبر لقداسة البابا كيرلس السادس.. واعتقد ان سبب خلاف بينهم هو رسامة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي الراحل.. وبعدها تمت حل الخلاف بينهم واستمرت العلاقة طيبة بينهم كما كان الانبا شنودة عندما كان راهبا باسم انطونيوس السرياني كان سكرتير شخصيا لقداسة البابا كيرلس السادس لمدة ثلاث أشهر.
كواليس زيارته لاثيوبيا؟
الإمبراطور هيلاسلاسي دعا قداسة البابا كيرلس السادس إلى زيارة اثيوبيا وكان يرافقة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاه ففي عام 1960 غادر قداسة البابا كيرلس السادس لاول مرة خارج القطر المصري متوجها في زيارة رعوية الى اثيوبيا واستمرت تلك الزيارة حتى 7 نوفمبر 1960 اما الزيارة الثانية لإثيوبيا فكانت في 15 يناير 1965 إذ غادر قداسة في زيارة سريعه استمرت لمده 5 أيام لحضور مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية اللاخلقدونية وقام هناك بتدشين كنيسة العذراء مريم وأقام قداس احتفالية عيد الغطاس المجيد وعاد فجر الثلاثاء 20 يناير 1965.
كيف كانت علاقة البابا كيرلس السادس بالطوائف المسيحية والفاتيكان؟
كانت علاقته مع الطوائف المسيحية علاقة يسودها الاحترام والود وكانت علاقته جيدة جدًا مع جميع الطوائف المسيحية والفاتيكان.. كما استقبل بطريرك روسيا وبطريرك رومانيا وكانت علاقته جيده جدًا مع الفاتيكان، إذ أرسل مندوبين عنه كمراقبين في مجمع الفاتيكان الثاني والذي انعقد في الفترة مابين 1961 وحتى 1965، وكانت تربطه علاقة محبة وود مع البابا بولس السادس بابا الفاتيكان، والذي في عهده تمت رجوع رفات القديس مارمرقس إلى مصر.
حدثنا عن ظهورات السيدة العذراء مريم على قباب كنيسة الزيتون؟
العذراء ظهرت في أبريل 1968 وقداسة البابا لم يعطي اي تصريحات أو تعليقات عن ظهورات العذراء حتى 4 مايو 1968 عندما قام الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي بترأس مؤتمر صحفي ضخم عن ظهورات العذراء وفي ابريل ايضاً قام البابا كيرلس السادس بزيارة سريعة إلى كنيسة العذراء بالزيتون استمرت لمدة ربع ساعة من الخامسة مساءً وحتي الخامسة والربع قام فيها بصلاة التسبحة.
حدثنا عن علاقة البابا كيرلس بمارمينا وتعمير دير مار مينا؟
عام 1944 عندما كان البابا كيرلس السادس راهبًا بإسم القس مينا البراموسي أرسل رسالة إلى مرقس باشا سميكة الذي كان رئيس لجنة التراث العربي انذاك يطلب فيها انه يتخذ قطعة أرض ليبني عليها ديرًا الكتاب..
وفي عام 1952 أرسل بالطلب مرة أخرى وتمت الموافقة عليه في أبريل 1959، وابتدأ الدير بمجموعة صغيرة من الرهبان تتكون من 7 رهبان كان منهم ابونا صليب والراهب عازر وفي 1965 أرسل الرهب مينا أفامينا و1969 أرسل تلميذه الراهب رافائيل افا مينا والمرشخ البطريركي السابق ليترهبن بالدير وابتدى الدير بكنيسة السيدة العذراء مريم وأوصلا ببناء مقبره له بالدير كما تم بناء 8 قلالي انذاك ومقر للبابا كان عبارة عن دورين وكما تما بناء كنيسة باسم الانبا صموئيل المعترف.. ويقع الدير بالقرب من منطقة أبو مينا للأثار.
