بعد تصنيف باراجواي لها كمنظمة إرهابية.. كيف يمول الإخوان جرائمهم «بغسل الأموال»؟
أعاد قرار اللجنة الدائمة بمجلس شيوخ باراجواي "الكونجرس"، تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية تهدد الأمن والاستقرار الدولي، إلي الأذهان جرائم غسل الأموال المرتبطة بالجماعة الإرهابية، وكيف تعتمد عليها في تمويل عملياتها الإجرامية.
وفي كتابه “المواجهة الجنائية لجريمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في مصر والدول العربية”، يرصد مؤلفه النائب البرلماني المستشار علاء عابد مفهوم تمويل الإرهاب من خلال عمليات غسل الأموال الناتجة عن عمليات غير شرعية إجرامية، كالتجارة في المخدرات والسلاح والآثار وغيرها.
ويعرف “عابد” مفهوم تمويل الإرهاب قانونيًا بأنه: أي دعم مالي في مختلف صوره، يقدم إلي الأفراد أو المنظمات التي تدعم الإرهاب أو تقوم بالتخطيط لعلميات إرهابية، وقد يأتي هذا التمويل من مصادر مشروعة كالجمعيات الخيرية مثلا، أو مصادر أخرى غير مشروعة مثل تجارة البضائع التالفة أو تجارة المخدرات.
وتشير الاتفاقية الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب لعام 1999 إلي أن رغبة هؤلاء الممولين في إخفاء أنفسهم وأنشطتهم المالية حتى يظلوا غير معروفين، وذلك لأن إخفاء مصدر التمويل يساعد على استمراره وبقائه متاحًا لتمويل أي أنشطة إرهابية في المستقبل.
ويخلص “عابد” إلى أن تمويل الإرهاب عملية تهدف إلى إمداد الجماعات الإرهابية بالأموال، والمعدات، والأدوات اللازمة لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية، وذلك أيا كان مصدرها، مشروعًا أو غير مشروع.
وبناء عليه فإن تمويل الإرهاب يقصد به: كل فعل يتم فيه جمع أو تسليم أو تخصيص أو نقل أو تحويل أموال أو عائداتها لأي نشاط إرهابي فردي أو جماعي في الداخل أو في الخارج، أو القيام لمصلحة هذا النشاط أو عناصره بأي عمليات بنكية أو مصرفية أو تجارية، أو التحصيل مباشرة أو بالواسطة على أموال لاستغلالها لمصلحته، أو الدعوة والترويج لمبادئه أو تدبير أماكن للتدريب أو الإيواء لعناصره أو تزويدهم بأية أنواع من الأسلحة أو المستندات المزورة، أو تقديم أية مساعدة أخري من وسائل الدعم والتمويل مع العلم بذلك.
علاقة غسل الأموال بتمويل الإرهاب
ويؤكد “عابد” علي أن هناك علاقة وثيقة علاقة غسل الأموال بتمويل الإرهاب، إذ أن الأساليب المستخدمة في غسل الأموال هي نفسها بصورة أساسية تلك المستخدمة لإخفاء مصادر تمويل الإرهاب واستخداماته، فالأموال التي يتم استخدامها في مساندة الجماعات والتنظيمات الإرهابية يمكن أن تنشأ عن عناصر مشروعة أو أنشطة إجرامية أو كليهما، غير أن تمويه مصدر تمويل الإرهاب يتسم بالأهمية، بغض النظر عما إذا كان مصدره من منشأ مشروع أو غير مشروع، فإذا كان من الممكن إخفاء هذا المصدر، فإنه يبقى متاحًا للمزيد من أنشطة تمويل الإرهاب في المستقبل.
ويلفت “عابد” إلى أنه من المهم بالنسبة للجماعات والتنظيمات الإرهابية أن يتم إخفاء استخدامات الأموال لكي يبقى النشاط التمويلي لهم دون اكتشاف، ويمدهم بالأموال والأدوات اللازمة لقيامهم بأنشطتهم الإجرامية.
التبرعات كمصدر لتمويل العمليات الإرهابية
كما تعد الأنشطة والجمعيات الخيرية مصدر هام وأساسي لتمويل العمليات الإرهابية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر حملات التبرع والمبادرات التي تطلقها جماعة الإخوان الإرهابية، كالتبرع لغزة والشيشان وغيرها، كستار لتمويل عملياتها الإرهابية.
وفي هذا الصدد يذهب “عابد” إلي أن: بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 اهتمت الأجهزة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وبعض الحكومات، مثل الحكومة الأمريكية، وبعض الحكومات العربية، بموضوع الجمعيات والمؤسسات الخيرية ودورها في تمويل الجماعات الإرهابية، حيث رجحت أن جزءًا من أموال التبرعات من الممكن أن يتم توجيهها من قبل الجهات المتربعة لدعم أنشطة إرهابية، وهناك العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي غيرها من دول العالم تم اتهامها بتمويل العمليات الإرهابية، وبناء علي تلك الاتهامات تم إغلاق 41 مؤسسة خيرية في أنحاء العالم أغلبها مؤسسات إسلامية، وصفت بأنها تدعم الإرهاب، ومنها مؤسسة “الأرض المقدسة” التي أغارت عليها المباحث الفيدرالية وأغلقتها في ديسمبر عام 2006، ومن بين تلك المؤسسات المغلقة بعد اتهامها بتمويل الإرهاب هيئة الإغاثة الإسلامية الأمريكية “أيارا”.