كتاب وشعراء: القصائد المحرفة المنسوبة لمحمود درويش استهتار لا يمكن الصمت عليه
نفت مؤسسة محمود درويش، في بيان رسمي عبر حسابها في فيسبوك ، أن تكون أغنية "ستنتهي الحرب" التي أطلقتها الفنانة اللبنانية كارول سماحة قبل نحو أسبوع، من تأليف الشاعر الفلسطيني الراحل، داعيةً إياها إلى "التوقف فوراً عن نسب القصيدة المحرّفة إليه".
وأشارت المؤسسة عبر بيانها الرسمي إلى أنها بعد فحص الكلمات المنسوبة لمحمود درويش في الأغنية تبين لها أنها ليست من أشعاره إنما من تأليف مواقع التواصل الاجتماعي وهي دون المستوى المعروف به شاعرنا الكبير وأن هناك مقطع وحيد مجتزأ من قصيدة محمود درويش "وعاد في كفن" قد جرى تحريفه واستخدامه في الأغنية حيث ان النص الأصلي للمقطع هو "يحكون في بلادنا ..يحكون في شجن " وبعد التدقيق في ذلك الفيديو والإعلان المرافق له طلبت المؤسسة رسميا من الفنانة كارول سماحة وشركائها في الانتاج وقف النشر وحذف كل ما يتعلق بنسب كلمات الأغنية لمحمود درويش.
جاء ذلك بعد إعلان الفنانة كارول سماحة عبر صفحة التواصل الاجتماعي "دشنا كتير أحداث ومشاعر صعبة بآخر كم سنة تركت داخلنا كلنا فراغ كبير، حسيت إن الفن إذا ما عبَّر عن قلقنا وهواجسنا ناقص، ومن هون كانت فكرة #الألبوم_الذهبي
هيدا الألبوم وِلِد من قلب وجعنا وتوقنا للحرية والأمان بوجه الظلم يلي عم نعيشو ببلداننا العربية، ١٢ أغنية من قصائد الكبير #محمود_درويش بقدّمن لوطنا العربي المجروح حتى تبقى هويتّنا واحدة.. ووحدتنا عربية"
ماحدث يأخذنا هذا إلى تساؤل آخر كيف تلعب وسائل التواصل الاجتماعي التضليل والتزييف والسطو على مبدعينا ومنتجهم وأسمائهم مرة بالصاق أسمائهم على منتج لا يخصهم ومرة أخرى السطو على منجزهم كما حدث مؤخرا مع الشاعر المصري الذي نسب لنفسه كلمات نزار قباني في التقرير التالي :
محمد حربي .. الجريمة ارتكبتها كارول سماحة وفريق عملها
من جهته يرى الكاتب الصحفي والشاعر محمد حربي "ان اتهام السوشيال ميديا بمثل هذه التهمة هو المضلل، فنجمة مثل كارول سماحة وفريق العمل معها تعرف ويعرفون ان استخدام اسم محمود درويش يستحق اهتماما وجدية ولا يمكن الاستسهال فيه.
وتابع حربي " صحيح أن السوشيال ميديا تنشر زيفا كثيرا وتنسبه للمبدعين لكن هذا ليس مبررا للكسل والاستهتار فالسوشيال ميديا أيضا يسمح ببرامج تكشف المزيف ورد الأخبار والصور والاقتباسات إلى أصحابها.
وختم حربي "الفريضة الغائبة فيما فعلته كارول بشعر محمود درويش هي الجدية والجريمة التي ارتكبتها وارتكبها فريق العمل هي الاستهتار باسم الشاعر الكبير وبحق جمهورها
حسين دعسة :هناك مؤامرة تهدف لتشوية أدب وفنون المقاومة الثورة.
يقول الكاتب والإعلامي حسين دعسة في صلب التحولات الرقمية والتواصل الإلكتروني، والإعلامي، والأدبي البصري، تغيرت معالم الثقافة البشرية، وغزت "الأشكال المسخ" السينما والغناء، والموروث الشعبي، كل فضاءات الشبكة السيبرانية، فاختلطت الأهداف الإستراتيجية، من رقي البشرية في الألفية الثالثة، إلى حروب سرقات وتزوير وأخبار كاذبة، وبالنهاية، غابت مصداقية المنتج الإبداعي، بما في ذلك شخصية الفنان ذاته.
ولفت دعسة إلى أن "علينا الإنتباه، ففي منتصف ستينيات القرن الماضي، ومع تشتت الفكر والأدب والفنون، نحر الحداثة وما بعد الحداثة، ظهرت المخاوف من غياب الحقوق الأدبية والفنية.
وتابع دعسة "بكل بساطة انتابت العالم" لحظة فارقة بهدف الحد من السرقة والتشوية، هناك من سعى فتأسست المنظمة العالمية للملكية الفكرية بمقتضى اتفاقية دولية وُقعَت في أستوكهولم يوم 14 يوليو 1967 ودخلت حيز التنفيذ عام 1970 وعدّلت عام 1979.
وأكد دعسة أن ما حدث لتراث الشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش، أن هناك من يتعمد تشوية إبداع الشعري، في مقابل أغنيات من مغنية، بالتأكيد هناك من يمولها لتشوية صورة أدب المقاومة الفلسطينية والعربية والعالمية.
وأكد دعسة أنه لن يحترم أخطاء كارول، أو غيرها، لأننا نفهم أن الملكية الفكرية، تحيلنا إلى إبداعات العقل من اختراعات ومصنفات أدبية وفنية وتصاميم وشعارات وأسماء وصور مستخدمة في التجارة، كما أن الملكية الفكرية محمية قانونا بحقوق منها مثلا براءات الاختراع، وحقوق المؤلف، والعلامات التجارية التي تمكّن الأشخاص من كسب الاعتراف، أو فائدة مالية من ابتكارهم أو اختراعهم.