علاقته بالإمبراطور هيلاسلاسي وإثيوبيا والكنيسة الإثيوبية؟
على المستوي الشخصي كانت تربطه علاقة صداقة وحب بين البابا كيرلس السادس والأمبراطور هيلاسلاسي وخلال توليه زار اثيوبيا مرتين واللامبراطور جه 10 مرات إلى مصر منهم 6 زيارة للبابا كيرلس و4 مرات بصفة رسمية لحضور مؤتمرات بالقاهرة كما كانت سكرتارية قداسة البابا على علاقة جيده جدًا بالسفير الاثيوبي بالقاهرة وكان يحضر أغلب القداسات والمناسبيات الخاصة وكان مندوب عن الأمبراطور الاثيوبي وعلاقات الكنيسة المصرية بالإثيوبية قديمة جدًا من وقت الملك تيفري وعلاقات جيدة من ايام البابا كيرلس الرابع والخامس.. وكلن العلاقة الشخصية على النطاق الشعبي بين البلدين كما تبرع الأمبراطور هيلاسلاسي لبناء الكاتدرائية بالعباسية بمايعادل بـ50 ألف دولار مصري أثناء وضع حجر الاساسي كما تبرع أيضًا في الافتتاح بـ50 ألف دولار من ماله الخاص.. كما وضع صورة سيدنا في في مكتبة الخاص.
كيف خرج البابا بالكنيسة القبطية من المحلية إلى العالمية؟
إنه كان مؤمن بمبادئ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومنها الكرازة في العالم وكان ينفذ تعاليم الكتاب المقدس، الكنيسة خرجت للعالمية بالعلماء اللى فيها وترجمة الكتب اللى فيها إلى اللغات المختلفة.
أخيرًا.. ما وصية البابا كيرلس السادس قبل رحيله؟
وصيته غير المكتوبة هي الروجية كانت منهجه وطريقة والتي كانت منهج للرهبان والشعب القبطي وهو كان سبب من في ان تقام القداسات داخل الكنائس اليومية وان تنشتر الكنيسة في المهجر كما انه بني أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط فوصيته انه نعيش في حياة قداسة وصلاة حبريته كان قصيرة 11 سنة وعشر شهور ولكن كلها بركة وسيدنا مر بعده تجارب عديدة رغم انه كان مريض إذ أصيب بـ6 جلطات وكان مريض كلي وكان يعالج على يد اطباء كبار في ذلك الوقت.. حتي انه عرض عليه الرئيس عبد الناصر انه يعالج في روسيا ولكنه رفض وكان زاهد ومتقشف في حياته للغاية.
أما عن الوصية الكتابية الذي تركها البابا كيرلس السادس ففي 17 نوفمبر 1971 تم تجليس البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية الـ117 وفي زيارة قداسته في 25 نوفمبر 1971 لدير مارمينا العجائبي بمريوط، أعلن وجود وصية تخص قداسة البابا كيرلس السادس ومدون بها أنه محروم كل من لاينفذها وكان مدرج بها رغبته في حالة نياحته أن يدفن بملابسة العادية ولا داعي لغيرها وأن يدفن بدير مارمينا العجائبي بمريوط، وعليه وعد البابا شنودة الثالث بأنه سيقوم بتنفيذ الوصية ولكن بعد مرور سنة لأسباب طبية، وفي25 نوفمبر 1972 تم إخراج صندوق دفن البابا كيرلس السادس من مدفنه ببهو الأعمدة أسفل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وتحركت به سيارة من القاهرة إلى دير مارمينا وسط حالة جوية غير مسبوقة بالقاهرة والإسكندرية من أمطار ورياح ووصل الجسد الطاهر إلى دير مارمينا العجائبي بمريوط وكان معد له قبر أسفل مذبح كاتدرائية الشهيد العظيم مارمينا بمريوط، وكان هذا بحضور قداسة البابا شنودة الثالث ورهبان الدير وبعض المطارنة والأساقفة والشعب القبطي وكان جسده كامل كما هو ولم يطوله أي فساد.