خبير يكشف لـ«القاهرة الإخبارية» سر تفاقم المظاهرات فى أوروبا
يشهد العديد من العواصم الأوروبية خروج آلاف المتظاهرين للشوارع احتجاجًا على تراجع مستوى المعيشة، فقد دعت النقابات العمالية في فرنسا لمظاهرات ضد قانون التقاعد.
وقال الدكتورة أسامة السعيد، الباحث والخبير في الشئون الدولية، إن ما حدث يتجاوز فكرة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، موضحًا أن الحرب فاقمت الأوضاع لكن لم تخلقها.
ولفت "السعيد" خلال مداخلة عبر "سكايب" ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الأنظمة الأوروبية أعلنت في أكثر من مناسبة أنها لا تستطيع مواصلة الإنفاق الكبير على المرافق العامة، وضمان المعيشة العالية نتيجة العديد من الأزمات الدولية، وارتفاع الأجور والمعاشات.
نموذج الرفاهة الأوروبية مهدد بالزوال
وأكد الخبير في الشئون الدولية أن نموذج الرفاهة الأوروبية مهدد بالزوال نتيجة تغيرات اقتصادية، وتحولات في السياسات الاقتصادية الأوربية، مشيرًا إلى أن المواطنين ألقوا باللائمة على تبعية فرنسا للاتحاد الأوربي ورغبة أوروبا ترشيد الإنفاق على المجالات العامة، مثل التعليم والصحة والأجور.
وأردف: "الفرنسيون يشيرون إلى السياسات المنحازة من قبل حكومة ماكرون للأغنياء، وتراكم أزمات متصاعدة زادتها تفاقمًا أزمة فيروس كورونا، وتبعات الحرب الروسية، واتجاه الدول الأوربية إلى زيادة الإنفاق العسكري، مما ينعكس بالسلب وسيكون الخصم من الإنفاق على التعليم والصحة والعامة".
وأشار إلى أن من بين أسباب تراجع الاقتصاد أيضًا، هو دخول منافسين كبار في عملية الإنتاج، وارتفاع الأجور الأمر الذي أدى لزيادة الأعباء على الاقتصادات الأوروبية، كما أن أوروبا شهدت تحولات كبيرة في سياسات حكومتها، وعودة اليمين وعودة اليسار أدى لارتباك السياسات الاقتصادية.
واختتم: "أوروبا قارة غنية لكنها عانت نتيجة ظهور منافسين جدد في الساحة العالمية".