«الابن الضال».. مسيحيو مصر يبدأون ثالث أسابيع الصوم الكبير اليوم
تفتتح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الاثنين، أسبوع الابن الضال وهو ثالث أسابيع الصوم الكبير، وأسمت الكنيسة ثالث أسابيع صومها بهذا الاسم لتبث روح الرجاء والأمل في نفس كل إنسان بعيد عن الله، وتجعله متيقنا من فكرة أن الله قريب من كل من يتوب ويرغب في العودة إليه مثل الابن الضال.
وفي اثنين الابن الضال تحتفل الكنيسة بذكرى اخرى، وهي نياحة القديس أوسطاثيوس بطريرك إنطاكية ووفقا لكتاب السنكسار الكنسي ففي مثل هذا اليوم من سنة 330 م تنيح القديس أسطاثيوس بطريرك إنطاكية في منفاه وذلك أنه قدم بطريركا علي إنطاكية في زمن الملك البار قسطنطين الكبير، وكان عالما تقيا وشهد مجمع نيقية ووافق الآباء على قطع اريوس ونفيه هو والقائلين بتعاليمه، وهو أوسابيوس الينقوميدي وثاؤغونيوس أسقف نييقة، وأوسابيوس أسقف قيسارية.
وبعد انتهاء المجمع وعودة الأباء إلى كراسيهم اتفق هؤلاء المقطوعين فيما بينهم على أن يتظاهروا بالرغبة في الذهاب إلى بيت المقدس ولكنهم ذهبوا إلى إنطاكية،وهناك أغروا امرأة زانية ببعض المال ووعدوها بأكثر مقابل إن تتهم هذا القديس أنه قد أنجب منها ولدا، فأخذت المال وذهبت إلى الكنيسة، وقالت كما لقنوها أما هم فتظاهروا بتكذيبها، وقالوا لها: قدمي دليلك إن كنت صادقة فيما تقولين نحن لا نقبل قولك إلا إذا حلفت على الإنجيل إن هذا الذي ادعيته على هذا الأب صحيح، فحلفت لهم ، حينئذ قالوا ليس بعد القسم شئ .
ثم حكموا بسقوط القديس من درجته وابلغوا قسطنطين الملك، قائلين له إن مجمع كهنة حكم بسقوط الأب أسطاثيوس بطريرك إنطاكية فصدق الملك قولهم ونفاه إلى ثراكي حيث لبث القديس بها حتى تنيح.
إلا إن الله لم يغفل عن إظهار الحقيقة فان المرأة قد مرضت مرضا طويلا، حتى نحل جسمها وتيقنت إن الذي أصابها إنما كان بسبب قذفها القديس بما ليس فيه، فاتت وأقرت أمام أهل المدينة ببراءته وكذبها فيما ادعت به عليه وقالت إن هؤلاء هم الذين الجأوها إلى ذلك نظير مبلغ من المال، وأن الولد الذي معها هو من رجل اسمه كاسم القديس أسطاثيوس فأقنعوها بان تحلف وتقصد في قلبها الرجل صاحبها فتنجو من خطر الحلف كذبا، وهكذا ظهرت براءة هذا القديس وعاد الكهنة إلى ذكر اسمه في القداس، وقد مدحه القديس يوحنا ذهبي الفم في يوم تذكاره.