«الري الذكي».. نُظم زراعية حديثة لترشيد استهلاك المياه وتحقيق الأمن الغذائي

تواجه العديد من دول العالم حاليًا أزمة نقص المياه، وتعتبر مياه الشرب والري مهمة للغاية بالنسبة لحياتنا اليومية، سواء كان ري المزرعة أو الري بالتنقيط في الحديقة الذي يتطلب الكثير من المياه، وتؤدي هذه العملية حتمًا إلى هدر المياه، لذا أصبحت أنظمة الري الذكية أكثر أهمية في وقتنا الحالي، كونها تعتمد على أجهزة استشعار وأدوات تحكم متقدمة لتقليل المياه المهدرة.

وقد أثبتت الحقائق، أنه بالمقارنة مع تقنية الري التقليدية، يمكن لتقنية الري الذكية أن تقلل من إهدار المياه بنسبة 20٪ إلى 40٪، كما يمكن أن يحكم علميًا على ما إذا كان يجب ري النباتات وكمية المياه بناءً على بيانات الطقس الإقليمية الحالية وظروف رطوبة التربة. تعديل مرن لوقت الري وموقع الري.. تقليل هدر المياه وزيادة كفاءة الري مع الحفاظ على صحة النبات وجودته.

كان وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة استخدام نظم الري الحديثة فى إطار سياسة الدولة لترشيد استهلاك المياه ورفع كفاءة إدارتها، وذلك بواسطة استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في استصلاح الأراضي والإنتاج الزراعي فى الدلتا الجديدة؛ بهدف تنمية الموارد الاقتصادية الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي.

الري الذكي

ومن جانبه، يقول المهندس أشرف مختار، الخبير الزراعي،  إن نظم الري الحديثة هي طريقة لاستخدام العلم والتكنولوجيا من أجل توفير المياه في الري، والتي تحتوي على مستشعرات الطقس وأجهزة استشعار التربة وأجهزة التحكم المختلفة، كما يراقب المستشعر الظروف الجوية الحالية ورطوبة الأرض الفعلية، ويتحكم جهاز التحكم في صمام الماء لفتحه أو إغلاقه.

وينوّه «مختار» في حديثه لـ «الدستور»، إلى أن الري الذكي يعتبر الحكم العلمي على ما إذا كانت المياه مطلوبة ومتى وما كميتها، وأيضًا مدى تناسبها لإدارة توفير المياه في الأراضي الزراعية والمناظر الطبيعية ومناطق أخرى، كما يدمج نظام الري الحديث تقنيات مثل مراقبة الاستشعار عن بعد، ومن خلاله يتم تبديل صمام التحكم عن بعد باستخدام اللاسلكي.

ويضيف: «تساعد أيضًا هذه النظم  في تزويد النباتات بكمية مناسبة من المياه حسب نوع التربة والظروف الجوية لتوفير مياه الري، ويشتمل بشكل أساسي على تقنيات مختلفة مثل تقنية الاستشعار وتكنولوجيا التحكم الآلي وتكنولوجيا الكمبيوتر، بجانب طرق ري الحدائق مثل الري بالرش والري بالتنقيط، كما تراقب أنظمة الري الذكية الطقس ورطوبة التربة والتبخر وأنواع النباتات لضبط جداول الري تلقائيًا، ومن خلالها يمكن تنفيذ أعمال الري حسب الوقت والمساحة، وذلك مع تجنب إهدار المياه الناتج عن الري التقليدي المحدد مسبقًا».

ويختتم: «يستخدم نظام الري الذكي شبكة الـ Wifi لنقل الإشارات، ويمكن للمديرين التحكم فيه عن بُعد من خلال الهاتف المحمول أو الكمبيوتر، لذا لا حاجة للري من خلال فتح أو إغلاق صمام الماء يدويًا، وذلك الأمر سيعود على البلاد بالنفع الاقتصادي الكبير، حين يخلق فرص عمل جديدة ويتيع الموارد التي يتم تصديرها بسهولة».

الدولة الرقمية

ومن الجانب التكنولوجي، يوضح المهندس شاكر الجمل، خبير أمن المعلومات، أن التكنولوجيا سيطرت على كافة أنواع التخصصات في حياتنا، فقد تحولت الدولة المصرية في السنوات الماضية من المرحلة الورقية إلى المرحلة الرقمية المتطورة، لتشمل كافة مؤسسات الدولة فى معظم المجالات (الطب -الهندسة - الصيدلة - الضرائب - المرور)، فضلًا عن الجامعات والمصانع، لذا لا بد من التمكن جيدًا من استخدام التكنولوجيا بشكل منظم، وتوفير وعى تكنولجي دائم لجميع المواطنين والهيئات.

ويستكمل «الجمل» حديثه مع «الدستور»، مؤكدًا أن الشخص الذي لن يعمل على تطوير ذاته تكنولوجيًا في الفترة القادمة، لن يكون مطلوبًا من خبراء مجال التكنولوجيا وأمن المعلومات؛ لأن أغلب المؤسسات والصناعات حاليًا تتطلب موظفين يدركون جيدًا كيفية التعامل مع التقنيات التكنولوجية الحديثة.
 

وفي الختام، أعرب خبير أمن المعلومات، عن أهمية اتخاذ قرار نظم الري الحديثة في قطاع الزراعة؛ كونه أبرز القطاعات أهمية في الدولة المصرية، ومن خلال تطويره يمكن خلق فرص عمل عديدة للمواطنين، وأيضًا مواجهة الأزمات التي تواجه المزارعين، وتحقيق الأمن الغذائي في ظل الأزمات التي يعيشها العالم من نقص وهدرة المياه.