تجارب شبابية.. متى تعتمد مصر على الصناعة المحلية؟
تحاول الحكومة إحياء الصناعة المحلية بكل الطرق من خلال إطلاق المبادرات التي تصب في صالح ذلك الأمر، من أجل وقف قطار الاستيراد الذي بات يغزو الأسواق بشكل كبير.
وخلال المبادرات التي أطلقتها الحكومة هناك تجارب كثيرة في السوق، للشباب الذين قاموا بعمل صناعات محلية استطاعوا بها منافسة الصناعات المستوردة في الخارج وكان لهم قصص تحق أن تروى.
دعم الصناعة الوطنية
واتساقًا مع ذلك، أعلن المهندس محمد المنزلاوي وكيل لجنة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بمجلس الشيوخ، أن الدولة أصبحت تعطي أكبر اهتمام لملف دعم الصناعات الوطنية وتوطينها داخل مصر.
وبين أن ذلك من خلال تكليفات واضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتقليل الفجوة في الميزان التجاري، حيث كان لدينا عجز في الميزان التجاري بنهاية عام 2018 يقدر بـ 45 مليار دولار، وهذا يعني أن الاستيراد أكبر من التصدير.
وقال "المنزلاوي" في بيانه إنه مع سياسات الحكومة في عقد المزيد من الاجتماعات مع مستثمري القطاع الصناعي واتحاد الصناعات المصرية للاستماع عن قرب لجميع المشكلات التي تواجه هذا القطاع لاتخاذ القرارات الفورية لإزالتها ولتذليل كافة العقبات أمام المصدرين الصناعيين المصريين.
وطالب من الحكومة سرعة التحرك لتحقيق تعميق وتوطين الصناعات والمنتجات المحلية ليحل محل الواردات، والاهتمام بجودة المنتج من خلال الاهتمام بالصناعة لتحقيق الدولة المصرية باستهداف زيادة الصادرات بحلول عام 2023.
وبالفعل هناك الكثير من الحكايات لشباب استطاعوا عمل مشاريع تدعم الصناعة المحلية وتصديرها للخارج. "الدستور" استعرضت عدد منهم.
أنس يؤسس مصنع لصناعة غرف الأطفال
أنس جابر، 30 عامًا، أحد الشباب الذين لهم تجربة رائدة في الصناعة المحلية، حيث استطاع برفقة 7 من أصدقائه تصنيع غرف أطفال بصناعة مصرية خالصة من الألف إلى الياء، بمجهودهم والخاص.
يقول: "نقوم بصناعة غرف النوم للأطفال صناعة مصرية في دمياط من خلال خشب الزان والتشطيب الذهبي باستخدام أعلى وأجود الخامات المصرية وكان المشروع صغير منذ 7 سنوات حتى تطور الآن".
يمتلك أنس وأصدقاءه الآن ورش ومصانع لغرف الأطفال المصرية ووصلوا إلى حد التصدير إلى الخارج، في الأردن والعراق والسودان وليبيا وغيرها من الدول العربية: "لما اسمنا اتعرف وأن صناعتنا محلية قدرنا نصدر للخارج وأصبح لها زبائن من كل الدول العربية".
- وتؤثر الحرب الأوكرانية الروسية على اقتصاد دول العالم، فسبق وكشفت أن فاتورة الاستيراد في مصر وصلت إلى 9.5 مليارات دولار وأوضحت أن قيمة فاتورة الاستيراد قبل هذه الحرب كانت تبلغ 5 مليارات دولار شهريا فقط.
خالد: "الدولة تدعم الصناعة الوطنية"
ولدى خالد عباس، حكاية أيضًا مع الصناعة المحلية، إذ يعمل في مجال الفخار في الدقهلية والتي يصفها بأنها يابان مصر وتضم كل الصناعة: "بدأت في ورشة صغيرة لصناعة أصايص الزراعة، وتطور الأمر إلى حد التصدير للخارج".
يقول: "بدأت أعرض منتجاتي التي تصنع بأيد مصرية في معارض الحكومة المختلفة، ومن ثم أخذت شهرة بسبب تلك المعروضات، حتى توجهت إلى التصدير للخارج وأصبح هناك منتجات محلية تنافس المستورد المعروض".
وبيّن أن الصناعة المحلية هي الحل الأمثل في الوقت الحالي بسبب ارتفاع العملة الصعبة وشحها بسبب الحرب والأزمة الاقتصادية: "لا بد من الاعتماد على الصناعة المحلية وتوطينها لمواجهة ارتفاع العملة الصعبة والاستيراد".
- أطلقت مصر مبادرة ابدأ تم بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الواردات، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص الوطني في توطين العديد من الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في مصر.