البطريرك يونان يترأس رتبة درب الصليب في الأسبوع الأول من الصوم الكبير
ترأّس البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، رتبة درب الصليب في الأسبوع الأول من زمن الصوم الكبير لهذا العام.
ورتبه درب الصليب هي الذي تُقام أيّام الجمعة من أسابيع الصوم الكبير، والتي احتفل بها المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
خلال الرتبة، طاف المونسنيور حبيب مراد داخل الكنيسة متأمّلاً بمراحل درب الصليب، فيما تلا المؤمنون الترانيم العذبة الخاصّة بهذه الرتبة بلحن الآلام ثمّ رنّم الجميع ترنيمة السجود للصليب.
يذكر أنه كان قد احتفل البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، برتبة الشوبقونو (المسامحة) التي تقام في بداية زمن الصوم الكبير، وذلك في كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار، المتن.
خلال الرتبة، تُلِيت القراءات والصلوات والترانيم السريانية الخاصّة بالتوبة والمسامحة والمحبّة المتبادَلة.
وفي كلمته الأبوية التوجيهية خلال الرتبة، تحدّث غبطة البطريرك عن زمن الصوم الكبير المقدس، موسم البركات والخيرات، الذي فيه ينقطع المؤمنون عن تناول بعض الأطعمة، ويكثّفون الصلاة بلا انقطاع، ويمارسون أعمال المحبّة والرحمة، خاصةً تجاه الفقير والمحتاج.
ودعا إلى مسامحة بعضهم البعض حتى عندما يكون هناك خلاف أو قطيعة، كما علّمنا الرب يسوع في الصلاة الربّانية، أي الغفران لبعضنا البعض كما غفر لنا أبونا السماوي، مذكّراً إيّاهم أنّ الله، لكونه محبّة، يطلب منّا أن نحبّ بعضنا البعض. وكتعبير عن المحبّة، يدعونا الرب أن نقبل بعضنا البعض كما نحن وكما خلقنا الله، بالرغم من ضعفنا ومحدوديتنا.
ونوّه إلى أنّ كنيستنا السريانية رتّبت لنا رتبة المسامحة في بداية الصوم، كي نبدأ صومنا بالمحبّة والصفح، شاكراً الرب الذي أهّلنا أن نصومه، وضارعاً إليه تعالى كي ينعم علينا أن نشاركه في آلامه ومجده في الصلب والموت والقيامة.
ولفت إلى أنّنا "نحتاج كثيراً إلى المغفرة في هذه الأيّام، خاصّةً تجاه الحكّام في لبنان، والذين لا يسألون كيف يعيش الناس. الرب يطلب منّا أن نغفر للجميع، وهؤلاء الحكّام اتّصفوا بالفساد، ومهما كانت حجّتهم، لا يمكنهم أن يتخلّفوا عن خدمة الشعب والبلد بالنزاهة المطلوبة من كلّ مسؤول".
واختتم:"الكنيسة تطلب منّا أن نسامح بعضنا البعض كي يقبل الله صومنا، فلا يمكننا أن نقول إنّنا صائمون ما لم تكن فينا المحبّة الصادقة والمسامحة كعائلة روحية واحدة، سواء في البيت أو الرعية أو المجتمع".